بعد أن ألقى الديكتاتور العربي الخطب الثلاث، خطاب الجلوس،و خطاب الضجر و خطاب السلام. ألقى خطابا رابعا وهو خطاب النسيان، و فيه يدعو شعبه إلى
طي صفحة الماضي و السير على درب العهد الجديد… ما فات… فات …ومن مات…مات ….أيها الشعب فلا بأس ….اقتربوا لنصلح أخطائنا إذن ….أوقفوا صراخكم و ذكرياتكم فالذكرى ألد أعدائي اقتربوا و لا تفزعوا…. فهذه المرة لن أقتل أحدا ….و لن أغتال أحدا… بل سأجعل الواحد منكم، يقتل صاحبه ….لذا سأشيع الفساد.. و أزرع المرتشين .. ونزين أبوابنا باليافطات الجديدة …سنصم الآذان بشعاراتنا الخرساء ….ولن نحتاج بعد اليوم شعراء ….لأن الشعراء كلاب..لا تجيد إلا النباح … ويملأون العقول بالأوهام.. إني آذن لكم أن تفتحوا أفواهكم .. افتحوها.. عند زيارة طبيب الأسنان..افتحوها وما عدا ذلك…إغلقوها ….فالصمت حكمة… ومن تحدى..أو أراد فسأقطع لسانا و أجدع أنفا و أيتم..وأشرد..وأثكل ….فلا أخفيك يا شعب أنني أحن إلى ماضي أجدادي ولا أخفيك يا صاحبي..أني أعشق الدماء ….سنستغني عن الجند …ونبيع ما تبقى من قمح …ونستورد القمع من جيراننا…وما يلزم من هراوات …و قنابل مسيلة للدموع …لأفرق التجمعات…فالتجمع اختلاط و الإختلاط حرام…حرام ….وحفل غزل منبوذ ….سألغي احتفالات أيام الشهيد …ونحتفل بالعهد الجديد و ننزع صور الموتى الذين تسمونهم شهداء من جدراننا…. فهم يفزعون الصغار فحسب… فمن مات…مات ….وما فات… فات ….فلا مكان هنا للذكريات يا شعبي الودود ….دع الأموات في رقدتها ترتاح ….وإني أحذركم من النباح ….وأحلام حمل السلاح ….كلوا كلكم ما شئتم من فول أو عدس أما اللحم..أما اللحم فسيثقل بطونكم فحسب ….ويعيق جريكم …عندما أطلق الكلاب لملاحقة الغاضبين فانسوا الماضي لينساكم رجال القمع ….فكونوا ودودين طيبين ….لا تكونوا رجعيين و انسوا ذاك الماضي البعيد ….و طبلوا و زمروا للعهد الجديد…. أنا الشيخ و أنتم العبيد …وهذا هو الرأي السديد…..

بقلم: الدكتور يوسف السعيدي