الاعتصامات هل تحقق ارادة الشعب
علي الزاغيني
عبور جسر الجمهورية باتجاه المنطقة الخضراء من قبل المتظاهرين مشهد سيبقى عالقا بذاكرة الجميع بعدما تم إغلاقه بأسلاك شائكة وتم تحشيد مئات الجنود لحراسته لكن ارادة الشعب أقوى من كل الحواجز والاسوار الكونكريتية التي وضعت لمنعهم , عندما لا توجد حلول صحيحة لحل الأزمات وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة وبعد ان استنفذت كل الوسائل وحتى التظاهرات السلمية التي استمرت سنوات لم تحقق شئ للشعب لم يتبقى سوى الاعتصام وهذا ما دعى اليه السيد مقتدى الصدر امام بوابات المنطقة الخضراء او الحمراء كما يسميها البعض وسوف تستمر حتى تتحقق مطالب المعتصمين وهذا ما ارعب المفسدين واقلقهم مضاجعهم وربما ستكون نهايتهم وتفتح ابواب المنطقة الخضراء امام المواطنين دون الحاجة الى بطاقة دخول .
وانا اجتاز جسر الجمهورية باتجاه ساحة الاعتصام لفت انتباهي العشرات من المواطنين بمختلف الاعمار وهم يتجهون نحو اعتصامات وهم يرفعون الاعلام العراقية وكلهم ثقة بان هذه الاعتصامات ستكون الحل لإجراء الاصلاحات الشاملة ومحاسبة المفسدين والمتلاعبين بالمال العام , وبحقيقة الامر عندما دخلت ساحة الاعتصام وجدت انها قد نظمت بشكل رائع ولا يسمح لاي شخص لا يحمل باج بالدخول وفق التعليمات الصادرة وهذا الامر تحسبا لدخول او تسلل عناصر مشبوهة وقد تشكلت لجان عديدة لتنظيم هذا الاعتصام وهي خطوة ايجابية ولاحظت ايضا تنظيم معارض للرسم والكتاب وكذلك مهرجانات شعرية وهذا الامر جعل من الاعتصام محفل ادبي وثقافي اضافة الى كونها ساحة اعتصام وما يبعث بالنفس السرور وكذلك وجود مفارز طبية تقدم خدماتها تطوعيا وكذلك وجود العشرات من المتطوعين لتقديم الطعام والحلويات والفواكه وعلينا ان نذكر هنا دور اللجنة الإعلامية التي تنظم عمل الإعلاميين والقنوات الفضائية .
قد لا نكون مخطئين عندما نقول ان الاعتصامات قد جاءت متأخرة بعض الشئ ولكنها أفضل من لا شئ هذا ما تحدث به احد المعتصمين امام بوابات المنطقة الخضراء عندما سألته عن سبب وجوده هنا بين المعتصمين اجاب نحن هنا تلبية لنداء السيد مقتدى الصدر وتلبية لنداء الوطن ونداء المظلومين لغرض الاعتصام امام المنطقة الخضراء او ما تسمى بالحمراء بسبب الدماء التي سالت بسببها من حيث نشعر او لا نشعر وسلبت حقوقنا ونحن هنا بكافة طوائفنا نؤيد السيد مقتدى الصدر ونبقى في ساحة الاعتصام حتى تلبى كافة مطالبنا .
لو اطلعنا على طلبات جميع المعتصمين والمتظاهرين لوجدناها متطابقة ولا تختلف بشئ وان اختلفت الفترة الزمنية و في نفس الوقت على لو اطلعنا ما تصدره الكتل والاحزاب من حلول للخروج من هذه الأزمة نجدها قد تكون متشابهة ايضا ولكن اين يكمن الاختلاف في ايجاد الحل ؟
رغم الاجتماعات المتكررة للكتل وللرئاسات الثلاث ولكن على ما يبدو لا حلول تخرج بها تلك الاجتماعات سوى اقتراحات يطرحها البعض وتصطدم بمصالح الكتل الاخرى مما يجعلها غير مقبولة او مرفوضة قبل ان ترى النور , جميع الاحزاب تدعي بانها على استعداد لتقديم استقالات وزرائهم امام رئيس الوزراء ولكن لم نجد تلك الاستقالات سوى في وسائل الاعلام ولم نرى اي اصلاح او خطوة باتجاه الاصلاح من الدكتور العبادي وهو من يتحمل المسؤولية كاملة بعدما تم تفويضه من المرجعية والشعب ولكن خطوات الاصلاح تعثرت كثيرا او اصطدمت بجدار المصالح والمحاصصة , يراهن البعض على نجاح الدكتور العبادي واجتيازه هذه الازمة لأمرين أولهما انه لابد من ان يكون قد حسم أمره في الاصلاح والتغيير والجميع يتطلع الى ذلك والأمر الثاني تصريحات السفير الامريكي بالعراق بنجاح الدكتور العبادي بالتغيير وحصوله على تائيد المجتمع الدولي بذلك وهذا ما يجعل الجميع ينتظر ما تسفر عنه التغيرات المرتقبة التي قد لا ترضي البعض من الاحزاب والكتل ولكنها بالنهاية قد تكون الحل الأمثل للخروج من هذه الازمة .
قد يتصور البعض ان الإصلاحات التي سوف يقوم بها الدكتور ألعبادي هي نهاية الاعتصامات والتظاهرات السلمية ولكن اذا لم تكن هذه الاصلاحات بما يتناسب ومطالب الشعب سوف تجدد بكل تاكيد وسوف تكون اقوى من الاول و لاسيما اذا ما استمرت نفس الوجوه بالعمل السياسي ولم يتم محاسبة المفسدين وسراق اموال الشعب فسيكون للشعب كلمته الاخيرة