أيّها آلمُسافر؛ كُن رحيماً
كُنْ رحيماً تُسعد .. و تربح الوجود وتُخلد ..
و لا تَكُن رحيماً .. ما لم تقتل ذاتك لِتَكُن مُتواضعاً ..
لأنّ التواضع هو السلاح الوحيد الذي يقهر الشيطان ويُفرح الله ..
وأظلم المتكبرين؛ هُم الخونة الجّدليون ألمُدَنّسين للنزاهة أثناء آلحديث وآلشعر وآلحُكم ..
إنّهم .. ألقُساة .. ألسّيئ ألخُلق مع شُركائهم وعوائلهم أثناء تعاملهم, لإنشغالهم بذواتهم ألمُـتعالية على آلمحبة وأهله.
وأهل الحقّ, هُم من سبقوا الآخرين بنهج آلتضحية و الصّبر بعد ما عشقوا الأسفار (ألكونية) وتواضعوا حدّ آلذّوبان في سبيل إلقاء كلمة محبّة بدلاً من قذف حجرٍ في هذا العالم المجنون متأمّلين بدء الحضارة (آلآدمية) بعد ما خطّت الحضارة (البشرية) فـالأنسانية لبعض مراحلها, عندما بدأت الشرارة الأولى للتّحول يَومَ قرّرَ رجلٌ غاضب على الدّنيا ولأوّل مرّة إلقاء كلمةً بدلاً من حجر.
فهل من مُسافرٍ معنا من سِجن ألدُّنيا .. لنشر آلمحبّة بَدَلَ آلكراهية و الظلم والأنتصار للذات؟
فعالمنا بات سجناً مرعباً تحشّدت الجّموع حوله بمظاهر و مُدّعيات شتّى بقيادة “المتفيقهين” وذوي (ألشّهادات الورقيّة), للتزود بقاذورات الدّنيا بدل صفاء القلوب و محبة المعبود.
هذا العالم سجنٌ حقيقيّ للعاشقين فقط .. و نحن المسجونون .. علينا بحفر السّجن للتحرّر من القيود, فالدّنيا لمن غفل عن المعشوق وإنشغل بآلأصفر والأبيض والنساء!
المال آلشّرعيّ لا بأس بصلاحه وبركاته كما أخبرنا الرّسول الحقّ, لكن أين هو ذاك المال في زمن يُفتقد فيه إلى درهمٍ من حلال و صديق يُرتاح إليه!
فحذاراً من حمل أوزار هذه الدّنيا فتغرقكم في ذواتكم .. كما تغرق الجرّة المملوءة لتستقر في قعر البحر بعكس الفارغة آلتي تطفوا فوقها, فآلخلود لمن أفرغ قلبه من أثقال الدّنيا ليكون مكاناً للعشق فقط.
فتهيؤوا للبدء بآلأسفار آلكونية أيّها الرُّحماء, ألذين حملوا صفة الرحمن الرحيم كأفضل لقب إختاره الله من بين 1000 صفة و إسم ذكر في دعاء الجوشن الكبير.
ألفيلسوف الكونيّ

عزيز الخزرجي