إن ما حدث في عام 2014 في كربلاء المقدسة على أنصار المرجع الصرخي كان منعطفاً ومفصلاً تاريخياً وأخلاقياً وشرعياً في يومنا هذا لأنه كشف كل الجرائم للمتسترين والنفعيين والانتهازيين الدينيين خصوصاً أولئك الذين يسيرون في الركب الصفوي المجوسي، كما كانت ثورة الامام الحسين (عليه السلام) من قبل محكاً لكل ثورة آنذاك والى يومنا هذا .
يقول الشاعر : وظلم ذوي القربى اشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند
فلو قُتل شيعياً على يد شيعي مقابل ان شيعي تم قتله على يد غير الشيعي – مع إجلالنا واحترامنا للوحدة الوطنية والعربية والاسلامية الحقيقية ولكن الواقع فرض علينا ان نتلفظ بهذه الألفاظ والتي ان شاء الله لا تزيدنا إلا وحدة أمام أعداء الأسلام والإنسانية – فبالتأكيد ستكون الجريمة أنكى على يد الشيعي القاتل .
وما حصل اليوم في الشأن الداخلي السعودي وتداعيات إعدام الشيخ النمر على أفواه جرذان إيران يدل أن الشيخ النمر راح ضحية مؤامرة إيرانية فهي من ورطته بالتحريض على حكومة بلده حتى صار ما صار .
فأين هذه الأفواه المستنكرة والمنددة لمقتل النمر عندما وقعت جريمة في كربلاء على أنصار المرجع الصرخي ؟
أين هذه المواقف الهزلية وإيران مستمرة في إعداماتها للعرب والأكراد تعسفا وظلما ؟
أين هذه المواقف المنخورة وبراميل التفجير تتساقط على رؤوس الأبرياء في سوريا والفلوجة وغيرها من مدن ذاقت الويلات بسبب التمدد الصفوي وحلم الإمبراطورية الإيرانية ؟!
ألم يصوت أتباع السيستاني طاعة لفتواه للدستور البرايمري وجعلوه قرآناً جديداً وهو من يقول العراق بلد مستقل لا يتدخل في شؤون الغير ولا الغير يتدخلون في شؤونه فلماذا تنسفون قرآنكم الجديد الهزلي البرايمري السيستاني ؟
إن ما حدث بعد تنفيذ الحكم بالنمر سواء من خرج من الأفواه (الفاهية) أو ما حصل على السفارة السعودية يدل إن إيران تحتضر وتعلم إن نهايتها أقتربت خصوصاً وتشكيل السعودية للتحالف الإسلامي فقد ظن المسؤولون الفارسيون إن هذه الأعمال سوف تبطّأ وترجع السعودية عن موقفها لمحاربة الإرهاب الجديد في المنطقة وخصوصاً في سوريا والعراق أي انه سوق تقطع أذرع إيران بعد ما فعلت السعودية في البحرين واليمن …. وقد أدان الصرخي الحسني، في تصريح مكتوب لـ”الشروق”، حالة “التباكي” التي أصابت البعض بعد حادثة الإعدام، ويقول “(( لا أعرف أصل وخلفية القضية التي حوكم بسببها ونفذ عليه حكم الإعدام، ولكن مهما كان ذلك فلا يوجد أي مبرر ديني أو أخلاقي أو إنساني أو تاريخي أو قانوني يبرّر اهتمامهم وتفاعلهم وتحشيدهم وتأجيجهم الفتن في مقابل المواقف المخزية والصمت القاتل الذليل من الجميع إزاء ما وقع ويقع على أهلنا وأعزائنا رجال الدين العلماء من السنة والشيعة من خطف وقتل وتمثيل وحرق وسحل ورقص على جثث الأموات الشهداء، وتبقى مجزرة كربلاء وما حصل على طلبتنا وفضلائنا شاخصة وصمة عار في الدنيا والآخرة على جبين وفي صحائف أعمال عمائم السوء ومراجع الطائفية والإجرام وصحائف كل من أجرم وأمضى أو رضي بالجرائم التي وقعت على العراقيين في كل العراق “.كما يعيب المرجع الصرخي، ازدواجية المواقف في العراق وإيران، من حادثة إعدام مواطن سعودي من طرف سلطات بلاده، دون أن تبالي تلك الأصوات بالجرائم التي تقع على أهل السنة في العراق، وضد السوريين، ويسجل أن النمر “ليس من مواطني العراق، ولا من مواطني إيران، وثَبَتَ أنه لم يصدر منه أي موقف لصالح العراق وشعبه المظلوم، وهنا تحصل المفاجأة والاستغراب الشديد عند عموم العراقيين من ردود الفعل الكبيرة المتشنِّجة العنيفة من سياسيي العراق وحكومته وقادة الحرب فيه والمراجع والرموز الدينية حتى الأعجمية، في الوقت الذي لم نجد منهم أي رد فعل لما وقع ويقع على الشعب العراقي من حيف وظلم وقبح وفساد وما حصل على الملايين منهم من مهجرين ونازحين ومسجونين ومغيّبين ومفقودين وأرامل ويتامى ومرضى وفقراء، كما أننا لم نجد منهم أي ردّ فعل لما وقع ويقع على شعبنا السوري العزيز من تمزيق وتشريد وتهجير وقتل وتدمير؟ !”))
وهكذا بالتفاتة بسيطة ملئُها الوطنية والأصالة والعروبة يجد إن جريمة كربلاء كشفت زيف إيران وأباطيلها وتضليلها للمغرر بهم ممن يسيرون في ركبها الواهي ووصمة عار لهم في الدنيا والآخرة في صحائف أعمالهم لأن الجريمة حدثت في شهر فضيل (رمضان) وفي مدينة مقدسة (كربلاء) وعلى أبرياء بما فيهم طفل صغير لم يذنب إلا انه وبفطرته الطاهرة إتبع مرجعه وأبن بلده السيد الصرخي الحسني ، فما أروع الصرخي ان يكون ليس حجر عثرة في طريق الأعاجم بل جبل من العثرات في طريقهم وتصديرهم للثورة العوراء