اقصوصة / متسوٌل جنى على نفسه
كاظم ألجوهر
أذن المؤذن لصلاة الصبح، كما سالف الأيام، شمر عن ساعديه وهو ألكفيف، صلى الصبح.
علمته الحياة كيف يشغل البابور ألصغير، ويضع عليه أبريق الشاي ألذي فقد لونه، بالأحرى لا يعرف هذا ألمتسوٌل أصلا لون الأبريق، اتجه إلى ركن الكوخ، حيث يعرف بالسليقة أين مكان الشاي والسكر وأكواب الشاي .
صاح بائع الخبز، وبعده بائع ألزبده ، لحقتهما بائعة الحليب، تلمس طريقه إلى باب الكوخ، وصاح وبيده ألنقود على الكل، فاصبح الخبز بيده، والزبدة في إناءه والحليب في إناءه ألثاني .
الشاي أصبح جاهزا، سخن الحليب ، وجبة الفطور أصبحت جاهزة، التهم فطوره، ولم ينس إطفاء البابور .
اعتمر بعدة ألمهنه، كما أتقنها كمتسوٌل .
في طريقه إلى المنطقة السكنية ألتي عادة ما يتسوٌل بها كل يوم ، يعترضه جسر ثم شارع عام لمرور ألمركبات على اختلاف أنواعها .
وقف على الجسر، حتى يساعده أحد ألماره على عبوره والشارع العام ، صادفه طفل في ألمرحلة الابتدائية في طريقه الى المدرسة ، فأخذ عصا ألمتسوٌل قائلا له أنا سوف أساعدك ، فرح ألمتسوٌل، وناول ألطفل عشرون فلسا ، أشاعت المسرة في قلبه ، بعد وقت التسوٌل عاد ألمتسوٌل إلى بيته .
وفي اليوم ألثاني، ألطفل بذاته واقف على الجسر، وعرض على ألمتسوٌل ألمساعدة ، وبعد ألعبور ناوله ثلاثون فلسا، فانتشى ألطفل .
عدة أيام مرة، والطفل يساعد ألمتسوٌل ، والمتسوٌل يجزل ألعطاء له ، وذات يوم ، قال ألمتسوٌل للطفل، إلى أين تتجه كل يوم ، أجابه إلى المدرسة ، قال ألمتسوٌل، ما رأيك لو تصاحبني في مهنة ألتسوٌل ونتقاسم المحصول ؟
أجابه سأفعل بشرط وفاءك بوعدك بالنسبة للتقاسم، قال ألمتسوٌل سأفي أنشاء الله، قال له ألطفل هذا غير كاف، أريدك أن تحلف على القران ألكريم، قال سأحلف ، هرول ألطفل ثم عاد وأخرج أحد كتبه وقال ، هذا ألقران ألكريم احلف، وفعلا حلف ألمتسوٌل وسارت الأمور في اليوم الأول .
توالت الأيام، ألطفل جهز عدة ألتسوٌل‘ ملابس ممزقه .يخفيها في كيس ، ثم يخلع ملابس المدرسة ويخبأها مع الكتب المدرسية في زاوية من زوايا أحد البيوت، وبعد التسوٌل يعود لملابسه وكتبه وكأن شيئا لم يكن .
جاء يوم الحسم، ألطفل قرر أن يترك ألمتسوٌل ويتسوٌل لحاله ، وقبل وقت مجيئ ألمتسوٌل .
جاء ألمتسوٌل لمنطقة ألتسوٌل ضج عليه الناس، ابنك وصل قبلك وأغدقنا عليه ولهذا يجب أن تختار، أنت أو ابنك ، فلت الزمام من يد ألمتسوٌل .
ذات يوم ، زاد غياب ألطفل عن ألمألوف في المدرسة ، ناظر المدرسة لزملاء ألطفل في ألصف ، من يعرف أهل هذا ألطفل ؟
قام أحد الطلاب قائلا أنا ، ناوله الناظر كتابا يتضمن إنذارا لغياب ألطفل دون عذر، وصل الكتاب للعائلة ، حار ألاب ، تتبع ابنه وصعقته الكارثة .
لم تستطع ألعائله ثني ألطفل ، وترك ألطفل ألمدرسه للمهنه ألمذكوره ، وخسر ألمتسوٌل تعاطف المنطقة السكنية .
وجنت على نفسها براقش.
كاظم ألجوهر
kadhim31@hotmail.com