هل يعيش أهلنا العرب – كل العرب – في عصر الحضارة , هل تجاوزوا البداوة , أين التجديد في الأفكار والآراء  وأصلاح الجوهر.؟

لم نلمس أي تطور حقيقي لوضع المرأة العربية  على مستوى الحقوق المدنية والأجتماعية والسياسية والديمقراطية ,  سوى تسويق برامج أنتقائية محدودة يغلب عليها هيمنة السلطات ويتجلى فيها التمييز على أساس الجنس أو الأنتماء العرقي أو الطائفي أو القرب من الحاكم , حيث يتم أستخدام أسم المرأة كدعاية لأستحصال المزيد من الأطراء والمديح على المستوى الدولي والأقليمي.

أذاً.. متى تُحترم المرأة العربية , ويكون لها كيانٌ محترم أسوة بالرجل, لماذا نكسربأيدينا هذه القواريرالجميلة المليئة بالأحساس والعاطفة …

هل أخذنا قصص العبرة والأعتبار من ديننا ونبينا .؟…

 خيركم خيركم لأهلة , وأنا خيركم لأهلي.

هذا النظام الأجتماعي الراقي الذي كَرّمَ المرأة عِماد الأسرة.

. قال الرسول الكريم – أتقوا الله في الضعيفين , اليتيم والمرأه-

فالشريعة الأسلامية لم تَحرم المرأة من حقوقها أو واجباتها أو حاجاتها الأنسانية,وما يعنينا  هوالوجود الأنساني للمرأة العربية خاصة ..

 لماذا كلما تقدم التأريخ , كلما تراجعت المرأة ..؟ 

قال تعالى – ياأُيها الناس أِنا  خلقناكم من ذكرٍ و أنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم –

 هكذا أختفت الفوارق والعصبية القبلية طوال عصر الرسول وما بعده ووجد الناس في الأسلام الرحمة والمنقذ من الرق والعبودية الجاهلية الى المساواة بين البشر.

قال تعالى – فلاأقتحم العقبة , وما أدراكَ ما العقبة , فَكُ رقبة . – البلد13وكانت غالباً ماتقع النساء في الأسر, فيعتبرن سبياً مسترقاً توزع مع الغنائم , أما للخدمة في القصور أو للغناء أوالرقص أو البيع أو الأهداء .؟ فحث الأسلام  على فك الرقبة لما فية من تقرب الى الله

ووعد بالأجر العظيم لمن يسعى على الأرملة والمسكين واليتيم , قال ص – أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين , وجمع بين أصبعية

أن غالبية النساء العربيات تعاني – منذ عدة قرون  والى الآن – من فقدان القوانين الضامنة لحماية الأسرة وخاصة النساء الضعيفات – الأرامل والمطلقات واليتامى – و تلاعب بحقوقها كأنسانة ومواطنة لها كامل الحقوق ,  مع الكم الهائل من المشاكل والمعوقات في الحياة اليومية خاصة من المتنفذين الأقوياء في المجتمع و بعض القضاة و موظفي المحاكم والشرطة الذين يستغلونهم ويحجبون حقوقهم , بسبب الفساد الأداري والمالي  وحتى الفساد الأخلاقي , مع نقص العدالة وضعف الكفاءة .؟

مامعنى أصدار عشرات الفتاوى العجيبة الغريبة للحط من شأن المرأة في السعودية مثلاً , بأعتبارها مَصدر فتنة في المجتمع , لذلك يجب عليها أن تتدثر بالثياب حتى لايراها رجل , ومنعها من الأختلاط بالبشر  ومن العمل وحرمة فتح الأنترنيت ألا بوجود محرم  وحرمة قيادة السيارة والتمارين الرياضية مع عدد من الزواجات – المسيار- المسفار – المصياف وغيرها , و حق تأديب الزوج لزوجته بالضرب  على الوجه وغيرها من الفتاوى  التي لاتكفل المساواة في الدستور ولاتصلح لهذا العصر . مع أن الأسلام دين الدولة الرسمي.؟

  

 يأتي هذا التدهور في وضع حقوق الأنسان والحريات العامة  في الدول العربية , نتيجة التدني العام لمستوى أداء وكفاءة الأجهزة الحكومية  العربية, وغياب العدالة و معايير النزاهة وضعف الرقابة ونقص الأعداد والتأهيل العلمي وعدم الأستقلالية وغلبة الولاء السياسي  وتبعيتهم لمن أختارهم , أضافة الى تدخل عوامل النسب القبلي أو الحزبي , مما يضعف الحس الوطني لتنفيذ مكاسب سياسية أو شخصية أو غيرها .,

وغالباً مايكون رأس الحكومة و أركان السلطات المتنفذة غارقة في هذا الظلام ولها الدور الأساس في التلاعب بالحقوق العامة ومنها حقوق المرأه , بأستخدام القسوة و خنق الحريات العامة و الرقابة على الحريات الأعلامية بأنواعها مع شراء الذمم والأقلام بما يتلائم مع متطلبات الحاجة السياسية , مما يؤكد التقصير والتلاعب والفساد في ظل غياب الديمقراطية ونقص الكفاءة والفراغ القانوني والغطرسة ..؟ 

أذاً متى يتوقف التدهور المقنن والتلاعب بحقوق المرأة العربية.؟

لتحصل على الحقوق المدنية والأجتماعية والأنسانية وصولاً الى المساواة كما هي في أوربا وأمريكا وغيرها من الدول المتحضرة  كاليابان و ماليزيا … متى يتوقف العنف الأسري والتمييز الجنسي ضد المرأة ..حيث تغض معظم الحكومات  النظر عن ردع الرذيلة في أماكن سياحية وشقق مفروشة وصالات الملاهي والرقص تستغل الحاجة المادية للمرأة ووضعها الأقتصادي الضعيف خاصة القاصرات والحالة البائسة خصوصاً الأرامل والمطلقات , متى يتم الكشف عن أسباب الأضطهاد والظلم الذي تتعرض له أغلب النساء العربيات .. ؟

 طبعاً… لايمكن أن يتحقق هذا على أرض الواقع المتخلف أصلاً.؟ مالم يتغير الكثير.. الكثير ..بدءاً بأصلاح دساتيرالدولة وحُسنَ أختيارالحكام على أسس ديمقراطية واعية مع معالجة المشاكل المهمة في المجتمع ومنها الفقر والجهل والأمية والأمراض الأجتماعية 

 وأصلاح القوانين والدساتير المليئة بالعيوب والتفرقة والحرام والأحتكار الذكوري , بحجة أحترام التقاليد والأعراف.

 نتساءل هنا بصراحة مع آلاف الحناجر المطالبة بالأصلاح  والتغيير بعيداً عن المجاملات و تضامناً مع دعوات منظمة الأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الأنسان في العالم .؟

لماذا تعيش المرأة العربية بهذا الوضع المزري….؟