هدف ألفلسفة الكونيّة بإختصار؛
هو بناء ألأنسان أوّلاً, لكن كيف وقد فشل فيه أكثر من 124 ألف نبي مُسدّد من الله تعالى؟
لذلك يبدو أنّها أصعب وأخطر مُهمة تتضمن لغز الوجود و سبب خلق الأنسان, و يجب على الجميع خصوصا العلماء و الأدباء الأنتباه لهذه الحقيقة و التركيز أكثر وآلوقوف وآلتدقيق فيما نقول لأنها تمثل آخر مراحل الفلسفة في تأريخ الأنسان.

لهذا فأنّ الفلسفة الكونيّة و كما بيّنا(1) تهدف و تُركّز على بناء الأنسان فكريّاً وقلبيّاً من آلدّاخل, قبل البناء الظاهريّ والعمران المدني الخارجي, لأنّ هوية العَالَم لا تتحدّد بآلبنايات والقصور والفنادق والتكنولوجيا مهما عظمت وكما يُروّج لذلك المستكبرون لتحمير الناس وحرفهم عن جادّة الحقيقة لكي يخلوا لهم الجو؛ بل هويّة العَالَم وسعادته تتحدّد بماهيّة وأخلاق الأنسان وتطوره الفكري ورقيّه الحضاريّ, من حيث لا فائدة من القصور و الشوارع و العمارات وآلتكنولوجيا مع وجود إنسان حزين و مهموم و كئيب يئنّ من وطأة الظلم و الفوارق الطبقيّة والحقوقيّة والضّياع والعوز و فقدان الحرية و الأمل وجهله بالهدف الذي وُجد لأجله في الحياة بجانب جواب (الأسئلة الستة) و كما هو حال شعوب 255 دولة, ولذلك نرى الناس و بسبب الأهداف والسياسات الخاطئة ألمُـتّبعة من قبل الحكومات يعيشون أنواع المحن و آلبلاء و الحرب و الفرقة و الخصام و الظلم والضرائب وكما اشرنا سابقا – راجع؛ [ثورة الله](2)!

ألصّينيون ألقُدامى عندما فكّروا بآلعيش في أمان من الحرب و الغزو؛ بنوا (سُور) الصّين العظيم الذي يُعتبر من عجائب الدّنيا السّبع, واعتقدوا بأنّ حياتهم و بلادهم قد تحصّن و في مأمن لوجود سُور لا يُخترق لشدّة علوه و تحصّنه، ولكن .. خلال المئة سنة الأولى بعد بنائه؛ تعرّضت الصّين للغزو ثلاث مرات!
ففى كلّ مرّة لم تكن جحافل العدو البرية بحاجة إلى اختراق ذلك السّور أو تسلقه؛ بل كانوا يدفعون ألرّشوة للحارس ثمّ يدخلون عبر الباب ألرّئيسي بسهولة و بلا عناء و مقاومة!
لقد انشغلوا ببناء السّور ونسوا بناء الأنسـان!
و ليس سهلاً بناء الأنسان, كما هو الحال مع بناء البيوت والعمارات و صناعة السيارات وناطحات السّحاب, التي لا تحتاج سوى لتصنيع آلحديد ورص الحجر و تركيب بعضها فوق بعض ليتمّ البناء و كما كان الحال مع سور الصّين و غيره من عجائب الدّنيا, لكن بناء الأنسان هي العقبة الكأداء, و هي المشكلة الكبرى التي فشل في تحقيقها أكثر من 124 ألف نبي و مرسل, لأنه يتعلق ببناء مخلوق يحوي العقل والشهوة وحب النفس وآلرّئاسة والتسلط والتكبر وحب التملك و كلّ هذه الصّفات مُدمّرة, بحيث واحدة منها قد تجعل الأنسان طاغية و ظالماً وقد يقتل شعبا كاملا بل وأمة بأكملها لشهوته, و كما حدث في بلادنا وأمّتنا مرات ولحد هذا اليوم.
لكن المعرفة الكونيّة وتجارب التأريخ برعاية الفيلسوف الكونيّ وتسديد الله تعالى مع العلم وتطور الفكر والوعي من خلال (المنتديات) سنُحقق بناء الأنسان للبدء بآلأسفار الكونية السبعة, والتي تحتاج قبل كلّ ذلك إلى أنّ نزكيّ أنفسنا و ذلك بكبح جماح النفس التي تتغذي من الحواس, في مقابل الحفاظ على الرّوح بتحريرها عن طريق العقل الذي يتوسط الجسد والروح, و آلنصر عادةً للجهة التي تميل لها العقل.
ألفيلسوف الكوني
(1)https://kitabat.com/2018/09/29/%D9%87%D8%AF%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%A9/
(2) https://arusalahwar.com/%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87