جزيل الشكر لمدير عام تربية الرصافة الثالثة وزميله مدير عام تربية الرصافة الأولى وزميلهما مدير عام تربية النجف ومدير عام الشؤون الادارية والمالية في الهيئة العليا لمحو الأمية الذين نورونا بمعلومات مهمة تضمنها تقرير بثه المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي.. معلومات أجابت عن سؤال حيّر الكثير منا: لماذا يبدو الكثير من منتسبي الدفاع والداخلية خشنين وحتى قساة للغاية في تعاملهم مع مواطنيهم؟
المعلومات أكدت وجود إقبال كبير على التعلم ضمن برنامج محو الأمية، فقد سجّل نحو 21 ألف دارس في مراكز محو الأمية ضمن مديريات التربية في الرصافة الاولى والثالثة والنجف خلال الأيام الماضية، منهم 12 ألفاً في الرصافة الثالثة وألفان في الرصافة الأولى و7 آلاف في محافظة النجف.
هذا الاقبال الكبير على صفوف محو الامية مفرح بدرجة كبيرة، فهو يعزز الأمل بان ثمة ضوءاً في نهاية النفق المظلم الذي فيه ألقانا صدام حسين وفيه أبقانا خلفاؤه المشغولون بصراعاتهم على السلطة والنفوذ والمال والمبددون لمئات المليارات من الدولارات على المشاريع الفاشلة والوهمية.
المعلومة الأثمن تقول ان بين السبعة آلاف ملتحق بصفوف محو الامية في محافظة النجف وحدها خلال الأيام الاخيرة 2600 من منتسبي وزارة الداخلية و1400 من منتسبي وزارة الدفاع.
وكما أفاد مدير عام الادارية والمالية في الهيئة العليا لمحو الامية في وزارة التربية فان “في وزارات الدولة أعدادا كبيرة من الأميين الا ان بعض الوزارات لم ترسل للتربية اعدادهم، فيما اتضح ان وزارة الدفاع تأتي بالمرتبة الاولى بين نظيراتها بعدد الأميين بنسبة 23 بالمئة من منتسبيها وتليها وزارة الداخلية بالمرتبة الثانية”.
المعلومة السيئة ان الحملة الوطنية لمحو الأمية لن تتمكن من استيعاب اكثر من مليون أمي فيما عددهم 5 ملايين .. نعم 5 ملايين أمي في البلد الذي اخترع الكتابة فجعل البشرية تخرج من الظلمات الى النور.. البلد الذي اخترع العجلة فقرّب بين المسافات الطويلة ويسّر الانتقال في البلد الواحد وبين البلدان ومن قارة الى قارة بل من كوكب الى كوكب .. البلد الذي شهد أكبر عدد من الحضارات العظيمة في التاريخ .. بلد النفط والغاز والفوسفات والتمر والحنطة والشعير والعنبر والنهرين (عشرون نهراً في الواقع) والأهوار والبحيرات والجبال والسهول والصحارى .. البلد الذي (بغصّة خانقة حارقة وبألم ممض كاو بل قاتل أقولها) محا صدام حسين أميته في خمس سنوات وفشل خلفاء صدام في محو أمية الف شخص في عشر سنوات، بل زادوا من عدد أمييه ليصبح خمسة ملايين، رسمياً ولا بد ان العدد الحقيقي أكبر.
أأدركتم الآن لماذا يبدو الكثير من الجنود ورجال الشرطة وضباطهم قساة ؟ .. ربع عددهم أميون! .. لا تسألوا :ألم يُعلموا مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان؟ كيف وهم لا يفكون الخط! وكيف وزعماؤهم السياسيون – زعماؤنا ايضاً بأسف – أغلبهم شبه أمي وكلهم تقريباً لا يؤمنون بالديمقراطية وحقوق الإنسان!
ولا تسألوا أيضاً: لماذا جنّدوا الأميين في سلكي الجيش والشرطة فيما المتعلمون، بل خريجو الجامعات، يمكن تشكيل جيوش جرارة منهم.. لا تسألوا فزعماؤنا يفضلونهم أميين.

عدنان حسين