شهدت الأسواق العراقية في الأشهر الأخيرة ارتفاع حاد ،وغير مسبوق في كافة أنواع السلع منها المنزلية ،والملابس ،والمواد الغذائية ،والخضراوات ،والفواكه مما انعكس سلبا على الوضع العام .
هذا الارتفاع كان له جوانب سلبية عدة لان المواطن العراقي ذو الدخل المحدود قد اثر عليه هذا الارتفاع بشكل ملحوظ لان أصحاب الدخل المحدود لا طاقة لهم على هذه الارتفاعات المستمرة ،والله اعلم أين سوف تصبح الأسعار في الأيام المقبلة القادمة .
ولكن ماهي أسباب هذا الارتفاع الغير مسبوق في أسعار السلع كافة ؟
أول ما يخطر على البال هو سوريا ،والوضع الذي تعيشه سوريا
نعم هو احد الأسباب الرئيسية لارتفاع الأسعار في العراق لان اغلب البضائع الموجودة في الأسواق هي صنع في سوريا ،لان هذه البضائع ذات أسعار مناسبة ،ورخيصة للمستهلك العراقي ذو الدخل المحدود ..فكانت سوريا هي احد هذه الأسباب ،وهناك أسباب آخرة ،ومنها الوضع الأمني الغير مستقر .
إضافة إلى بعض التجار الذين يعبثون بالأسعار ،وبالتالي سوف توثر على استقرار السوق ،والأسعار.
ولكن إلى هنا أين دور الحكومة من كل هذا؟
طبعا الدور الحكومي ضعيف جدا ،وغير داعم للمنتجات الغذائية خاصة ،وهذا احد أسباب الارتفاع ..لان اغلب التجار هم مدعومون من قبل أناس متنفذة داخل الحكومة ،والبرلمان أي بصريح العبارة التاجر أصبح لديه حصانة برلمانية  ،وحكومية من الملاحقات القانونية ،وهو بالتالي المستفيد الوحيد من هذه الارتفاعات في الأسعار .
على الحكومة ،والبرلمان أيجاد حلول جذرية جادة ،وليس على الورق فقط بدون تنفيذ ..يجب على الحكومة المحافظة على استقرار الأسعار ،وعدم التلاعب بها من اجل فلان ،وعلان من التجار المستفيدين بل دعم السوق قدر الإمكان ..لان المتضرر من كل هذا هو المواطن ذو الدخل المحدود الذي سيكون أول المتضررين من كل هذا .
دعوة جادة ،ومخلصة إلى أن صحاب الضمائر المخلصة لإيجاد حلول عاجلة لإنقاذ الموقف قبل فوات الأوان ..لان ليس من المعقول دولة مثل العراق لايوجد فيها معامل وصناعات محلية مناسبة ذات أسعار منخفضة ونوعية جيدة تناسب ودخل المواطن العراقي البسيط ..حتى لايكون الاعتماد على الدول المجاورة المضطربة .
دعوة إلى الحكومة العراقية لدعم الصناعة العراقية لنصبح دولة منتجة ،وليس مستهلكة  ،وبذلك سوف نوفر كافة السلع بأسعار مناسبة ،وبصناعة عراقية محلية مئة بالمائة ..تساعدنا على تجاوز هذه الأزمة بدون الحاجة إلى السلع المستوردة .
هي أمنية نرجو تحقيقها من اجل مستقبل صناعي ،وتجاري ،وتوفير فرص العمل كل هذا يتحقق مع بناء وترميم المصانع العراقية للعودة بها الى المنافسة العربية ،والعالمية.

محمد خضوري

.