سمير قاسم:

 

تحزم أمتعتك ,, تودع الاهل والرفقة ,, ربما تصطحب معك أقرب الاقربيبن ,, فؤادك يخفق , أنه على غير عادته ,, هل هي أولى سفر اتك ؟ هكذا تسأل قلبك أو عقلك ,, انك نظرت كثيرا , طويلا , تأملت في شواهق المدن وحضارات الامم ومدنيات العواصم , مهنتك تجعلك تبحث عن الحب , الجمال , الفن , التأريخ , والجدران المنبعثة منها رائحة الحضارة ,, هل تخطيت بقدمك جسورا كثيرة ؟؟

هل اطلقت لعنان صمتك وهدؤك كل طاقته للاستماع لموسيقى منبعثة بين جدران معينة ؟؟ سوف تترك لقدميك الان حرية المشي ,, عقلك يختار ,, وفؤادك يخفق ,, لقد سمعت الكثير والكثير عنها ,, أنها وطن بحجم حضن الام , فهل يمكنك ان تختصر العالم بحضن الام ؟ أنها وطن ليس في لا التمييز بين لون ولون ,, بين عرق ودين , بين وجه ووجه , بين زهرة صماء او اخرى يفوح شذاها عطرا , فهذا العطر سيهب تلك الزهرة جزءا من عبقه ,, كيف قررت ان تسكنها ؟

هل ستضل فيها ,, قرارك ليس صعبا بل الاصعب أن لاتقرر ,, هنا لايختار المرء الا مايمكن ان تمليه عليه عيونه , ويفضي اليه قلبه , لهذا فهي أمة ودولة ووطن يخاطب في الانسان العيون والقلب والفؤاد ,, ربما سوف تندهش من شعورك ان قدميك تكادان لاتستقران ,, !! انك تريد ان ترى مئات السنين بعمرك المحدود هذا ,, سنوات من الحضارة المفعمة بالانسانية ,, وعالم لايمكن أن يختصر ,, لذا ماعليك الا ان تطلق لقدميك العنان ولفكرك الحرية ,

ولمخيلتك التخيل والتفائل ,, لاتستغرب ,,, أنك هنا , على أرض جنة في وطن ,, أنك في استراليا ….. ليس هنالك منطقة او أمة حظي الانسان فيها بحرية التنوع كما هو الحال هنا بين هذه الحدود الشاسعة لاستراليا , تنوع في الاجناس البشرية , في المعتقدات , حرية اختيار العيش الكريم , لكن وفق ضوابط تحكم هذه الحرية ان لاتتعدى على معتقدات الاخرين وانسانيتهم ,, هنا في استراليا لايمكن لريشة رسام او مخيلة شاعر ان يستوعب الطبيعة ,

طبيعة كأنها اقتطعت من جنة في السماء وانزلت للارض , يريد الخالق للكون ان يثبت عظمته من خلال هذا الوجود الجميل الخلاب ,, اينما تسير تشعرك الامكنه بالالفة , لاغربة هنا في اي من مدن أستراليا , ليس الا الحب , والورد , والابتسامة التي تعلو الوجوه المبكره لعملها بكل حركة دوؤبة كخلية نحل عندما تحدثوا لي عن أستراليا وجدتني بفضولية الصحفي الباحث عن الجمال والفن اصغي بكل هم واهتمام ,,

عرفت ان استراليا دولة وقارة موغلة في عمق التأريخ ,, حضارة وأرث يتضح بكل المنجزات التي تحقهها الان , هي دولة تقع في نصف الكرة الجنوبي عند جنوب شرق أسيا على غرب المحيط الهاديء , فيما تعد سيدني أكثر المدن تنوعا وهذا يعكس أهميتها كأحد اهم المدن التي تجتذب المهاجرين في أستراليا , ان روعة الطبيعة وجمال المناظر الطبيعية حيث الطبيعة الخلابة والمياه والبحار والمحيطات كل ذلك يهب الحياة تنوعا لاتجده في أي مكان اخر . أن التعددية السياسية والثقافية أتاحت لكل مواطن يعيش في هذه الدولة ان يمارس معتقده بكل حرية ودون ضغوط , ولقد تنوعت الفعاليات الثقافية حتى تكاد لاتخلو منها قاعة عرض , اما في المجال الرياضي فأن استراليا تعد رقما نوعيا في كل المحافل الاقليمية والدولية بل وهي ثاني دولة من حيث الفوز بالميداليات في رياضة السباحة بالالعاب الرومانية ,, أشد مايلفت الانتباه في استراليا هو هذا الحرص الشديد على الزامية التعلم التي تمتد من عمر الستة سنوات الى الحادية عشر ,, انه أسلوب يحتم ان ينشأ الطفل وهو واع ومدرك هذا يقودك الى ان تسرع الى هناك بعد ان رزمت حقائبك وقررت ان ترى استراليا ,, ان تكون جزءا من هذا الجمال وهذا التنوع ,, ربما سوف تشعر بأدميتك اكثر ,, قد تتمكن من السير على اكبر واروع الجسور في العالم ,, واجمل مناظر الاوبرا ليلا ونهارا لكن عليك ان لاتنسى شيئا مهما وهو انك عندما تحط الرحال في هذا البلد المسالم الهادىء ,, لاتنسى ان تكتب لصديقك او عفوا ( لصديقتك )!!! عن كل الذي رأيته بعينيك ,, فلعل الاخر الذي سمع عنها ,, لابأس ان يراها من خلال عينيك أنت.