ألكلمة التي مسخت الناس:

تصوّروا إلى أين وصلنا و وصل عدونا المستكبر ألذي يشدّ حبل الظلم بقوة يكاد يخنقنا جميعاً, حيث بات المستكرون لا يطيقون حتى سماع كلمة الحق ناهيك عن نشره و المقاومة من أجله, لأنّها تسبب إثارة وعي الناس و بآلتالي مطالبتهم بحرّيتهم و كرامتهم و بحقوقهم المهضومة في بطونهم و جيوبهم ..

إنهم لا يريدوننا فقط التعمق في جواهر و أسباب الأمور و علّة الوجود و خلق الأنسان و القيم و مسالك المعرفة و الأسفار لأنها تُثير الوعي .. بل يريدون أن نعيش على السطوح و الهامش بقوت وراتب يسدّ جوعنا كي يسهل عليهم التحكم بنا, لسرقتنا و إخضاعنا, لهذا تراهم يزرعون الفتنة بسهولة ويسر بخبر طاري أو كذبة شاردة, و يراقبون كل من يسعى لنشر الفكر و المعرفة كي يخنقوه بشخطة قلم, لأنه الوحيد الذي يشكل خطرا عليهم, و يدعمون كتاب السندويجات الذين لا يعرفون سوى مدح الرئيس الذي لا يفرحه إلا التحدث عن جلوسهم و قيامهم و زياراتهم و تصريحاتهم الجوفاء.

و المؤسف جدّاً في وضعنا العراقي – العربي – الأسلامي وحتى العالمي:

هو أنّ المتسلطين في الأحزاب و المذاهب و الكيانات و النخب الثقافية و لمجرد فسح المجال أمامهم من قبل المستكبرين يتنازلون عن القيم وحقوق الناس و يبيعون كل شيئ للمستكبر و يمشون مرفوعي الرأس لرضا نفوسهم المريضة, لأنهم خونة مضغوطين و من الطراز الفريد العجيب ألغريب, و هذا هو السباق الدائر الآن بين السياسيين و المدعين بدل السباق على كسب حقيقة المعرفة لتحقيق رضا الناس لرضا الخالق.

لذا أطلب و أكرّر طلبي لأخوتي ان يتفضلوا بإنشاء المنتديات الفكرية و الثقافية لتوعية بعضهم بعضاً حتى ولو بنقل قصة أو حكاية أو حديث أو مفهوم, في لقاء حيّ كل يوم أو كل إسبوع أو كل شهر على الأقل .. لقاء ينبض فيه القلوب بآلمحبة و الشوق المتجسد بتواضع بعضهم لبعض لمعرفة الأسفار و الأسرار للوصول إلى مدينة العشق الأبدية.

فهل أنتم لها أيّها العشاق ألسكارى؟ أم إخترتم السكون و الذلة حاشاكم لأعتقادكم بأن القضية لا تعنيكم .. و(آني شعلية)؟
كم أكره يا معشوقي هذه الجملة التي سببت شهادة عُشاقكَ و تشريد الكرماء المثقفين بسبب حكام الشعوب التي تعبد نفسها دون الله, لتُسبب في النهاية كل مآسي العالم وعلى طول التأريخ ليحكم بدلهم المستكبرون في المنظمة الأقتصادية العالمية!؟
الفيلسوف الكونيّ
عزيز الخزرجي