هو الوحيد الذي يستحق كلمة صانع الحياة ومربي الاجيال ومنور العقول ومرشد الانسانية لفعل الخير , ولولا المعلمُ ما عرف الناس الحلال والحرام وماعرف الشخص قدر نفسه في أوساط المجتمع, فالمعلم الاول للبشرية والذي ارتقى بصناعة عقول البشر وهذٌب سلوكهم وصحح مسيرتهم وغرس بنفوسهم اصدق مواثيق العدل ونقلهم من الظلام الى النور هو رسولنا محمد صل الله عليه واله ,واليوم حينما نبني مجتمع سليم متماسك تسوده أواصرالمحبة والتضحية والامانة بألتاكيد ان وراء تلك التربية معلم متميز ,يقول الامام علي عليه السلام ( الجاهل ميت بين الاحياء), فالوطن يقوم على كاهل ثلاثة فلاح يغذيه , وجندي يحميه , ومعلم يربيه , فالتربية الصحيحة اساس لانطلاق بناء المجتمع وصولا الى اهدافها باقصر الطرق واقل التكاليف , ربما خطأ الطبيب يدفن تحت الارض , وخطأ المهندس يقع على الارض , وخطأ المدرس يسير على الارض وهو الاكثر تأثيراً , قبل فترة قصيرة حدثت ضجة وادخلتُ وزارة التربية في حالة انذاربسبب نشر مقطع فديو في مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه مدير مدرسة الزهاوي في محافظة ميسان بضرب طلاب وطالبات بشدة وقد اثار اهتمام الاعلام وبعض المختصين في هذا المجال وتسارع المسؤولين للوصول الى مكان الحادث واهتم السيد محافظ ميسان ومديرعام تربية ميسان اهتماما بالغاً في الحادثة وتشكلت لجان تحقيقية بامر السيد وزير التربية للوقوف على خلفية الحادث ولايختلف الامر عند المفتش العام لوزارة التربية ان يشكل ايضا لجنة تحقيقية وذهبت السيدة سلامة الناطقة لوزارة التربية الى موقع قناة الحرة بعد ان روجت قناة الحرة التابعة والمعبرة عن السياسة الامريكية في العراق والبعيدة كل البعد عن الحيادية والنزاهة , ومن خلال نشرة الاخبار الرئيسه اعلنت بان السيد الوزير مهتم وسوف يعاقب مدير المدرسة وهنالك لجان تحقيقية , وبنفس الوقت زارت كاميرة الحرة المدرسة والتقت بمدير المدرسة الذي اعرب عن اسفه لهذه الضجة المفتعلة ضد المعلم وقال ان هذا الفلم صور قبل ثلاث سنوات بعد الحاح المعلمين بان يجب ان يطبق المدير عقوبات بحق المتغيبين والمتسربين ,كما تمنيت بنفس هذه الهمة والمتابعة الميدانية ووصل الناطق الرسمي لوزير التربية على الفورلقنوات التلفزيون والادلاء بالتصريح, واهتمام المفتش العام وايضا متابعة السيد رئيس الوزراء لهذا الموضوع على أن يشمل الاهتمام والمتابعة الميدانية لكافة القضايا سيما قضايا الفساد والخطف وبنفس درجة التعبئة والتركيز والتصريح ,مع العلم ان هنالك وكلاء ومدراء فاسدون في وزارة التربية وبعض الوزارات يضربون الناس في اعناقهم ويقطعونها ,فلم نجد اي صدى وصوت يكشف ويحد من تلك الممارسات ربما نسمع ان مثل تلك الامور تخضع لسياسة المحاصصة والمقايضة فتسوف الامور , انا لا اريد من خلال هذا المقال الا ان اكون صادقا بما أكتبه بان المعلم في كل الامور هو المستهدف اذا اخطأ فلن يرحمه الوزير والاعلام والمجتمع فتقوم عليه الدنيا ويتهمونه بان اسلوبه شديد ولايصلح لبناء مجتمع وخلق جيل يساهم في بناء الحضارة , اما اذا تعرض المعلم الى الاعتداء كما جرى في العام الماضي لطعن مدرسة الرياضيات في متوسطة الخوارزمي في محافظة بابل بسبع طعنات لمحاسبتها طالب لم يحضر ويكتب الدرس فلم نسمع اي رد فعل واهتمام بالحادث من قبل المختصين والمشرفين , في الوقت الذي انشغلت وسائل الإعلام البريطانية بالاعتداء الذي جرى على مدرسة خارج الحرم المدرسي بطعنات من مجموعة لم تكن من طلاب المدرسة على مدى يومين في وصف حالة الحزن التي شهدتها المدرسة والتي تشهدها بريطانيا عموماً بسبب الجريمة المروعة، حيث قال شاهد عيان إن فيضانات من الدموع انهالت بغزارة من عشرات التلاميذ والمعلمين والعاملين في مدرسة (Corpus Christi) التي كانت المعلمة الضحية تعمل فيها, والاعتداء الاخر جرى في محافظة ذي قار حينما اعتدى مجموعة من الاهالي على مدرس وضربه داخل الصف وامام تلاميذه متجاوزين بذلك كل القيم والقوانين والسلوك العام , فاننا لم نسمع ان وزير التربية او السيد المفتش العام قد علا صوته , وما يجري ايضا داخل المدارس بعموم العراق اذا وبخ المدرس الطالب بعبارات عنيفة يتجه الطالب واسرته لتقديم شكوى الى مديرية التربية , فيتسارع المفتشون بسرعة الوميض لفتح تحقيق بهذا الموضوع , اما اذا جرى العكس فيتم الاعتداء على المدرس من قبل الطالب والذي لم يجد منٌ يناصره ينصب اللوم عليه ويدعونه للمصالحه دون رد اعتبار , اما بخصوص مدير مدرسة الزهاوي وضربه للطلاب انا لا اويد الطريقة التي تعامل بها المدير كون عملية اصلاح الخلل تمت بطريقه غير حضاريه وبعيد عن مفهوم التربية العصرية ولكن تبقى مسألة النيه في عملية التقويم والمحافظة على السلوك وربما نجح في معالجة المشاكل والتسيب من خلال هذا الاسلوب , ولكن لايتطلب التشهير والتسقيط لانه بعيد عن مفهوم وصف الاحالة بالاجرامية كسرقة اموال الشعب ونسف الدور والقتل المتعمد والذي لم نرى اهتمام ومعاقبة للحد من تلك الظواهر , لماذا دائما يكون الاستهداف والمبالغه فيه على المعلم الذي يمثل الانسانية والنور , مع العلم حتى الاعلام والدراما لم تنصف المعلم واكثر المسلسلات التلفزيونية تظهر شكل المعلم بأسلوب ساخر ومضحك ولم تعطيه الصورة الحقيقية له , قبل فترة دخل احد المدرسين الى صيدلية في شارع فلسطين لا احب ان اذكر اسمها فطلب منه العلاج حسب الوصفه وقال له شكر استاذ رد عليه الصيدلي انا لست بمعلم انا صيدلي , اتمنى من رئاسة الوزراء والسادة المسؤولين في وزارة التربية أن تصدر حزمة من القوانين والقرارات لصالح المعلمين وتحميهم من الاعتداءات والتجاوزات المتكررة والتي لم نجد لها اي رادع خوفا من انهيار التعليم الذي بدوره يمزق نسيج المجتمع وفقدان القيم النبيلة وهم يقدمون ارقى واهم خدمة في الوجود الانساني ويعطون فيض من اعمارهم .

بقلم: صادق غانم الاسدي