العلوم في ديناميكية مستمرة في التطور والازدهار والسعة والشمول ، ومن هذه العلوم العريقة والتي هي الدعامة الرئيسة للتفكير العلمي الصحيح هو علم المنطق فهذا العلم من ارقى العلوم والتي تختص بالتفكير البشري فباختصاصها هذا فالرقي والرفعة لهذا العلم العريق .

وقد اتخذت الحوزة العلمية في النجف الاشرف بما لها من ثقل علمي ومركز القيادة الفكرية للعلوم الاسلامي ثلاثة اتجاهات

الاتجاه الاول : السلفي : ويعتمد هؤلاء في دراستهم بصورة رئيسية ومركزة على المؤلفات القديمة الت الفت قبل قرون عديدة كانت فيها الحركة العلمية غير صحية وتشكو الفقر والسقم العلمي .

الاتجاه الثاني : السطحي : يعتقد هؤلاء بعدم وجود اي فائدة من دراسة المنطق ، واذا وجدت الفائدة والثمرة فهي ليس اكثر من معرفة الشكل الاول من القياس الذي يفيد الفقيه ،

الاتجاه الثالث : التقدمي : المنهج الصحيح الذي اساسه الشيخ المظفر قدس بالإضافة الى وضع بعض النظريات الرنانة التي اسسها السيد الصرخي الحسني دام ظله بما يتلاءم مع التطور الهائل لعلم الاصول والذي هو ايضا به ابدع ابداع لا نظير له الى الان .

والسيد الصرخي كعالم ومفكر اسلامي له في كل هلم مفخرة ، فها هو يترجم علمه الى اثر ملموس يمكن للأجيال ان تنهل من علمه وفكره ، فالسيد الصرخي كان له في المنطق من اثر كبير لا يجاريه علماء اليوم فهو اسس منهج جديدة وقوم ذلك المنهج بالأثراء واعطاه من الشمولية الكبرى لكل اطياف المجتمع المختلفة

ان التقسيمات الثلاث الاوائل اعلاه هي من تقسيمات السيد الصرخي حسب نظره في واقع الحوزة العلمية ، اما المنهج التقدمي يمكن ان نستوعبه من خلال كتاب المنطق واصول الفقه بأجزائه الثلاثة .

ان الاتجاه التقدمي والذي على رأس الهرم اللامع السيد الصرخي قد وضع له تلك النظريات والاسس الصحيحة حيث يقول (اما في هذا الوقت نحتاج الى بعض الاضافات والاطروحات التي تناسب تطور النظريات الاصولية وسعتها المتفرع عن تطور وسعة الابواب والفروع الفقهية) نعم هكذا يقول لنا السيد الصرخي فبالتأكيد ان العالم والاعلم في علم الاصول لابد ان يكون بالضرورة والتلازم ان يكون الاقوى والاقدر في علم المنطق لنه وكما قال هو (فاننا نعتقد ان علم المنطق بمثابة الرح لعلم الاصول كما هو لغيره) ويضيف (نعرف ان علم المنطق ھو جزء ومحور وأساس في كل العلوم فإنه یمثل عصب الحياة  في كل تفكير سليم وصحيح سواء في علم الاصول ام في علم المنطق ام في علم الفقه )

اننا نقدر ونثمن للدور الفكري للسيد الصرخي الحسني لما يعطينا ويلهمنا من فكره وعلمه الرباني وبدوره الرئيسي في حفظ المذهب من الدخلاء والشبهات العقائدية والعلمية في التاريخ العلمي للإسلام الحنيف ، ويمكن ان نقول كما ان سقراط هو المعلم الاول فان السيد الصرخي هو المعلم الثاني في هذا العصر .