فضح العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة حملة الشعارات الاسلامية ( المنافقين) اللذين يسعون وبكل ما اوتوا من جهد لخدمة المخططات الامريكية الصهيونية ولم يعد لادعاءات ما يسمونه بالجهاد  من قيمة لتستر توجهاتهم المشبوهة فغرفة ادارة عمليات الازمات التي انشأتها ( اشتون ) في القاهرة لتنظيم الجهد التكاملي بين اعداء هذه الامة كهولاند وكاميرون مع حكام الربيع العربي وحمد آل ثاني وآل سعود فقد ظهرت بوادر التخطيط المبيت وبشكل مفاجئ على اثر ما تعرض له قطاع غزة من قصف وقتل للنساء والاطفال وبغارات متواصلة للطيران الصهيوني بلغت لحد نهاية يوم 17/11/2012 – (950) غارة وقد ادرك نتنياهو بحكم تواصل العدوان الذي ينفذه ( العربان ) على سوريا بأن وقت لعب اوراقه قد بدأت فعلا بالمباشرة بطرد الفلسطينيين من غزة الى سيناء واسكان فلسطيني الضفة الغربية في الاردن لضم ما تبقى من اراضي غزة والضفة الغربية الى ما تحت يد الصهاينة الان من ارض فلسطين اضافة الى ان نتنياهو سيكسب الانتخابات  القادمة في اسرائيل وكان ذلك القصف الصهيوني قد بدء مباشرة بعد انتهاء زيارة حمد آل ثاني امير قطر للقطاع حتى ان بعض المراقبين ذكروا بأن تلك الزيارة متفق عليها مع اسرائيل لتكريس تقسيم الفلسطينيين بين غزة والضفة الغربية ويضيفون بأن هناك معلومات نقلت بواسطة حمد آل ثاني وحاشيته عن مدى التسلح لقوات حماس ويدللون على ذلك بأن حمد آل ثاني لم ينطق بكلمة واحدة يشجب بها ذلك العدوان وبالعكس فأن القرضاوي ذو الصلات المشبوهة بالغرب اتصل وعن طريق قناة الوهابين ( الصفا ) ملتمسا من ملك السعودية ان يتصل بالرئيس المصري ( محمد مرسي ) ويحثه على تحكيم العقل كما يقول وقد تناسى تجار الحروب  بالغرب بأن من بدء ذلك العدوان نتنياهو وزمرته الصهيونية وكانوا يخططون ومنذ زمن بعيد لاستهداف اغتيال كبار القادة العسكريين لقوات حماس وابتدأوا بالشهيد (احمد الجعبري) ومما يلفت الانتباه ان فيصل آل سعود الذي الان يكرس جهده لتدريب المرتزقة في الرياض وارسالهم الى سوريا وهو الذي اشترك مع امير قطر بالإسراع لجمع شمل ما سمي بالمعارضة السياسية السورية وتكوين ما يسمى بمجلس الائتلاف ودعوا المجلس الوزاري للجامعة العربية ليجتمع مع وزراء خارجية الدول الاوربية وعلى رأسهم ( اشتون) ليخططوا بالوقوف بوجه مهمة السيد الاخضر الابراهيمي لإحلال السلم في سوريا وتلك العملية جرت خلال يومين بينما لم تجتمع الجامعة العربية بعد بدء القصف الصهيوني لغزة الا بعد خمسة ايام ولم ينتج عن اجتماعها أي شيء حيث سبق ذلك الاجتماع ان استجاب محمد مرسي لطلب اوباما وارسل رئيس وزراءه الى القطاع للتأثير على قوات حماس بوقف ضرب المستوطنات الصهيونية ردآ على العدوان الصهيوني وفي الوقت الذي يوحد حماة اسرائيل صوتهم ممثلا بتصريحات اوباما وكاميرون وهولاند وميركل بالوقوف الى جانب اسرائيل والتعاطف معها وبأنها من حقها ان تدافع عن نفسها اما شريكة نبيل العربي امين عام الجامعة العربية السيدة (اشتون) فقد صرحت بأنها تتعاطف مع الاسرائيليين الذين يتعرضون للصواريخ الفلسطينية وهكذا ينكشف يومآ بعد يوم بأن ادعياء الجهاد ما هم الا منفذين للسياسة الامريكية ولم يكن الاجتماع المشترك للسيدة اشتون ورهطها مع نبيل العربي ورهطه سوى محاولة جعل البحر الابيض المتوسط بحيرة اوربية لاحتواء كل ما تتعرض له اسرائيل من خطر وبذلك لم يكن اجتماع الجامعة العربية سوى الطلب ببدء الهدنة بين اسرائيل والفلسطينيين في غزة وانطبق المثل العربي على جامعة نبيل العربي /اشتون القائل (تمخض الجبل فولد فأرا) وهكذا ينكشف رهط المنافقين بأنهم لم يكونوا سوى وسيلة لإلهاء الشعب العربي لا بل وردة الى الخلف بما يقارب من قرن حيث شعر الغرب بأن هذه المنطقة بدء الوعي يتنامى فيها كما انها اخذت تطور نهجها التنموي بشكل متسارع مما يشكل خطرا على مصالحها وعلى اسرائيل فقلبت اوراقها فلم تجد اوفق من الاخوان لباسا قديما تلبسه من جديد لشعوب هذه المنطقة فابتدعت ثورة ما سمي بالربيع العربي وطلبت من كل من (ابن سعود وحمد آل ثاني) بتمويل كيانات ذلك الربيع  ولم يدرك آل سعود بأنهم ضمن المخطط المستقبلي لعملية التفتيت في المنطقة وهو موضوع دراسة وتخطيط قديم بين اسرائيل وكيسنجر بحكم ثراء السعودية ومكانتها الدينية بوجود الحرمين الشريفين فيها وستقسم الى خمسة كيانات بإعادة امارة نجد في الرياض والامارة الغربية في حائل والامارة الشرقية وكيانا رابعا في الحجاز اما الكيان الخامس فسيكون في نجران وجنوب المملكة كما ان المخاطر تحيط بتركيا نتيجة سوء السياسة العدوانية الرعناء لأوردكان وبدأت بوادر ذلك تتضح من خلال تصاعد العمليات المسلحة في جنوب تركيا وهكذا وجدنا مسلسل الاحداث يبدئ بتونس لبعدها عن اسرائيل خشية ان لا تؤثر عليها الاحداث بشكل غير محسوب ثم انتقلت الى ليبيا ليوظف نفطها بدعم (الديمقراطيات) لربيع الثورات كما يقول كاميرون فاذا كان آل سعود وأوردكان يتصورون بأن الغرب له اصدقاء فهم واهمون فالساسة الغربيون يكرر الكثير منهم القول ( لا توجد صداقات دائمة بل مصالح دائمة ) وكما ذكرنا ولمرات عدة بأن المخطط الغربي يستهدف دول المنطقة بكاملها فقد اخذ السلفيون التكفيريون والمدفوعين من قبل قطر والسعودية بمظاهراتهم الاخيرة يطالبون بأسقاط النظام الملكي في الاردن يوم 17/11/2012 وقد اوضح المتتبعين للأحداث بأن اوضاع هذا البلد حان تغييرها أيضا حيث مخطط له ان يكون سكننا للفلسطينيين الذين يدفع بهم من الضفة الغربية الى الاردن وبذلك فقد اتضحت نبوءة من ذكروا ولمرات عدة بأن القوى الغربية تخطط بين فترة واخرى لتغيير طابع هذه المنطقة حيث بدء التغيير الاول بالاستعمار شبه الاستيطاني الذي اتى مع طلائع الاحتلال خلال الحرب العالمية الاولى ثم الانقلابات العسكرية خلال منتصف القرن الماضي بعد حلول النفوذ الامريكي محل النفوذ الفرنسي البريطاني وعلى اثر مخطط ابتدئ منذ عام 1965 يستند الى شق المسلمين الى طائفتين متقاتلتين لأضعافهما والبدء لأسقاط الانظمة الجمهورية ووظفت كل من قطر والسعودية لتمويل ذلك العدوان مع ان قطر ضمن ما مكلفة به تفتيت النظام السعودي وفق ذلك المخطط الغربي وقد تجلت الاحداث الاخيرة في سوريا بأنها شكلت حجر عثرة كأداء بوجه ذلك المخطط فأنحصر جهد المرتزقة محتميا بحدود الدول المجاورة واضطروا أخيرا ان يدخلوا نزاعات مع السكان في المدن السورية كما ان قسم منهم اخذ يهرب او يسلم نفسه لقوات الدول المجاورة حيث يوم 13/11/2012 سلم ثلاثة من عناصر القاعدة انفسهم الى القوات العراقية في القائم وكلما تضائل تأثير اولئك المرتزقة ترتفع وتيرة ماكنة الاعلام الغربي وتفصح عن وجهة نظر اولئك الساسة ومخططهم المبيت لهذه المنطقة فقد صرحت كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية يوم 16/11/2012 بأن ما يدور في الاردن يعكس تعطش سكان الاردن الى التغيير كما تقول وتتجلى شعارات الفوضى الخلاقة ونظرية العولمة والتي كانت عبارة عن تثقيف بأيهام الشعوب واعادتها الى حاضنة الاستغلال فتلك النظرية لم تكن سوى ترجمة لنظرية (ادم سمث) (دعه يمر) فيما اسماه بحرية التجارة وربما مثالا بسيط يدلل لك على بطلان مثل هذه المفاهيم فلو وضعت دكان ومهما جهزته بالبضاعة وعلى بعد خمسة كيلو مترات منه سوق نشطة فأن جميع قدرات تلك الحوانيت المتفرقة تجتذب لذلك السوق اضافة الى تحويل بلدان العالم الثالث الى مزارع لإنتاج المواد الاولية للمصانع الغربية فقد هيمنت الشركات الامريكية هيمنة كاملة على مزارع قصب السكر في كوبا في عهد الدكتاتور باتستيا وكان الشعب الكوبي يتضور جوعا فقام ذلك الشعب بثورته بقيادة (فيدل كاسترو) وطردت تلك الشركات وكتب الفيلسوف الفرنسي (جون بول سارتر ) في كتابه عاصفة على السكر تفصيلا كاملا على ما واجهه ذلك الشعب من فقر واضطهاد ابان حكم ذلك الدكتاتور وبعد مرور خمسون عام صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 17/11/2012 بالأجماع عدا صوتي الولايات المتحدة واسرائيل برفع العقوبات التي فرضت في حينه بحق النظام الثوري الجديد في كوبا ومن المضحك حقا ان ممثل الولايات المتحدة يصرح بأن عدم الاستجابة لرفع تلك العقوبات هو حماية للحريات فالحقيقة ان تلك الحريات تعني لدى تجار الحروب الغربيين هي حماية مصالحهم ولم يعد الامريكيون كما هم في بداية استقلالهم والى بداية القرن الماضي عندما كانوا يعانون من مضايقة اساطيل الغرب الاستعمارية آنذاك الفرنسية والاسبانية والبريطانية واقاموا نصبا للحرية واعترفوا بحكومة العمال على اثر ثورة 1917 في روسيا وقد انكفأوا على انفسهم بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى وتوقيع معاهدة باريس بعدما جرهم الغرب الى الحرب المذكورة الا انهم مع انتهاء الحرب العالمية الثانية اخذ نفوذهم يتسع وفرضوا سطوتهم على  اغلب بقاع العالم واصبح المهيمن عليهم طغمة من اصحاب رؤوس الاموال ولو قارنت بين سلوك حكامهم الان وبين الرؤساء الاوائل لهم كواشنطن وجيفرسون وأبراهام لنكولن فلم تجد أي وجه للمقارنة وحتى وصولا الى ما قبل الحرب العالمية الاولى وبالتالي فأن ما يدور في سوريا ما هو الا اعداد وتجحفل للقوى الارهابية الدولية لأعاده استخدامها ضد روسيا بالدرجة الاولى فهم الاصدقاء القدامى والحاليين للغرب والذين استخدموهم فيما مضى ضد الاتحاد السوفيتي سابقا