الدعاية والعقول الساذجة
صادق غانم الاسدي

حينما يعم الفساد وتكثر الاتهامات بين أوساط الطبقة السياسية واصحاب سلطة القراروتختلف المفاهيم لبناء المجتمع دون دراسة ووعي ومسؤولية مشتركة تجمعهم اهداف وتحديات واحدة , تتسع فجوة التباعد وتنمو تيارات وحركات معادية تهدف لتمزيق وحدة المجتمع والتأثير على سلوك المواطن والسيطرة على غرائزه والتحكم بارادة الفرد عن طريق الدعاية والتي يكون لها دورا واضحا في شحن عقول الجماهير من خلال المناخات المهيئة والارضية الهشة ,فتبدأ عملية ترويج الأشاعة والتي هي سلوك عدواني هدفها احباط مشاعر الناس وجعلهم ينساقون حول الشبهات والاتهامات وان كانت فيها مبالغة لايستوعب العقل تحملها , فالدعاية استخدمت في الحروب ونجحت بايصال اهدافها وحققت اغراضها بالشكل العملي الناجح , فهنالك الدعاية الدنية فتهدف إلى تحويل الناس من معتقداتهم الدينية إلى معتقد آخر . وهي بالنسبة لنشر الدين الإسلامي تعرف باسم الدعوة , و قد استخدمها الرسول صل الله عليه واله وسلم في إحدى رسائله بقوله : ” أدعوك بدعاية الإسلام ” .وبمرور الزمن اخذت اشكال متعددة ، فانها لاقت اهتماما اكبر نتيجة للتوسع في استخدام الطباعة ، وظهور الكاريكاتير والرسم في القرن السابع عشر ،ودفعتها احداث هامة كحرب الاستقلال الامريكية ، والثورة الفرنسية ، والثورة الامريكية التي أدة بظهور روح الحماس واثارة الهياج والشغب والفتن, وما يتردد اليوم في الشارع العراقي من بث دعايات كثيرة تجد مقبولية عند اصحاب العقول البسيطة وسينعكس على نفسية المواطن العراقي ويؤثر في الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية وبدأ تأثيره واضحاً من خلال التعامل اليومي , ومانسمعه من عبارات لاصح لها .. ان استقطاعات الموظفين ستصل الى 30 % وتوزع على الارامل والرعاية الاجتماعية والاخبار الواردة حول زيادة كبيرة في قراءة المقايس الكهربائية ودفع رسوم عن اداء الطالب لامتحانات الوزارية مبالغ تصل الى 100 الف دينار ودفع مبالغ عن كل سيارة تدخل العاصمة بغداد وكربلاء ووو…,وكل هذه الموجة من الدعايات لها اغراض وجهات تقوم بها لاتريد الى بلدنا الاستقرار وتطمح ان يعيش العراق في دوامة العنف والاخبار الكاذبة , نعم ربما فرض دفع رسوم قليلة في المستشفيات اثناء المراجعة ويستثنى منها الصغار والعاجزين واصحاب الامراض المزمنه ,اجد ان هذا الاجراء قد يؤدي بعض من الاغراض للحد من ظاهرة التشكي والمراجعة المستمرة وتخفيف الزخم الحاصل لاي سبب بسيط بمراجعة المستوصف والمستشفيات ولايختلف الامر ان يتحسس بعض الناس لهذا الامر ويهتموا بالنظافة والوقاية من كافة الامراض , الدعاية جزء مهم من الاعلام بنقل المعلومة بطريقة مؤثرة واقرب للواقع ويتقبلها العقل بطريقة لايجد فيها اي شك في تكذيب الخبر اذا تطابق مع الوضع العام والحالة السياسية .فالخبر في الاعلام هو ملك الحقيقة اذا كان هذا الصحفي او الاعلامي متمسك بالمهنة الشريفة وان يتطلب فيه النزاهة والشفافية وعدم الانحياز دون ان يضيف او يحذف من محتوى الخبر وان يتعامل معه عكس الدعاية التي تتطلب منه تزويق الخبر في التاثير النفسي والمعنوي وبشكل عام نستطيع القول بان الدعاية اخذت اهميتها منذ الحرب العالمية الاولى متضحا ذلك من عول احد القادة الالمان (اليس من الافضل ان نوجد وسيلة تسييء الاضطرابات للاصابع التي تحمل المدفع وتضغط على الزناد ، من ان نستهلك الكثير من القنابل لندمر بها مدفعا واحدا في يد جندي معاد) يعني اخطر مافي الدعاية هي كسر نفسية المقاتل وتحويل سلاحه من صوب العدو باتجاه الصديق, فالدعاية تخضع لحالة التضليل وماتبثه قناة الشرقية والرافدين والجزيرة المعادية لنهضة العراق واستقراره السياسي والاجتماعي فهي الدعاية الاعلامية بتشويه الحقائق وتضليها على الرأي العام ,فلم اسمع يوما من تلك القنوات ان خبرا سارا بثته تلك القنوات من اجل رسم فرحة على الفرد العراقي وتعزيز ثقة المواطن باجهزته الامنية ومع ذلك فان مايميز تلك القنوات الاعلامية هي الخبرة وتمتلك اجهزة حديثة وسريعة في ايصال المعلومة وتدربت على ايادي وكوادر متمرسة و فالدعاية اما أن تضع الهدف بالقمة او لتجعله في الاسفل , ولهذا عندما نقلت الصهيونية نشاطها من بريطانيا الى نيويورك في نسة 1940 كان هنالك اعداد كبيرة من الجاليات اليهودية المسيطرة على اجهزة الاعلام والاقتصاد ولها تاثيرا ايجابيا في رفد القضايا الصهوينية من اجل تعاطف الناس معها لما تحمله من خبرة وكفاءة . لربما طريقة الدعاية وانتقالها في مجتمعنا تكون سريعة بين اوساط الناس ليس لان مايقوم بترويجها هم من اصحاب الخبرة والكفائة ولكن لوجود البسطاء واصحاب العقول المحدودة والمنشغلين بقوتهم اليومي ولايهمهم سوى انخفاض وارتفاع السوق المرتبط بحركاتهم التجارية لهذا يتأثرون من ذلك الجانب ويتقبلونها وتنتشر بشكل سريع بين اوساطهم .