تصرّف البعثيين بطريقة رجال العصابات ممن فقدوا كل معاني الرجولة والغيرة والشرف ، وهم كعصابة سخرّوا كل امكانيات العراق المهولة لخدمة اطماعهم في سرقة مايمكن سرقته وفي تهيئة كل الوسائل لبقاءهم في السلطة ووسائل العودة لها لو اجبروا تحت أي ظرف على تركها في يوم من الايام . لذلك ما ان تم ّ ( كنسهم ) من حكم العراق حتى بدأوا بتنفيذ خططهم التي اعدوها سلفا ً للعودة للسلطة . فنزع البعثيين ملابسهم العسكرية يوم دخلت اول دبابة امريكية الى بغداد وهربوا بملابسهم الداخلية ، وعادوا فلبسوا ملابس تليق بمخططات العودة ، فمرة بحجة مقاومة الاحتلال ، ومرة ثوار عشائر ، ومرة دواعش … وفي كل هذه الادوار التي لعبوها طوال عشر سنين كان الهدف واحد فقط ، هو تأمين عودتهم لحكم العراق !!!
تحسـّسَ العراقيين من كل ماعمله ويعمله البعثيين ، وكانت رساءلنا لهم واضحة وبسيطة وصريحة ، حلمكم بالعودة للحكم هو حلم ابليس بدخول الجنة !! ،
وكررنـــا لهم مايقوله الشاعر رياض الوادي في قصيدته:
يردون البعث يرجع الهتلية ….
و (الهتلي) كلمة عثمانية معناها : المنحرف الذي لا اخلاق له ، أو سيء السمعة .. المتشرد التافه ذو الحياة المشبوهة .
اذا كنــّـا نرى البعثيين ( هتلية ) مع كل ما تقدّم من معاني لكلمة ( هتلي ) فهل يعقل اننا سنسمح بعودتهم للحكم مرة اخرى ومهما كانت تضحياتنا ؟
البعثيون وحواضنهم المعروفة لم يتوقفوا منذ السقوط حتى اليوم بطلب اعادتهم للحياة السياسية وهي الخطوة الاولى للانقلاب وغدر الشركاء والتسلط على رقابنا ، فالغدر شيمتهم وهو ما برعوا به .. منذ مفاوضات تشكيل الحكومة الاخيرة وما رافقها من مؤامرات ومساومات صرنا نسمع من بعض جماعتنا في التيارات الشيعية اصوات تنادي بالعفو والسماح ونسيان جرائم الماضي، وتبيـّن لنا ان هناك ( اتفاقات وصفقات ) تضمن عودة البعثيين مقابل مكاسب سلطوية لهذه الكيانات !!
من هذا يتبين ظهور نوع جديد من ( الهتلية ) بالعملية السياسة ، فصار هناك ( هتليتهم ) و ( هتليتنا ) .. اما لهتـليتنا الذين باعوا دماءنا وتضحياتنا وتنصـّلوا من كل وعودهم والتزاماتهم تجاه شعبهم نقول : صار الشارع يعرفكم جيدا ً ، ويعرف انكم بعتوه ووضعتم يدكم بيد قتلة ابناءنا من اجل منصب هنا او هناك ومكسب هنا او هناك ، لن تستطيعوا بعد اليوم شراء اصوات الفقراء بكارت موبايل او بطانية او مدفأة نفطية ، فربما كان الفقر مذلا ً والاحتياج قاهر ، لكن الكرامة تبقى عزيزة والدماء غالية ولن ينتخبكم من بعتم دماء ابناءهم رخيصة .. رخيصة !!
أمـــّـا لهتليتهم فنقول : يوم سقط نظامكم التافه ونزعتم بدلاتكم الخاكي ورميتم انفسكم في نهر دجلة تاركين قائدكم ورمزكم كالفار في حفرته .. كنتم تخافون من العراقيين ومن انتقامهم ، فهرب منكم من هرب الى خارج العراق ، وفرّ الاخرين الى قرى ومناطق نائية في الصحراء هربا ً من انتقام ذوي الضحايا ، انقذتكم يومها فتوى السيد السيستاني الذي منع الانتقام منكم وافتى باللجوء الى القانون والقضاء لمنع شرّكم واذاكم عن العراقيين ، فتوى السيد الجمت المنتقمين عنكم ، فكانت اجتثاث البعث ومنع البعثيين عن السلطة وادخلناه في دستورنا حتى لاياتينا ( هتلي ) اخر في يوم من الايام ليتلاعب بمقدراتنا من جديد ، فتوى السيد جعلتكم تمشون منتصبي القامة من جديد بعدما كنتم تتخفون كالنعاج ، فتوى السيد اعادت من هرب للاردن وسوريا واليمن ، ومن تخفى في زرائب البهائم ، اليوم وبعدما عاد لكم صلفكم وظهرت للعيان لااخلاقكم ، وبعدما جاء هواكم مع هوى ( هتليتنا ).. اتفقتم جميعا ً ، على الغاء اجتثاث البعث وعودة مسلحيكم للعمل تحت يافطة ( الحرس الوطني ) تحضيرا ً للانقضاض على السلطة ، بمعنى اكثر دقة ، انكم تنقلبون على روح فتوى السيد السيستاني التي انقذت ارواحكم قبل عشر سنوات ، فاذا كنتم اليوم ترفضون فتوى السيد وترفضون اجتثاثكم ومنعكم عن السلطة ، فهذا يعني ان فتوى السيد اصبحت غير ملزمة لنا ايضا ً ، لهذا فانا اعلن انني لن اترك ثاري عند النقيب( الدليمي) في امن الكاظمية الذي اعدم ابن خالتي ابن السبعة عشر عاما
اعلم انه عاد منذ فترة من الاردن وانه الان في الفلوجة فلن اترك عنده ثاري واظن ان المئات وربما الالاف من ذوي الضحايا سيعمدون لاخذ ثارهم بايديهم بعدما ادركنا ان الكتل والاحزاب انما هي شركات تجارية همها الاول والاخير الربح والتكسب حتى ولو كانت تجارتها دماءنا !!!
نحن نؤمن بالمثل الشعبي الذي يقول (( لاالماي يروب.. ولا البعثي يتوب )) فالبعثيين الساقطين هم الذين جلبوا القاعدة والمتشددين في اواخر ايام حكمهم بدعوى مواجهة الغزاة .. والبعثيين الساقطين اطلقوا لحاهم واندسوا بين هذه المجاميع بعد السقوط بدعوى مقاتلة المحتل وتستروا خلف تنظيم القاعدة .. والبعثيين الساقطين هم نفسهم الذين اعتلوا منصات العار والسفالة يوم سـّموا انفسهم ثوار العشائر واعترفوا انهم تنظيم يسمى القاعدة وظيفته اقامة الحدود وقطع الرؤؤس ، وقبل يومين ومن قناة الرشيد الفضائية اعترف ( الاثول ) المدعو علي حاتم السليمان وهو واحد من سفلة المنصات من امراء العار والمهانة اعترف هذا الامـّعة ان جميع العراقيين المنتمين لداعش وهم اكثر من 95% من اعدادها ، هم نفس ثوار المنصات وخيم العار ، يعني هم انفسهم البعثيين ، يعني هم انفسهم القاعدة، يعني هم انفسهم السفلة الساقطين الذين كانوا يحكموننا منذ عام 63 وزرعوا ارض العراق بالمقابر الجماعية وملأوا تاريخنا بالبشاعات والمخازي.. ألم اقل لكم صعب ان يتوب البعثي عما تعود عليه!!!
أخيرا ً ، ربما يختصر شاعر ببيت شعر واحد الاف الجمل والكلمات ، وهذا بالضبط ما فعله رياض الوادي حين قال :
اذا تردون حزب البعث بيه ردّه ******** احنه هم نردّ ونفتح السدّه !!
كلام واضح لايحتاج لتفسير ،ونحمد الله ان السدّة ماتزال موجودة تسلــّـم عليكم وتنتظر زيارة ( الرفاق ) !!!!!

بقلم: جمال الطائي