دأبت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات على تسجيل الكيانات والأحزاب السياسية، التي ستشارك في الانتخابات البرلمانية والمحلية العراقية، والتي من المؤمل إجرائها في نهاية نيسان عام 2018، حتى وصل عدد الأحزاب والكيانات الى الرقم 100 .
ولكن الكيان السياسي صاحب هذا الرقم، يختلف عن بقية الكيانات السياسية العراقية الأخرى، فلا هو من الأحزاب القديمة المشاركة في العملية السياسية منذ 14 سنة، رغم انه لديه تمثيل برلماني وحكومي في الدورة الحالية، ولا هو وليد اللحظة وتشكل لأجل المشاركة في الانتخابات والحصول على مغانم السلطة، دون أن يكون لديه برنامج انتخابي أو مشروع سياسي، يطرحه للناخب العراقي .
وعلى الرغم من حداثة هذا التيار والسمة الشبابية الغالبة عليه، إلا إن جذوره السياسية تمتد لمائة عام مضت، ومدرسته التي ينهل منها الجميع مبادئ السياسية الأصيلة تعود الى 45 سنة ماضية، كانت السباقة في الدفاع عن العراق ضد الظلم والجور والطغيان، فأصر ورثة هذه المدرسة على إكمال المسيرة، وأن يكون لهم اثر في تاريخ العراق الحديث والدفاع عن حقوقه ورسم مستقبله، وفق مبادئ تحقق العدل والمساواة والإصلاح بين الناس .
ولادة أشعلت الشارع السياسي العراقي، وصار الرقم 100 حديث الجميع، فالمولود الجديد لم يأت صغيرا أو رقما عاديا بل كان كبيرا، في قيادته المعروفة بمكانتها الاجتماعية المرموقة في الوسط العراقي، ودورها السياسي الكبير ومقدار التضحيات التي أعطتها دفاعا عن العراق طيلة العقود الماضية، وحجم جماهيره الواسع وقدرته على تحريكها، وتأثيره في الوسط السياسي العراقي، بل وحتى الإقليمي والدولي .
ذلك هو تيار الحكمة الوطني، الذي جاء يوم الرابع والعشرين من تموز، حين ارتقى عمار الحكيم المنصة معلنا عن ولادة المولود الجديد، بعد تخليه عن زعامة المجلس الأعلى الإسلامي، رافعا شعار التغيير والتجديد بما تقتضيه المرحلة القادمة من عمل سياسي يخدم مصلحة العراق وشعبه، ليحمل هذا التيار التسلسل رقم 100 في سجل قوائم مفوضية الانتخابات، للكيانات المشاركة في انتخابات عام 2018 .
كيان جديد يمتلك روح الشباب وطموح أجيال تريد أن ترسم مستقبلها بنفسها، وتحقق آمالها التي غيبتها الصراعات السياسية والشعارات التي شاخت، فانبرى لها عمار الحكيم ليقود السفينة في كيان شبابي وطني منفتح على الجميع، يتعامل مع الجميع دون خطوط حمراء وفق القانون والدستور، مع الحفاظ على المبادئ والثوابت والأصول .

ثامر الحجامي