قبل أيام قصفت طائرة سيخوي تابعة لطيران الجيش منطقة النعيرية السكنية ببغداد “كم كنت أتمنى لو أنها كانت قد قصفت المنطقة الخضراء المقدسة” عن طريق الخطأ أو السهو أو عدم كفاءة ” الطيار” او نتيجة للأسباب الثلاثة مجتمعة. ولأن الحادث لم يكن تفجيرا بسيارة مفخخة كالتي أعتدنا عليها نتيجة غياب الأمن والسلطة ولا نتيجة نزاع عشائري أعتدنا هو الآخر عليه نتيجة غياب الدولة ولا هجوم ميليشياوي لأحدى العصابات المرتبطة بإحدى الميليشيات المرتبطة بدورها بحزب سياسي معين ولا حادث خطف وسلب ونهب أصبحت جزءا من حياتنا خلال سنوات المحاصصة الطائفية القومية، رأينا السيد “علي التميمي” محافظ بغداد يزور مكان الحادث بسرعة قياسية كسرعة المالكي بزيارته منطقة “الجادرية” المحتلة عند أستشهاد الأعلامي “محمد بديوي” ومع المحافظ لجنة التعويضات لتعويض المتضررين في سابقة لم تحدث لا في العراق ولا في اية نقطة بالعالم على الاطلاق فما من دولة حتى العريقة بالنظم الديموقراطية والتي تحترم شعوبها فعلت ذلك الا حكومتنا الديموقراطية ! وهنا لا أريد أن أتهم والعياذ بالله السيد المحافظ بالكذب لأنني لو فعلت ذلك فأكون كمن عرّف بعد جهد الماء بالماء. ولكن الذي أثارني ومعي الكثير على ما أظن هو تصريحه الذي تبرأ منه كعادة سكّان الخضراء لا بارك الله بهم هو إن الطيار “سيد من جماعتنه! وانني هنا ارفع قبعتي عاليا بل أرميها في السماوات السبع على صراحته في مثل هذا الموقف الذي جسّد فيه المحاصصة الطائفية بابشع صورها متسائلا من سيادته إن كان سيكون معه ” لجنة تعويضات” إن لم يكن “الطيار” سيد ومن جماعتنه”! ولماذا لم نرى أية لجنة تعويضات في أية منطقة منكوبة وما أكثرها لا في بغداد ولا في غيرها من المدن العراقية !!؟؟

لا أدري لماذا لم يتواجد السيد “علي التميمي” الشهم والساهر على راحة سكّان العاصمة بأعتباره محافظ هذه المدينة المنكوبة في منطقة “زيونة” وهي لا تبعد كثيرا عن منطقة “النعيرية” عندما أستباحتها عصابات مسلحة تابعة لميليشيا حزب سياسي “إسلامي بالضرورة كونهم المستهترين الوحيدين ببغداد” وهم يهددون السلم الأهلي وعن عمد وسابق إصرار بأحتلالهم لمبنى تابع “للدولة الميليشياوية” ليكون مقرا لعصابتهم الحزبية. ولماذا لا يصارح السيد المحافظ ومعه وزارة الداخلية الشعب بخلفية هذه العصابة ولأي حزب إسلامي تنتمي؟ وأين هي لجنة تعويضاته ذات الاوامر الهمايونية؟ وهل سنرى في مكان كل حادث أنفجار أو تعدّي عصابات الاحزاب الاسلامية الحاكمة على الناس وممتلكاتهم لجان تعويضية مستقبلا؟

ليس هناك شك وبعد أن تبدل الزيتوني بالعمامة والرفيق بالحجي والسيد، من أن العصابات التي تروّع الناس وتفرض عليهم الأتاوات وتهاجم الأسواق وتقتل وتسرق التجار والصاغة وغيرهم وفي وضح النهار دون أن تتمكن القوى ” الأمنية ” من أعتقالهم هم “سادة ومن جماعتهم” وهذا ما يمنحهم الحصانة القانونية. ولأن “السادة” يملكون هذه الحصانة فأننا سنظل ندفع أثمانا باهضة من راحتنا وأموالنا وثروات وطننا وكرامتنا التي أستباحوها هؤلاء السادة ومن ورائهم من أحزاب دينية.

أن صراع السادة “الأحزاب الطائفية” فيما بينهم مستقبلا سيكون سببا في مقتل الآلاف في بغداد وغيرها من المدن بعد أن يستخدموا ترسانتهم من الأسلحة – التي لن يسلموها “للدولة” حتّى وأن الحقت “الدولة” الهزيمة بتنظيم “داعش ” الأرهابي – في معاركهم من أجل السلطة والنفوذ والمال. إن عملية حرق الأخضر واليابس في المناطق الشيعية من قبل عصابات “السادة” هي مسألة وقت ليس إلّا، كون هؤلاء المستهترين يستغلّون غياب الدولة لفرض هيمنتهم على الشارع وملئ الفراغ الذي تركته، أضافة الى الخلافات العميقة التي بينهم حول طريقة ونسب السرقة والنهب.

السيد محافظ بغداد هل العصابات التي زعزعت الأمن في منطقة “زيونة السكنية” وأقلقت راحة الناس في شهر صيامهم “سادة من جماعتكم” أم سادة من جماعتهم” أم غضب من الله على هذا الشعب الذي ما صدّق خلاصه من حكم الرفاق حتّى أبتلي بحكم “جماعتكم أم جماعتهم ” كون الجماعة لا تعني هنا شيئا لأن البلاء النازل على الناس هو نفسه بغض النظر عن الجماعة ولا عن سيدها.

اللهم فرّق “جماعة المحافظ وسيده” و ” جماعة غيره وسيدهم” كما قال الحسين فرقا، وأجعل طرائقهم قددا، إنك سميع مجيب.