واخيراً بعد جهد متعب , تمكن مجلس النواب الجديد , في جلسته البرلمانية ,من اجتياز عقبة من العقبات التي تواجه الاستحقاق الدستوري , في اختيار مرشح لمنصب رئيس البرلمان , والنائب الاول والثاني له . فقد تم التصويت في مجلس النواب , بالاكثرية لمرشح ( السنة ) السيد سليم الجبوري , بان يكون في منصب رئيس البرلمان , فقد حصل على 194 صوتاً , اكثر من العدد المطلوب بثلاثين صوت , وكذلك على نائبه الاول والثاني . وكان من المفروض ان يستمر البرلمان في انعقاد جلسته , لتكملة بقية المرشحين لمناصب ( رئيس الوزراء , ورئيس الجمهورية ) لكن لعدم الحسم قضية الاختيار من قبل الكتل السياسية , تأجلت جلسة البرلمان . باعطى فرصة الكافية للكتل السياسية ان تحسم موقفها في مسألة بقية المرشحين , وخاصة وان السيد المالكي , لم يحظى بقبول وطني واسع , بل بالرفض الواسع من اغلب الكتل السياسية , وان الكرة الآن في ملعب التحالف الوطني , والتي تشير المصادر الموثوقة من داخل بيت التحالف الوطني , بانه يتجه في حصر اختياراته لمنصب رئيس الحكومة , بالسيدين احمد الجلبي وعادل عبدالمهدي , لان السيد المالكي , يوجه معارضة واسعة وقوية , من داخل التحالف الوطني , ولكن هذا الاختيار يواجه صعوبة ومعضلة كبيرة , وخاصة وان السيد المالكي اعلن باصرار , عدم تنازله ابداً وفي كل الاحوال عن منصب رئيس الوزراء , وهذا ما يعرقل اتمام وانجاز مهمة البرلمان الجديد في اختيار منصب رئيس الوزراء , وبالتالي الاسراع في تشكيل الحكومة المقبلة , التي تحظى بقبول وطني واسع , ان الامور تتجه الى التعقيد , في مسألة اختيار شخصية رئيس الحكومة , الذي يحظى بمساندة التحالف الوطني وبقية الكتل السياسية , وخاصة وانهم جربوا في تولي المسؤولية , السيد المالكي , وفشل فشلاً ذريعا بكل الجوانب , واخفق في ادارة شؤون البلاد , وصيانة العراق من التمزق والانقسام والاصطفاف الطائفي , وقيادة الوطن الى بر الامان , ولكن الحدث هو العكس , من خلال ثماني اعوام في منصب رئيس الوزراء , والعراق يسير من سيئ الى أسوأ , حتى وصلنا الى قمة الخطر , بزحف داعش واخواتها في احتلال مناطق واسعة من العراق , حتى وصلوا الى تخوم بغداد , هذا لايعني لم يشاركه في المسؤولية في تدهور الاوضاع السياسية والامنية , بقية كل الكتل السياسية , التي تزاحمت على المناصب وتركت شؤون الشعب , بيد العابثين والمجرمين من داعش واخواتها والمليشيات المسلحة الطائفية , مما اوصلوا العراق الى حافة الهاوية , او على شفا اعلان فتيل نار الحرب الاهلية , وهذا يتطلب من التحالف الوطني وبقية الكتل السياسية , فتح الباب امام اصحاب الكفاءات والخبرات وبالمعايير الوطنية , في تحمل المسؤولية , بدلاً من معايير المحاصصة والحزبية والشخصية , ان المهمة الرئيسية التي تواجه التحالف الوطني , في حسم اختياره لمنصب رئيس الوزراء , جملة عراقيل ومعوقات , وهنا يطرح السؤال الجوهري : ماذا لو اصر السيد المالكي , على عدم التنازل ؟ وهل يستطيع التحالف الوطني , ان يتحمل الضغوط , الرامية من بعض الاطراف الدولية , على التراجع عن اختياراته لصالح المالكي ؟ ان التحالف الوطني يدرك ويفهم , بانه لايمكن ربط مصير المالكي بمصير الشيعة , وان تولي المالكي للمرة الثالثة , منصب رئيس الحكومة , يعني استمرار لهيب الازمة تحرق المواطن والوطن , وان احتمال تعرض العراق الى التصدع والانهيار , وهذا يصب لصالح مجرمي داعش واخواتها , في استمرار نهج التدمير والخراب . وعلى التحالف الوطني , مهمة مصيرية , بان يضع مصالح الوطن , فوق اي اعتبار , وفوق المصالح الضيقة والفردية والحزبية , ان العراق يواجه ازمة صعبة وخطيرة , ويجب ان تواجه بالمعايير الوطنية , حتى تلوح في الافق بوادر انفراج , او ان الوطن سائر الى حتفه