وقود الاصلاح الحسيني (63) شهيد الزرارة
قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) 207 آل عمران. وقال: (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِر) 23 الحشر. وقال الامام الحسين(ع): ((فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي))
اختار اللهُ تبارك وتعالى عِدّةً مِن المؤمنين، كتب لهم أن يَصْحَبوا سيّدَ الشهداء أبا عبدالله الحسين عليه السّلام في مسيره إلى كربلاء، وأن يُقاتِلوا بين يديه حتّى ينالوا الشهادةَ العليا في سبيل الله وبين يَدَي إمام زمانهم، ويَحظَوا بتأبينه لهم والدفن في مثواه وزيارة أئمّة الهدى عليهم السّلام فيما بعد. وكان الله جلّ وعلا قد اختار عِدّةً أخرى مِن المؤمنين، كتب لهم أن يُستشهَدوا قبل واقعة الطفّ العظمى يومَ عاشوراء. وهنالك ثُلّة من المؤمنين اشتركوا في القتال يومَ عاشوراء إلى جانب سيّد شباب أهل الجنّة صلوات الله عليه، فجُرِحوا وارتُثُّوا ولم يُستَشهدوا يومها. (01)
بين أيدينا الجوهرة الثالثة والستين من خرزات هذه السلسلة، وهي جوهرة التحقت بركب شهداء الإصلاح الحسيني في كربلاء، رغم إنها جاءت في ركب جيش ابن سعد لمحاربة الإمام الحسين(ع)، وهذه الجوهرة هو: المُوقَّع بنُ ثُمامة الأسديّ. (01)
هوية الشهيد:
وقـال العـسـقـلانـى فـي الاصـابـة: هـو مـرقـع بـن ثـمـامـة بـن اثال … بن ثمامة الأسدي الصيداوي من التابعين، قاله ابن الكلبى. (02) وقيل أن اسمه هو: المرقع بن ثمامة أو (قُمامة) بن خويلد بن عصم بن أوس بن عبد ثبير الأسدي. (03)
التحاقه بالإمام الحسين(ع): هو ممّن جاء إلى الإمام الحسين عليه السّلام في الطفّ، وقد خَلُص إليه ليلاً مع مَن خَلُص. (01) وقـال ابـو جـعفر الطبرى: كان المرقع ممن جاء إلى الحسين(ع ) في الطف بعد ما ردوا الشروط عليه وخلص اليه ليلاً مع من خلص .(02) كان من التابعين، خرج أولاً مع جيش عمر بن سعد لحرب الحسين(ع)، لكنه التحق بمعسكر الإمام الحسين(ع)، بعد أن رأى عمر بن سعد وأصحابه قد ردوا شروطه، وعزموا على قتاله. (04)
الشهيد يوه عاشوراء:
وقـال ابـو مـخـنـف: ان المـرقـع بـن ثـمـامـة الأسـدى لمـا شـب القـتـال يـوم الطـف، تـقـدم بـيـن يـدى الحسين(ع ) فقاتل مع القوم إلى ان نفد نبله، ثم جثا على ركـبـتـيـه وقـد اثـخـن بـالجـراح وهـو يـدفـعـهم عن نفسه، حتى وقع صريعاً من كثرة الجراحات، فاستنقذه قومه. (02)
الشهيد بعد يوم عاشوراء:
ذكر الشيخ السماويّ اسمه وقال: قال أبو محنف: إنّ المُوقَّع صُرِع، فاستنقذه قومُه وأتَوا به إلى الكوفة فأخفَوه، وبلَغَ عبيدَالله بن زيادٍ خبرُه، فأرسل عليه ليقتله، فشَفَع فيه جماعةٌ مِن بني أسد فلم يقتله، ولكنْ كَبَّله بالحديد ونفاه إلى «الزرارة» وهو موضع بعُمان كان ينفي إليه زيادٌ وابنُه عبيدالله مَن شاء مِن أهل البصرة والكوفة. وكان المُوقَّع مريضاً مِن أثر الجراحات التي به، فبقيَ في الزرارة حتّى تُوفّيَ بعد سنة (رضوان الله تعالى عليه).(01)
شعر الكميت الأسدي في الشهيد:
وإنّ أبا موسى أسيرٌ مُكبَّلُ
وصحابـةٌ بذلوا النفوسَ لنصرهِ لم تُثْنِهم يـومَ الـوغى أهوالُـهُ
آسـادُ يومِ الـرَّوعِ هم وإذا لهم حُشِـد النَّـديُّ فـإنّهم أقيـالُـهُ
هَجَروا لنصرِ الـدِّينِ كلَّ مُحبَّبٍ والموتُ لَذَّ لهم هناك وِصالُهُ (01)
وتنتهي حلقتنا بانتقال الشهيد ((المُوقَّع بنُ ثُمامة الأسديّ)) بانتقاله من معسكر الظلام والظلال، وانقاذ نفسه من نار سعرها جبارها لغضبه، والتحاقه بركب الشهداء، إلى جنة عرضها السماوات والارض، خلقها ربها لرحمته.
بقلم: حسين نوح المشامع
المصادر: (01)(شبكة الإمام الرضا) – (02)( ذخیره الدارین – عبدالمجید بن محمدرضا الحسینی الحائری الشیرازی)
– (03)(العتبة الحسينية المقدسة) – (049(ويستمر بقاء الحسين)
السلام عليكم أستاذ حسين
أبو موسى الموقع أو المربع بن قمامة الصيداوي الأسدي تم نفيه إلى مدينة الزارة وهي ما تعرف اليوم بالقطيف