يذكر خير الدين الزركلي في ( أعلامه) :
أمّا ابن قتيبة في (شعره وشعرائه ، قيذكر عنه :
سيغنينى المليك ونصل سيفى *** وكرات الكميت على التجار
وحبس بمكة في سرقة، فشفع فيه شماس بن عقبة المازني، فاستنقذه وهو القائل في الحبس
أتلحق بالريب الرفاق ومالك *** بمكة في سجن يعنيه راقبه
ثم لحق بسعيد بن عثمان بن عفان، فغزا معه خراسان، فلم يزل بها حتى مات .
ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة *** بجنب الغضا أزجى القلاص النواجيا
فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه ** وليت الغضا ماشى الركاب لياليا ” (2)
يشرع قصيدته بهذا المطلع الإنساني الرائع:
ألا ليت شعري هل أبيتاً ليلة*** بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضى لم يقطع الركب عرضه **** وليت الغضى ماشى الركاب لياليا
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى **** وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
ولكن بأكناف السمينة نسوة***** عزيز عليــهن العشية ما بيا
فياليت شعري، هل بكت أم مالك **كما كنت لو عالوا بنعيك باكيا
فلله دري يوم أترك طائعا *** بني بأعلى الرقمتين وماليا
هذا التحسر المؤلم يكرّ عليه في لحظة ، وإذا بلحظة أخرى تدهمه ، فيصحو إلى فروسيته :
وقد كنت عطافا اذا الخيل ادبرت *** سريع لدى الهيجا الى من دعانيا
وهكذا ولدت قصيدة عشق الحياة إبان عوالج الممات !!
فمنهنّ أمــــي وابنتايَ وخــــــالتي ***وباكيةٌ أخـــــرى تَهيجُ البواكيا
مشيناها خطى كتبت علينا **** ومن كتبت عليه خطى مشاها
ومن كتبت منيته بـأرضٍ ***** فليس يموت في أرض سواها
(2) الشعر والشعراء ابن قتيبة الدينوري 1 /71 – مصدر الكتاب : الوراق – الموسوعة