تتغير معطيات الصراع المرير بين العرب والصهاينة من مرحلة الى أخرى ، وفي الوقت الذي ترى فيه حكومة العدو أن الفلسطينيين مجرد شرذمة من المقاومين اللاهثين وراء الدعم الإيراني أو القطري أو (من أين ما كان) كما يقول أبناء غزة الصابرة ، فإن كل العوامل المساعدة في تحديد زمان ومكان المواجهة  لم يعد بيد العصابة الخائفة في تل ابيب التي تتوعد بضرب غزة ، ومهاجمة إيران وإعادة احتلال الضفة الغربية ، وطرد أبناء شعبنا الى شرق الأردن ، وقصف الأراضي السورية في حال تطورت الأمور الى مستوى يهدد أمن الكيان الغاصب ، وصار واضحاً أن لقوى المقاومة الباسلة القدرة على إتخاذ قرار حاسم لتحديد الأهداف داخل الأراضي المحتلة عام 1948 وضربها بصواريخ متطورة قادرة على قطع مسافات لم يكن نتنياهو أو باراك ليتخيلا يوماً أنها ستقطع نصفها باتجاه أهدافها سواء داخل عاصمة الكيان أو بقية المستوطنات والى مثل هذا أشار عضو حركة حماس الأخ مشير المصري في حديث لقناة الميادين معلقاً على تساؤل كان يطرح في الغالب بعد كل تهدئة يتم الاتفاق عليها مع العدو من خلال وسيط هو الجانب المصري عادة ، وحيث كان الإتهام لحماس إنها تهادن لأنها غير قادرة على المواجهة ، يقول مشير المصري كنا نتهاون لأسباب مرتبطة برؤيتنا لطبيعة الصراع وطول مدته فنحن نواجه معركة قد تستمر لسنوات طويلة تتطلب التحضير والتدريب وإعداد العدة ، وما ترونه اليوم من فعل مقاوم جبار مؤشر على طبيعة ما كنا نفعله وهو جمع الأسلحة وتهيئة الصواريخ القادرة على الوصول الى أهداف بعيدة ومنها العاصمة تل ابيب التي لم تجرؤ أية حكومة عربية ولا حتى حركة مقاومة طوال عقود من الصراع على استهدافها وتهديد الكيان الغاصب فيها ولأول مرة يجتمع قادة العدو في الملاجئ أسفل وزارة الحرب.
يسخر كثيرون من تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد عندما يتحدث في كل مرة عن زوال دولة إسرائيل ، ويستهزئ البعض بقوى المقاومة الفلسطينية الباسلة ، ومنهم من يعيّر حماس وغير حماس بالحصول على دعم إيراني أو قطري أو سوري ويعدونها عمالة ، ويرفض البعض فكرة الدوام على المقاومة ومواجهة العدوان الصهيوني متذرعاً بالقدرات العسكرية التي يمتلكها وبالدعم الغربي الذي يتوفر له دون عناء متجاهلين أن الصراع ليس ثابتاً في معطياته بل هو متغير وقد تكون المعادلة المقبلة لصالح العرب والمسلمين ومعهم المسيحيين المضطهدين في الأراضي المحتلة فالعرب والمسلمون كثرة ، ومواردهم لا تنقطع ، تساعدهم الجغرافية لتكون من أدوات صراعهم والتاريخ وإنهيار الأمم والإمبراطوريات ، ومعها الإقتصاديات الجبارة التي تسيطر من خلالها على العالم ، فلا يكون بمقدور إسرائيل أن تعتمد القدرة الأمريكية والدعم الغربي وسيأتي يوم وهذه تباشيره لا يكون من ناصر لليهود في عدوانهم وسيجدون أنهم في مواجهة الحقيقة وسيدفعون ثمن غطرستهم وعدوانهم ولابد من دية تدفع لدماء الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ والمقاومين ، وحينها لن يكفينا كل الشعب اليهودي ثمناً فإسرائيل الى رحيل ، وليراجع اليهود أنفسهم قبل فوات الأوان.