بعيد عن المثاليات وقريب جدا من الواقع علينا أن نفرد بساط الحدث ونتغلغل في جذور الحال  حتى نستطيع أن نتوصل الى معنى أقرب مايكون لما حولنا من تغيرات الأرض …

البعض يرى الوطن هو المكان الذي ولد فيه وتربى وتعلم فيه وقبر فيه 

البعض الاخر يرى أن الوطن هو خارطة تحيطها الحدود والجغرافية السياسية والقائد 

والبعض يرى أن الوطن هو مانحمله في الحقائب ونهاجر ونعيش على ذكراه 

لكن الحقيقة هي أن الوطن هو رغيف الخبز وغرفة موصدة يعمها السلام وكرامة لا يعبث بها الدخلاء والفاسدين .

ايضا قبل أن نعلم الناس الاوطان علينا أن نعلمهم أن الدين موجود في القلوب قبل المساجد كثيرون من يقول عن نفسه هو المثل الاعلى في الدين لكنهم لايعلمون من الدين غير الله والصلوات الخمس والصيام والحج ..

قمة العروبة أن تكون أنسان وليس أن تلبس ثوب الأنسان لتغطي غياب ضمير 

متى ما ملكنا القيم سوف نملك الأوطان .

لكن عندما تجد وطنك في وجوه الناس في المهاجر تتألم فلن يشبع عطشك لوطنك ثوباً تلبسه يحمل الوان الارض 

أو تُسكن شوق زقاق ينتهي فيه بيت جدك ويتوسطه بيتكم ورائحة شيب أمك تعطر عتبة الباب 

ولن تهدأ روحك عندما ينتهي شهر الطاعة وتمتلىء بيوت الناس بالصلوات ورائحة الحلوى وتزغرد طقطقة عظام والدك او والدتك على سجادة الصلاة …ولن ولن ولن ولن 

 

أي وطن هذا الذي أحمله ولا يحملني أي وطن هذا الذي ابكيه دماً وهجرة ووجع 

في كل هذا الزحام تنفجر من بين طيات البيوت العتيقة روحي لتقول للارض والناس والقانون …أنا لأجىء أنا لاجىء 

خذوا الارض وأعطوني بيت يأويني 

خذوا الحضارة وأعطوني حقيبة ورحلة لأبني 

خذوا النفط وأعطوني كرامة 

خذوا الشمس وأعطوني شمعة 

أنا لاجىء …أنا لاجىء 

هل كانً قدراً عندما كنا من شعوب الشرق 

أقدر ان تنتحب تونس الزيتون ….وشام العرب …..وبغداد الحضارة …وليبيا المختار ….بالطبع لا 

لأنه السياسة ليست أقدار بل هي تدبير وحسن قيادة 

السياسية ليست قرعة وجلسة سمر فدماء الشعوب ليست قهوة صباح وحرية وكرامة الناس ليس بسكوت نحلي فيه 

السياسة أرداة وقرار حكمة وأختيار .

 

مايشهده شرقنا المفجوع هو أجندة مرتب منذ عشرات السنين التغير السياسي والديموغرافي والجيوسياسي حتمي 

تهجير ٤ مليون سوري لم يكن محظ من الصدف هذة خارطة طريق وزمن قد أنتهى على أتفاقية اكل عليها الدهر وشرب 

ودحرجت العراق لمستنقع الفساد والانحلال السياسي والاجتماعي والديني  ليس محظ من الصدف 

وليبيا المختار التي باتت كغنيمة بيد غجري 

وتونس الجليلة والجزائر التي ينخرها الفساد والانقسام وسؤ التدبير والتحكم الشخصي بسلطة شخص لا يستطيع حتى أن يلبس قميصه والسلطة التي باتت محصورة بعائلة واحدة …

ومصر التي تذوب سيناءها تدريجيا تحت وطئت الشتات والجماعات المسلحة وغياب القانون 

 

سؤال يطرح نفسه متى نسميه هذا الأنسان من ذاك لاجىء وهل رحلة هذا اللاجىء عشوائية تتقلبها الريح بين الباسبورات المزورة وزوارق التهريب آم هناك هيكلية لهذة التسمية حتى أقرب لكم الصورة أعطيكم صورة من عصارة الحدث .

 

أزمة اللاجئين التي مرت بها أوربا منذ ٢٠١٥ حتى اليوم  هل كانت صدفة قبل أن أستغرق في الحديث علينا أن نثني على الدول الاوربية لفتح أبوابها للعرب …..ولا أقول لاجىء لأنها المسميات تتبع الحال والظرف في بعض الاحيان 

 

من الافضل أن نغير المسميات لأنه في وضعنا الحالي الجميع في أوربا نتواجد كعرب وليس كلاجئين لسبب بسيط .

لنتبع رحلة هؤلاء العرب ( اللاجئين ) من الباب للمحراب .

يخرجون من أوطانهم …الجنة مراحل تبدأ من تركيا وتنتهي في أوربا النمسا …المانيا …السويد …الدنمارك …هولندا ووووووو 

تبدأ الرحلة الغالبية القصوى من البحر بزوراق الموت نحو اليونان فيهم من كان بخورا للبحر وفيهم من احبه الله بالحياة فنجى 

لكن قبل  هذة الرحلة نلقي الضؤ على موضوع الشاحنة التي تم العثور عليها على الطريق السريع للنمسا وقرب مداخل فيينا 

هل يكون هذا سبب كافي لتفتح أوربا بابها لمئات الالاف من اللاجئين دون تفكير وأستدارك من هو القادم .

 

هل هو سجين هارب أرهابي لص قاتل عالم مهندس عامل دكتور مدرس ووووو 

نعم نشكر اوربا لكن مع هذا الشكر علينا أن نفكر هل الحدث بقدر الجريمة التي حدثت أذا كانت النوايا هي أنقاذ اللاجئين العرب 

لماذا لا تبادر أوربا بطلب الملايين منهم القابعين عند أبواب مفوضيات اللجؤ قبل عبور البحار في مصر وسوريا ولبنان واليمن وووووو 

 

لماذا ينتظرون أن يعبر العربي اللاجىء كل هذة الرحلة الطويلة وخصوصا من المنافذ التركية ومن ثم أكمال الطريق لأكثر من مليون لاجىء  .؟؟

هناك هدف حتماً ….ونتائج محسوبة 

كل الافواج التي عبرت تحت عين المنظمات الدولية والاقمار الصناعية مع ذلك لم يمنع أحد دوليا ويعترض على أستخدام المنافذ والبحار التركية وتحت عيون الشرطة البحرية وحرس السواحل الاتراك والدولة نفسها مالم يكن هناك مسبب كبير .

 

لنمر مرور الكرام في خيمة النقاش المفتوح دون تحيز لطرف دون أخر لكن لطرح الواقع فقط 

نفكر بصوت عالي كانت حدود أوربا مفتوحة كلها بدأ من تركيا حتى قلب اوربا النمسا طريق واحد منظمات الصليب الاحمر منظمات أنسانية تقف عند معابر وحدود الدول والسواحل تبرعات من كل شعب اوربا بالملابس والاكل والشرب والاغطية وتذاكر القطارات مجانا والسكن الادوية ووووو ..

هل كان هذا دون سبب …؟؟؟ لنطرح بعض من الأسباب 

لماذا أستقطبت المانيا العدد الاكبر من اللاجئين دونما غيرها في أوربا …لنفتح نافذة المانيا من الداخل ونسير عكس التيار لبعض الوقت …

في المانيا ألفي مدرسة أغلقت بين عام ١٩٨٩ وعام ٢٠٠٩ بسبب عدم وجود العدد الكافي من الأطفال علماً انه بذات الوقت الذي يحال فيه للتقاعد ٨٥٠ الماني يكون هناك من الضفة الاخرى دخول ٨٠٠ الف طالب .

تعيش  المانيا أزمة حرجة جداً حتى في أحيان كثيرة يصفها البعض بألمانيا العجوزة لأنهم يحجمون عن الأنجاب مما يؤدي الى أرتفاع كبير في الاعمار المتوسطة خصوصا أن الالمان من الشعوب المعمرة ففي المانيا لوحدها أكثر من ٢ مليون مسن والعدد في تزايد كبير . كذلك تعاني المانيا من أنخفاض الايدي العاملة في السوق وهذا مؤثر جدا على الأقتصاد لابد أن تجد بديل .

ولا بديل غير المهاجر واللاجىء…عمدت المانيا في الفترة الأخيرة على تعليق أتفاقية دبلن وبدأت بقبول طلبات من لهم بصمات في دول أوربية أخرى لسد النقص …ولها أسباب أخرى 

لكن لماذا السوري له الأولية في القبول كلاجىء دون غيره ..الكثير من السورين يظن أن القبول هو أنساني نعم هم يملمون الأنسانية وقدموا الكثير لكن هذا التقديم لم ينصفوا فيه … فالكثير من السوريين المفجوعين مازالوا محاصرين في تركيا ودول الجوار 

لو نظرنا الى اللاجىء السوري القادم الغالبية من كان يستوطن تركيا والغالبية منهم من هو قادر على الحياة أو تمكن من تسير اموره المادية لكن السوري الحق مازال محاصرا يقاسي الجوع والحرمان والموت ..

 

 

دخول السورين الى أوربا غير نظرة العالم للعرب لأنه أوربا تعربي العرب بأي وجه عربي أخر …

من خلال عملي في شؤون اللاجئين منذ اكثر من عشر سنوات باتت عندي خبرة كبيرة في التفريق بين من هو صادق فيما يقول وكاذب فيما قال ..نحن العرب نفهم بعضنا لكن الغرب لا يفهمنا .

منذ مايقارب عامين أنتشرت الجريمة بشكل مكثف خصوصا في البارات والملاهي والديسكو لا يمر أسبوع في النمسا دون جريمة ..

قتل سرقة مشاجرة أغتصاب ووو

وهذا على كل مستويات وجنسيات اللأجئين .

لكن تبقى الغالبية للعرب في أوربا شهدنا حالات التسول للسوريات لم نشهد عربية من أي دولة وقفت تتسول في محطات القطار ومواقف الباصات .

طول فترة تواجدنا في اوربا ….السوري يحمل هاتف لايحمله أبن البلد النمساوي 

السوري مثابر يطمح لتعلم اللغة ليسرع بالعمل والتعايش بالمجتمع 

السوري العراقي فريسة سهلة أمام المال والنساء 

نسبة الطلاق زادت بشكل مكثف بين السوريين بالدرجة الأولى ومن ثم العراقيين .

السوري أكثر أحتيال على القانون بالمساعدات من غيره ويلحقه العراقي والافغاني 

السوري اخذ الكثير من الأستحقاقات من غيره خصوصا في السكن  ومميزات الصحة 

العراقي لديه التكبر على العمل يجوع لكن لا يعمل يفضل العودة لأنه مايحصل عليه في العراق أكثر بكثير من مايقدم له كمساعدة في أوربا ..العراقي يبذر على بطنه وشهوته 

 

عاد الكثير منهم لأنه دخل للسياحة وليس هربا من واقع قلة من تجد لديه السبب الحقيقي الذي يستحق ..  

الكثير من العسكريين العراقيين الذي يحملون رتب نقيب ورائد وضابط وتجار كبار يمارسون تجارتهم ،

بحرية لأنهم بعد حصولهم على الجوازت الاوربية لا يذهب ليثبت نفسه في الجهات المختصة لتقديم المساعدات بل يأخذ طريقه الى أي دولة خارج البلد الاوربي الذي منحه اللجؤ ليدخل العراق بجوازه العراقي للعراق ويباشر عمله في العسكرية أو التجارة ويزور اهله ويبقى شهور ويعود ليكمل السياحة وهؤلاء كثر 

كذلك السوري يباشر نفس الطريقة لكنه يذهب اما لجلب تجارة او لزيارة وترتيب اوراق أو لشوق وترفيه …يبقى الوطن أغلى 

 

عملية الضحك على الذقون هذة لم تعد تمر على السلطات تدريجياُ بدأت الامور تنكشف للسلطات الأوربية حتى أنقلب السحر على الساحر …..أوربا التي فتحت بابها وتعاملت بمصداقية الأنسان من بني الأنسان شربت وسوف تشرب هذا الكاس  يتم حل الاتحاد الاوربي تدريجياً …

 

لأنه في غضون السنوات القادمة سوف تجد أوربا نفسها أمام العديد من المنظمات والروابط والمؤسسات الأسلامية وربما المأذن …أنا اسميها أوربا الغبية رغم كل مايحدث هي غبية 

المضحك المبكي هي عمليات التحول الديني من مسلم لمسيحي وطابور المسلمين عند الكنائس هذة ايضا اخذت وقتها وتم كشف هذة اللعبة …الكثير من اللاجئين انه في مرتبة القداسة تارة السب والقذف لأوربا عندما يتأخر ملفه او ينال رفض ..

ويصفها بالكافرة وبنفس الوقت هو يهرول خلف المساعدات وأذا نقص راتبه يفتح صدره كالغولار ويطالب بكل ما نقص ..من الدولة الكافرة 

نادرا ماوجدت لاجىء شاكر وحامد للبلد ..الغالبية يخبىء تحته وجه اخر تتمرغل في قصته في نهاية المطاف تكتشف انه كل ماسرد هو قصة من الف ليلة وليلة نعم …هناك عنف وفساد وظلم في بلادنا العربية خصوصا سوريا والعراق 

هناك حرمان هناك فقر ….لكن عندما تهاجر أنت تمثل وطنك وحضارتك وثقافة مجتمع وتربية دار 

ليس بخطأ عندما تغير واقعك وتطمح لمجتمع نظيف وحياة كريمة لكن …..هل تستحق هذة الحياة الكريمة أن نترتدي في كل حين ثوباً مختلف تارة نحن الرداحين وتارة نحن المداحون .

الطموح لابد منه ….لكن الكرامة وعزة النفس هي القصوى 

لقد باتت تدريجياً تنقشع تلك الغمامة عن الحقيقة الغالبية لا يجب ان نسميه لاجىء بل سائح 

الكثير اتى يبحث عن النساء والمال يظن نفسه شهريار العصر 

أنت لاجىء عليك ولك  وأجبات وحقوق 

أوربا فتحت بابها وأنت تنازلت عن وطنك السوري أفرغ الجولان والعراقي يهرب للنسيان 

أنت لاجىء لا يعني أنك تستحق اللجؤ 

كثير منكم نال اللجؤ لأنه كذب وأفتخر بكذبته أكمل هذا الافتخار وكن قدوة لبلدك لا تعكس صورة قبيحة عن وطن تحمله في ثوبك وطعامك وتقاليد نسيتها عند طاولة المحقق في أول مقابلة …وبت مقيم في البارات دخلت لاجىء كذاب كون انسان صادق يعود لوطنه بثقافة ما وشهادة ما وامل ما ….

اللاجىء كرامة قبل أن يكون جسد …

أنت بعت وغيرك أشترى أنت تنازلت وغيرك أستملك ….لقد خمدت نار الأزمة وأخذت الريح معها الرماد ولم يبقى غير بعض من الكاربون السابح في ذاك الكانون . 

هو من سيقول غداً للأجيال عن ثورة الناس والرغيف 

عن الأوطان المباحة ومن تكفن بزبد البحر باحثاً عن وطن سمع عنه في قصص الشارع والمقاهي او في سراديب الخوف 

عندما تبحث عن وطن بديل كأنك تبحث عن ام بديلة تتحمل الشعوب أخطاء القادة ويتحمل القادة رعونة القرار 

لماذا يموت حب الاوطان بعد عبور الحدود ؟؟؟ أي منا يتحمل خطيئة النسيان لأول صرخة في تلك الارض 

ماجدوى أن تهد دارك لترمي عدوك بحجارة بنيت بها تلك الدار …

كانت جدتي تخاف علي  من الغربة ..اليوم بتُ أنا من يخاف عليهم في ذاك الوطن 

علمتني معلمتي  أن هذة الارض وطني ولكني فشلت في أن أعلم الناس أنني انسانة 

فشلنا في أن نتفق في الدين ونجحنا في فصل الخيانة 

أنا لاجىء …..أذن أنا رسول 

 

د. شيرين سباهي رئيسة منظمة النسوة النمساوية 

رئيسة المنظمة الدولية للتحقيق بالانساب والقبائل العربية 

باحثة في شؤون الشعوب محققة أنساب كاتبة