ألفيّليّون قادة ألمُستقبل؟
بداية .. ألفييلييون وقبل كل شيئ هم رابع مُكوّن في العراق إن لم يكونوا الثالث, لأنّ نفوسهم بحدود أكثر من 4 ملايين نسمة لو تمّ جردهم جميعاً خارج و داخل العراق.
و ثانياً : لا يوجد مُكوّن تضرّر بقدر هذه الشريحة المظلومة التي تعرّضت حتى للأبادة الجماعية بعد ما نهب البعثيون جميع ممتلكاتهم المنقولة و غير المنقولة و رموهم في العراء تصطادهم الأسود و الضباع و الحيوانات الوحشية على الحدود العراقية – الإيرانية.
و ثالثاً : تعرض هذا المكون المظلوم للأستغلال في كل الفترات الزمنية التي مضت قبل و بعد 2003م و للآن, حيث لم يحصلوا على رئاسة واحدة من الرئاسات الثلاث و هي من حقهم الطبيعي والقانوني و العرفي.

لذلك كلّه ؛ لا بُدّ من الأعلان بأنّ معظم الفيليين – إن لم أقل كلّهم – ولمدى طيبتهم و إنسانيتهم و مظلوميتهم في نفس الوقت كأكبر شريحة تضررت وبآلعمق وعلى كلّ المستويات المادية و المعنوية من النظام السابق وما قبله وبعده حتى من إخوتهم الكردستانيين؛ حتى أنك .. حين تسأل أيّ كرديّ فيليّ؛ عن هويّته وإنتمائه آلفكريّ, فإنّهمُ سُرعان ما يُجيبك بعفوية وبلا تردّد مُتعدّياً الأطار القوميّ والمناطقيّ والأثنيّ والمذهبيّ .. قائلاً: أنا إنسان مسلم و مظلوم, بعكس الكيانات العراقية الأخرى التي تذكر الحزب و القومية أولاً!
بإستثناء الكردي الفيلي الذي لا يعير أهمية للقومية و المناطقية و العشائرية و الحزبية, حيث تأتي عنده بآلمرتبة الثانية و الثالثة, وهذه الصّفة الكونيّة الفريدة لا تجدها لدى أيّ عراقيّ إسلاميّ كان أو قومي أو عشائري أو وطني أو علماني .. آلجميع مُتعصّبون حدّ ألموت لحزبهم ولمناطقهم و لقوميتهم و عشائرهم و مناطقهم و مراجعهم مع سبق الأصرار وكما شهدناهم في الواقع العملي, وتلك الميزة ألأنسانية للفيليّن حصراً تُعطيهم الحقّ وبلا منازع لقيادة العراق وفي هذا الوقت بعد ما جرّب الجّميع حظّهم فيها .. لكونهم – أي الفيليّون – الطائفة الوحيدة ألأنسانية المثقفة غير عنصرية أو حزبية أومناطقية أوعشائرية؛ ولا ينحازوا لأية حكومة في العالم.
لهذا كانوا دائماً أوّل المُضحّين أينما كانوا يعملون بجدية و إخلاص و صمت, ممّا سهّل إستغلالهم من قبل الأحزاب و الحكومات الأخرى وبشكل ظالم .. من هنا حرّي بجميع الجهات و الأئتلافات أنْ تنتبه لهذه الميزة الفريدة ألتي ميّزت هذه الشريحة الأنسانيّة الطيبة ومن بين جميع الأطياف العراقية وعلى مختلف إنتماآتهم العقائدية والحزبية والعشائرية والقومية وكما شهدنا من مواقفهم و تعاملهم ألسلبي معهم أثناء تسلطهم على مواقع الحكم والسلطة خلال العقدين الماضيين بآلتحاصص المقيت وقبلها زمن البعث حدّث ولا حرج, كما إنهم لم يتوانوا في دعم ونصرة أيّة جهة أو حزب عارض صدام وبعفوية غير مسبوقة من دون آلنظر لمدى ربحهم أوخسارتهم من وراء ذلك الأنتماء .. لأنّ هدفهم الأول والأخير كان هو القضاء على الظلم لتحقيق العدالة, فقدموا الضحايا و الشهداء بسخاء وتحملوا التهجير و السجون و الغربة و للآن بعد ما نهب النظام كل ممتلكاتهم المنقولة و الغير المنقولة و هذه المظلومية الفريدة ميّزتهم حقاً عن غيرهم من طبقات الشعب وأحزابه, لانها وصفت بالأبادة الجماعية بكل معنى الكلمة, المشكلة الوحيدة التي تمّ حلها الآن هي فقدانهم للقيادة.

ولعلّ علّة العلل والفاصل الأكبر في تلك الابادة الجماعية الموغلة بآلحقد القوميّ البعثيّ الشوفيني الوحشي الجاهليّ للفيّليّن؛ قد تمّ لسببٍ واحد .. لكنه عظيم, وهو عملية الشهيد القائد البطل (سمير نور علي) ألذي كسر حاجز الأرهاب و الخوف و الخنوع في العراق متحدّياً الهمجيّة الصداميّة بهزيمة قيادته و الأجهزة البعثية القمعية حين واجههم وجهاً لوجه في حرب (المستنصرية) التي لم نشهدها إلا في عاشوراء الحسين(ع), بينما كان الشعب العراقي كلّهُ خائفاً يرتجف ويتذلل للبعث غاطساً في نوم عميق وأحزاب الجبهة الوطنية إختبئت أو نزلت للشارع وهي تهتف بغباء مفرط طمعا براتب وجاه و حياة ذليلة: (بآلروح؛ بآلدم نفديك يا صدام)!

فهل من الأنصاف بعد هذا التأريخ الأنساني البطولي العظيم و هذه آلحُجج ألكونيّة إقصائهم من المناصب السياديّة كرئاسة الوزراء او الجمهورية او النّواب وفي وقت كهذا, حيث يحتاج حكومة العراق لجهة إنسانية محايدة وهم الأنسب, لكونهم الشريحة الوحيدة الغير متحاصصة والغير المتعصبة و المثقفة التي قدّمت الكثير في نفس الوقت و تعاملت و تتعامل حتى اللحظة بإخلاص على أرض الواقع ومع الجميع بروح إنسانية طيبة وفريدة بعيدة عن الأطر الضيقة التي أشرنا لها, و لنا في تعامل و إخلاص البعض منهم من الذين يتحملون مسؤوليات مهمة آلآن كمدراء عامين في رئاسة الوزراء و غيرها خير مصداق ومثال حيّ على إنسانيتهم و تفانيهم في أداء أعمالهم الرسمية بلا رياء وإدّعاء؟
وهل سنشهد في الحكومة القادمة تصدّي (الفيّليون) لرئاسة الحكومة بدعم الأحزاب الأخرى لهم بإخلاص لكونها تدعي الوطنية والأيمان و الأخلاص وحب العراق لنجاح برنامجهم لضمان مستقبل العراق وخلاصه من الفساد والفاسدين لتحقيق الأمن والعدالة والرفاه, أم سنشهد العكس لا سامح الله؟
وعلى العراقيين؛ أحزابا وجماهير ألأنتباه إلى أنّهم لو أرادوا نجاة العراق وخلاصه هذه المرة؛ فعليهم إحتضان و دعم هذه الشريحة ألأنسانية المثقفة المتفانية للعراق وكما أثبتت الوقائع والأحداث وأزمنة التأريخ المحروقة! لكني أراهم – أي الأئتلافات يجهلون لتفرقهم عن الحقّ و لتعاظم (الأنا) بداخلهم ولقمة الحرام و حبّهم للرئاسة التي قتلوا لأجلها خير خلق الله عبر التأريخ, وهم الأنبياء و الرسل و الأئمة وعلى رأسهم الأمام عليّ(ع) و إبناهُ الحسن و آلحسين(ع) بجانب ملايين الشهداء الذين لم تستوعبهم سوى المقابر الجماعية!
لهذا على الفيليين المظلومين الأستعداد هذه المرة والسعي للأتحاد وآلتآلف و التوحد لتحقيق هذا المطلب الذي لا يستحقه غيرهم والذي قد يعارضه الخونة العابدين للدولار و لأنفسهم ولأسيادهم الشياطين, وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.
الفيلسوف الكونيّ