رحيم الخالدي
إختلافٌ كبيرٌ بين سائر البشر، وهنالك تفاوت بالمعرفة والإلمام بالمسائل العبادية والمعاملية، وهذا أمر طبيعي، وهنالك أيضاً ضرب للقاعدة وهو الشذوذ الحميد، أي هنالك نوابغ وهؤلاء لا يمكن مساواتهم مع بقية البشر، مثال ذلك السيد “عمار الحكيم”، الشاب الذي يمتلك لكل سؤال جواب! وعلى لسان “حسن العلوي” في لقاء تلفزيوني على أحد القنوات الفضائية، يقول كنت متعجباً في كيف لشاب بهذا العمر، يمتلك تلك المقومات! التي إن قارنّاها بباقي الرجال، فيجب أن يكون العمر قد تجاوز السبعين، لثقل المعلومة التي يمتلكها، إضافة لسبر السياسة العميق ؟.

التحالف الوطني وحالة الإنتكاسة التي مر بها، بعد رحيل السيّد عبد العزيز الحكيم، جعلت القاعدة الجماهيرية تنفر! وتلعن اليوم الذي إنتخبت به تلك القوائم، التي لم تجلب لهم الخير كما كانوا يتمنونه حسب الوعود الإنتخابية، التي لم يتحقق منها شيء يذكر، إلا ما ندر من بعض الوطنيين، الذي كان همهم الأسمى بناء العراق، إضافة لحالة الفوضى التي سادت الولاية الثانية للمالكي، وما رافقها من تخبطات، والتفرد بالقرار من دون الرجوع للتحالف وبدايتها تهميش الآخرين، ووزارات خمس تدار بالوكالة، وختامها ضياع ثلث مساحة العراق بيد الإرهاب، تلحقه الخسائر البشرية من خيرة شبابنا الواعد، الذي كنّا ننتظر منهم بناء المؤسسة العسكرية، فذهبوا ضحايا نتيجة تولي المؤسسة العسكرية، أشخاصٍ كان يجب الحذر منهم وإبعادهم بكل السبل .

نحن على أعتاب بداية جديدة للتحالف الوطني، وننتظر تطبيق الرؤى التي طالما كان يطرحها السيد الحكيم في الملتقيات الثقافية في مكتبه، والرسائل في المناسبات التي كانت تحدث، ويلقي على مسامعنا تلك المبادرات، التي لو طُبِقَتْ حسب أطروحته، لكان لنا اليوم كلامٌ آخر، وبما أننا في مرحلة عصيبة، ونحن نواجه الإرهاب العالمي، نحتاج المؤازرة من قبل الشركاء في التحالف، والوقوف جنبا إلى جنب، ومأسسة التحالف ليكون قوة فاعلة، والتصويتات تكون منتجة للطائفة وباقي المكونات، ولكوننا الكتلة الأكبر يجب أن تكون لنا بصمة، ونكون صاحبي القرار القوي، ولا نحتاج إلى تنازلات لتمرير قرار، وبهذا نكون قطب الرحى للعملية السياسية .

الحكيم وما يتمتع به من دبلوماسية قل نظيرها، سيكون الجاذب وفق البرنامج المعد سابقاً، والذي طرحه في مناسبات عدة، وما يتمتع به من دبلوماسية لأنه كان يقول دائما نحن على مسافة واحدة من كل الكتل السياسية، وهذا معناه انه ليس له أعداء داخل العملية السياسية، وفق برنامج بناء دولة عصرية عادلة، وكلنا يجب أن تكون لنا بصمة وأثر طيب، ونعبر بالعراق مرحلة التباعد، إلى مرحلة التلاحم والبناء، وأهم عنصر في العملية السياسية تفعيل القانون وحياديتهِ، ليكون القاسم المشترك في حفظ الحقوق لكل الأطياف، وبهذا تكون المشاكل في طريقها للحل، وهذا ما نرجوه في قادم الأيام ولم الشتات على رأس القائمة للتحالف الوطني .

التوافق على سماحته لم يأتي من فراغ، وهو الذي يحمل ذلك الإرث الكبير من جده السيد “محسن الحكيم” زعيم الطائفة، وقد تربى بأحضان والدهِ وعمهِ وبفترة عصيبة، أيام الجهاد ضد نظام الطاغية صدام في فترة الثمانينات من القرن الماضي، فجمع كل الخصال العلمية الدينية منها والسياسية، وكان المفترض من الشركاء الإستفادة من تلك الأفكار التي يحملها، خاصة وهو يحض على إستثمار الطاقات الشبابية، لدمجهم بالعمل السياسي والتماشي مع بقية الدول العالمية، والاتجاه اليوم صوب الشباب في قيادة الدولة .