بقلم: رحيم الخالدي

العبادي بين العد التنازلي والضغوط الحزبية !…
رحيم الخالدي
الاصلاح الحقيقي يبدأ بخطوات ثابتة وجريئة، من دون خوف أو وجل، أو انتساب أو ميثاق موقع سلفاً، وإلا كل الخطوات اليتيمة لا تفيد .
التظاهرات التي تخرج كل جمعة هي دليل على عدم وجود إصلاح حقيقي، وإبر التخدير ما عادت تفيد! لان الشعب أدمن عليها، فيُراد له فعل حقيقي ملموس يقابله تحقيق على أرض الواقع .
طالما قًبِلَ السيّد العبادي توجيهات المرجعية، التي طالبت بالإصلاح الفوري، وتغيير الحال الذي تراكم من الدورتين السابقتين، فعليه البدأ بخطوات جديّة بحجم المشكلة، ومعرفة مكامن الخلل لا تحتاج الى جهد كبير، وهيئة النزاهة رفوفها ممتلئة بالملفات المُقَدَمَة لها كافية أن تطيح بمافيات الفساد، وما تم إتِخاذُهُ أخيراً ليس بمستوى الطموح الذي كان يرجوه المواطن، وهو الإطاحة بالرؤوس الكبيرة التي خلقت الفساد والسرقات، وتردي الخدمات المُقَدمة للمواطن خلال السنوات المنصرمة، وإلا فإن المساندة من المرجعية والشعب سوف تضمحل، ولن تكون كما أول مرة عند الإنطلاقة الاولى للتغيير المرجو منه، والتأييد سينقلب ضده ولن تنفعه حينذاك الأعذار التي يختلقها مهما كان حجم الاصلاحات .
العد التنازلي بدأ ينفذ، والتكهنات التي يرددها الشارع تقول أن السيد رئيس الوزراء يتعرض الى ضغوط كبيرة من الحزب الذي ينتمي اليه! لأن أصابع الإتهام موجهة ضد أشخاص من حزبهِ، وهذا بالطبع سيولد إنفجاراً معاكساً، وبمعيار الإنتماء يجب أن يدافع عنهُ، وليس تقديمهُ للعدالة كما هو المرجو في حقيبة الإصلاح المزمع السير بها .
مضى وقت ليس بالهين على خروج أول تظاهرة، ولليوم لم تشهد الساحة تقديم أيّ من الذين ثبت تورطهم! سواء بالسرقة أو الجرم أو الفساد أو تمت إدانتهم بجريمة سبايكر والسجر والصقلاوية، الذي ذهب ضحيته آلآف من شبابنا في تلك المجزرة وباقي الملفات، ولا نريد أن نذَكّر بأن الوقت ينفذ ولن تكون هنالك فرصة ثانية، ولا وقت إضافي لأننا لسنا في لعبة كرة قدم، بل سيأتي وقت يجد فيه الجد ولا مناص من التغيير الذي خرج لأجله المتظاهرون، فهل سيعمل السيد العبادي بما نصحت به المرجعية؟ أم يأخذ برأي الحزب الذي ينتمي اليه