هنا العراق … …
******************

أخبرني ياسيدي …
الحاكم …
أين العراق …
فأنا لم اعد أبصرهُ جيداً ..
اعذرني قليلاً لتكرار السؤال ..
أين العراق …
…..
فــ هنا لم أجد سوى …
طفلةٌ حمراء الوجنتين باكية بدموع حارقة …
وأمٌ لم يتبقى لها شيء … سواها ..
وفتاة تكاد تبلغ العشرين تنهار أحلامها ..
تتكدس طموحها أمام مجتمع جشع ..
وحال بائس .. يترنح بها …
ياسيدي أين العراق … لاتخبرني بحلول الفراق …
هناك انظر أشح بنظركَ بعيداً …
أشلاء اصدقائي تتكدس كالقمامة …
أحلام تتحول إلى رماد …
مدينتي تجتاحها الأشباح …
أشباحُ موتٌ لاترفقُ بنا …
انظر فهناك .. نساء يمارسن البغاء بأسم الوطن
لجلالة الملك .. ولحضرة القائد ..
أين العراق …
شبابٌ تُهدر دمائُها سخفاً بلا حقُ
بأسم الدين … بأسم الوطن ..
كذباً وكذباً وكذباً …
فأنها بأسمك ياسيدي الحاكم …
هنا اطفال تُقتادُ يومياً الى المجزرة …
الى مشروع دموي بأسم الله ..
إننا نموت في كل يوم …هباءاً منثورا ..
نموت حلماً ونموت وجعاً ونموت لهم
أحبتنا ورفاقنا ….
في كل نزف شهداء بلا سبب …
في كل يوم يزداد التعب بالتعب …
لاتنحني ياعراق …
فالعتب ليس لك العتب …
فهنا في ازقتنا نجدك باكياً
في شوارعنا نجدك لله راكعاً ….
فأنت كما أنت تودع يومياً الف زهرة
لكن ياسيدي الحاكم ….
أين العراق …
فأنا لم اجد سوى حفنة تراب …
ودماء ترتطم كأمواج في كل زقاق …
ودموع حائرة تتهافت …
لاشيء هنا سوى مقابر سوداء …
وعويل صراخ يحطم القلب ..
وأضرحة ممزقة بالحنين لنا …
واكفان بيضاء تلوح لنا …
مبتعدة ….
وعيون تفارقنا ….
لاشيء … سوى بضعة عراق …
ياسيدي العراق لم يعد سوى بضعة عراق …