همساتٌ كونيّةٌ(195)
ألكونيّ صاحب قلب:
ألكونيّ صاحب قلب نابض بآلمحبّة والحكمة كتوأمان للسالك ألعارف؛ لذا فَضَّلَهُ الله على آلمخلوقات وأكرمه بآلأمانة مع تسخير ألوجود له .. فلا تَبعْهُ بأيّ ثمن وكما يفعل الناس بجهلٍ وغرور و بلا حياء وعلمٍ لأجل راتب أو لقمة خبز إضافيّة ضانّينَ أنّهم يُحسنون صنعاً وما يفعلونهُ سرّاً بخلاف الشرع وآلقلب؛ لا ضرَرَ ولا ضرار بتصورهم والله يغفر الذنوب, لكنهم غفلوا عن العواقب وعن عين الله ووجوده ألذي لا وجود لهُ في وجودهم ألمملوءة بآلنّفاق فباتوا لا يَنتصرون إلّا لذواتهم ونفوسهم ألخبيثة بعكس الكونيّ الذي إمتلأ وجوده بآلفيض الألهي فصار سكناً لله ولعشق الجّمال وخدمة أهل الحقّ و مصدراً للخير وآلعطاء, لذلك لا أحد أسعد منه في الوجود رغم مواجهتة لجيوش المنافقين والخبثاء ألمتحزبين بآلباطل ضدّ الحقّ.

أيّها الناس؛ فقدّتم قلوبكم بسبب تفريطم فصرتم تُساقون كآلغنم فتأملوا ما جرى ويجري عليكم فتداركوا أوضاعكم ببناء قلوبكم لأنها مركز الكون لقد تحوّلتم بسبب تنصّلكم عن (الأمانة) عبيداً لأنفسكم وللأحزاب وآلحُكّام الظالمين(1) وَ مَنْ ورائهم طوعاً وكرهاً وفوقكم جميعاً (المنظمة الأقتصادية العالمية) التي تتحكّم بتفاصيل حياتكم وحركاتكم وحتى قدح الماء الذي تشربونهُ وأنتم مُغيّبون حتى صرتُم للفاسد سنداً وللمُنكر صوتاً وللمعروف خصماً وللظالم عوناً لفقدانكم القلب الخالص لله و كل ما بقي عندكم أجساداً وبطوناً وما يليها و يا ليتها تشبع رغم إنكم بعتم كل شيئ لأجلها وأغلاها القلب, فتواضعوا لأهل العلم لا لأهل ألتقليد والتكرار لتتحصّنوا بآلتواضع والحكمة.

و أنتَ أيّها آلبحر ومن ورائك آلمحيط الهادر بأمواجه و آلممالك الساكنة بأعماقه؛ هل تملك قلباً مثليّ؟
و يا أيّتها آلجّبال آلشاهقة؛ رغم سلاسلك و عظمة أوتادك وعلوّك؛ هل تملكين قلباً مثليّ؟
لا .. لستم أنتم فقط؛ بل كلّ ما في هذا الكون الوسيع ألّلامحدود؛ لا يملك قلباً سليماً مثلي؟
أنا فقط من دون الكائنات أملك قلباً يتّسِعُ حتى لخالق الوجود العظيم(2) لهذا تشرّفتُ بحمل الأمانة الألهية بصبرٍ و أنّاةٍ رغم الغربة وثقل المسؤولية والأذى وآلجّفاء الذي تعرضتُ وأتعرض له حتى من الذين أحسنت لهم .. لهذا حين أشفقتْ السّماوات و الأرض من حمل تلك الأمانة كانت تعلم بكلّ أو ببعض تلك المحن و الأبتلاآت التي سيلقاها الأمين على أمانته و التي لا يعلمها إلا الله!
لهذا كان من الطبيعي أن تسجد لي الملائكة والجن وغيرهم حتى رئيسهم الشيطان ألذي عبد الله 6 آلاف عام و في رواية نقلها صاحب الشرائع 7 سبعة آلاف عام(3) لكن هل نفعتهُ تلك العبادة حين إنتصرَ لنفسه من دون الله؟
فلا تجعلوا بقلوبكم وجوداً وحُبّاً لغير الله العزيز الذي وحده يستحقّ آلمحبة والعشق الحقيقي وما دونه من المَحبّات لا تعدو إلّا مجازاً والله هو الحقّ ومنه العزة والعاقبة الحسنى لا من آلنفس والحكام والسلاطين.
أ ليس تعالى هو القائل في حديث قدسيّ مُقدّس:
[لَمْ تَسِعَني أرضي ولا سمائي؛ بل وسعني قَلبَ عبديَ المؤمن].
فإعرف قدر نفسك أيّها الكونيّ و لا تنخدع بآلأحزاب و التكتلات وإصمد ولا تخضع إلّا لله و مَن والَ الله فيوم آلخلاص قريب بظهور ألمهدي بإذن الله.
Azez Alkazragyعزيـز حميد ألخـزرجيّ
A cosmic philosopherفيلسوف كـونيّ
(ALMA1113@HOTMAI.COM)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في بلادنا و منها العراق؛ يوجد اليوم بحدود 5 ملايين و 200 ألف موظف و مسؤول يعيشون على راتب الحكومة, و الجميع يعيش البطالة المقنعة من رئيس الجمهورية و حتى آخر عامل وموظف, و دورهم محدود جداً بسبب سوء الأدارة و فقدان المفكر و الفيلسوف, ولا ينتهي الأمر بداخل العراق, بل أعرف بعض العراقيين هنا في كندا و غيرها ورغم إنهم عاشوا فيها 30 أو 40 عااً لكنهم أيضا مازالوا عالة على دوائر المساعدات الحكومية التي تجمع الضرائب من الكادحين, وهؤلاء الطفليين على إستعداد لأن يضحوا بكل شيئ من أجل الراتب حيث لم يقدموا للناس لا في العراق ولا خارجه شيئاً مفيداً للأنسانية وإنما عاشوا وللآن عالة طفيليون كما الحشرات على الراتب, فكيف يمكن لهم أن يكونوا نافعين و أصحاب قلوب؟
(2) جاء في حديث قدسيّ: [لَمْ تَسِعَني أرضي ولا سمائي؛ بل وسعني قَلبَ عبديَ المؤمن].
(3) إنّ [إبليس)عبد الله في السّماء سبعة آلاف سنة في ركعتين فأعطاهُ الله ما أعطاهُ ثواباً لهُ بعبادته]:
ألمصدر؛ علل الشرائع ٢: ٢١٣.