التدخل الروسي في الصراع السوري
علي الزاغيني
ما لا شك فيه إن التدخل الروسي في الصراع السوري لم يأتي دون تخطيط مسبق وبعلم الدول الكبرى وقد خطط له بعد الحصول على معلومات استخباراتية تمكن الروس من إيقاع اكبر ما يمكن من الخسائر وتقصم ظهر المقاتلين مما يجعلهم يفقدون عنصر الهجوم المستمر وبالتالي لابد من وضع خطط بديلة للتصدي للهجوم الروسي والدفاع و الانسحاب الى مناطق أكثر أمان لمقاتليهم وهذا بكل تأكيد سوف يؤثر كليا على مصادر تمويل معداتهم الحربية بعد ان استهدفت وبشكل مباشر من قبل الطائرات الروسية و دقيق حتى يثبت الروس للعالم مدى قوتهم وأنهم لا يزالون قوة عظمى لا يستهان بها ولها التأثير المباشر في الشرق الأوسط و العالم , وهذا أدى بشكل واضح الى تغير الموقف كليا على المعركة وربما سيكون لها نتائج لم تكن في حسابات الآخرين .
السؤال هنا لماذا هذا التدخل الروسي المتأخر جدا بعدما سيطر بما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات واسعة من العراق وسوريا وهذه المساحات مكنته من التحرك بسهولة دون خطر يذكر وهذا مما زاد وبكل تأكيد من فرض هيمنتهم وفرض سيطرتهم بقوة باستخدام أساليب إرهابية تمكنهم من بسط نفوذهم ,
هل جاء التدخل بطلب من سورية مباشرة ؟ ام كان لابد من التدخل من اجل الروسي للحفاظ على مصالحهم او هي لعبة كبرى لم يفهم العرب مغزاها , لعل التحالف الروسي غير المعادلة وعكس كل التوقعات بسقوط الرئيس الأسد او استمرار داعش بالسيطرة وهذا لم يكن بحسابات البعض من الدول المجاورة او التي ترغب ببقاء داعش بالمنطقة لأسباب سياسية ودينية وربما قومية من اجل إعادة رسم خارطة المنطقة وفق تصوراتهم وهذا ما خطط له ويعمل على نجاحه اذا ما استمرت الامور هكذا ,ولكن على ما يبدو ان التدخل الروسي عكس كل تلك التوقعات .
التدخل الروسي هل سيكون له سقف زمني محدد تحدده سورية آم سيكون او سيكون للروس كلمة الفصل في انتهاء ضرباتهم الجوية التي تكون حققت أهدافها او على الاقل حددت من حركة داعش وانصاره بالمنطقة وبالتالي يكون داعش فقد عنصر الهجوم والتوسع , بحقيقة الامر الحل العسكري لابد ان يرافقه حل سياسي وهذا ما يجب ان يعمل عليه ويجب ان يكون الحوار السياسي بناء يراد من خلاله الإصلاح لا التخريب وفرض شروط تكون غير ملزمة التطبيق او يراد بها إطالة فترة الدمار والخراب لأنها صعبة التحقيق .
لابد من الإشارة الى ان اي انعكاس سلبي في سورية سيكون له انعكاس سلبي في العراق والمنطقة وهذا الانعكاس السلبي ستكون نتائجه في غير مصلحة الدول المجاورة اذا ما استمرت داعش بالتوسع ليس فقط عسكريا وإنما فكريا وهذا الفكر الخطر لابد من الوقوف والحد منه قبل فوات الأوان .
للأسف ان الحلول دائما ما تكون خارجية وهذه الحلول والنتائج ليست بصالح شعوبنا ولكنها تفرض على أساس انها حلول ولكنها بالحقيقة ليست سوى هزيمة بعدما فقدت الحكومات المصداقية والثقة فيما بينها وأصبحت رهينة للدول الكبرى