عزيز الخزرجي :

بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الناس المغبونون؛
يا مفكّروا العالم و يا علماء الدّين الحقيقيون؛
يا كلّ الكادحين و المظلومين و المؤمنين بفلسفة الحكم على نهج سيد العدالة الأنسانية؛

خلاصكم في نبذ الأحزاب العلمانية و المنظمات و الحكومات الفاسدة و الرّجوع لدين الله الحقّ:

فقد ضاعت دنياكم بسبب الحروب و آلفساد و سرقات و مناهج السياسة الأستكبارية و حكوماتها الظالمة و إنتشار الدِّين و آلأنظمة الخاطئة التي إتبعها مراجعكم و سياسييكم و حكامكم حتى وصلتُمْ إلى ما أنتم عليه اليوم .. و على كلّ صعبد!


و أنتم أيّها العراقيون؛ لستُم  ألشعب الوحيد الذي سرقت أمواله و أحاطت به المحن؛ بل الشعوب العربيّة مثلكم تُعاني الظلم و الأرهاب و القتل و الفساد و الحروب و هضم الحقوق, و في الحقيقية لا أجانب الحقّ و الله لو قلت و من خلال إقامتي و عملي في الغرب على مدى ربع قرن و إختلاطي بآلمجتمع؛

بأنّ جميع الشّعوب الغربيّة أيضاً تُواجه الكثير من المعاناة و آلحروب المتنوعة .. بل حروب قانونية قاسية و في صميم الحياة لأجل لقمة الخبز و دفع الفواتير العديدة ألتي أثقلت كاهلهم و سرقت البسمة من وجوههم, و إن كان ظاهر الحياة و البنايات و العلاقات تختلف شكلها و مضمونها و كيفيتها نسبيأً, بآلقياس مع معاناتكم في الشرق, بحيث باتوا أفضل منكم بدرجة, لأنّهم على الأقل لم يصلوا حدّ العنف و آلأذى البدني و القتل و التهديد بآلذبح الذي هو أقصى درجات العنف و الحيوانية و الوحشية!

 إنّ سبب ذلك التهويل و التطبيل الأعلامي الغربي ألمُمنهج بوجود الحرية و بأفضلية الغرب و عدم وجود الأرهاب البدني كآلتي في بلادنا المحكومة بآلعملاء و الخانعين؛ هو لوجود نظام بوليسي و أجهزة أمنية و تكنولوجية متطورة إستخدمت لدعم قوانين الضرائب الظالمة و تحكيم القانون الذي يصبّ جلّ منافعه في جيوب المالكين للشركات و البنوك الكبرى و باقي الناس كعبيد يستجدون على أعتاب تلك البنوك و الشركات و المكاتب لدفع الفواتير العائدة لهم و تأمين لقمة خبز بآلكاد, فلا السيارة هي ملكك و لا البيت الذي تسكنه بيتك, كلّ تلك الممتلكات ليستْ حقيقية بل إعتبارية و مصائد لتلك الشعوب المغفلة لجعلهم عبيداً أذلاء لتسديد اقساط و تأمينات و مصارف تلك الممتلكات الأعتبارية التي يتمنى الكثير عدم إمتلاكها, و لكن لا سبيل للخلاص!

فآلرّوح الأنسانيّة مُعذبةً في كلّ الأرض لأنّها واحدة و إن إختلفت درجاتها و لونها و طبيعتها و أشكالها, لكنها جميعاً و في كل مكان تقريبأً؛ تعاني الشقاء على أي حال بعد ما تحكَّمت فيها قوانين وضعية لا تصبّ أكثر منافعها إلّا في جيوب الظالمين بقيادة المنظمة العالمية الأقتصادية!

في أحيان كثيرة يصيبي الغثيان و الدوار و الألم حين أفكر بوضع الأرض و حال الناس, و كأنّ الله تعالى لم يرسل لها ذلك العدد الكبير من الرسل و الأنبياء و المصلحين وحلّ فيه كل هذا الظلم و الفساد, بل الأمر و ألأنكى من الحكام الظالمين ؛ هم مدّعي الدين و المرجعية الذين حدّدوا أحكام الدين لمصالحهم و جبوبهم و إعلامهم!

فانتبهوا و فكّروا جيداً و لو لمرّة واحدة حتى لا تخسروا آخرتكم على الأقل بسبب إستمراركم على ذلك النهج و الدِّين و الثقافة السطحية الخاطئة التي أثبتتْ فسادها و عدم جدواها!

فها هم الحكام المسؤولين و من ورائهم مُدّعي الدّين و المرجعية و قد إحْمرّتْ خدودهم من أكل الطيبات و إمتلأت بطونهم و جيوبهم بآلمال ألحرام حدّ التخمة و البطر و التكبر و إمتلك أبنائهم و أحفادهم و خواصهم؛ ما لا عين رأتْ و لا أذن سمعتْ, فهذه مثلاً السيدة مها الدّوري كما جميع المسؤوليين و آلمراجع و الوزراء و  الرؤساء و النواب و بعد ما كانت نموذجاً حيّة للموالية و آلنصيرة لخط الصّدر المظلوم و لدين آلمرجعية النّجفية و الكربلائية؛ قد كشفوا بعض حقيقتها الفاسدة و كما هو واضح في الأعلان ألمرفق حيث تمتلك بيتاً كلّفت ستة ملايين دولار في بغداد و ليس في كندا, و ما خفي كان أعظم و أعظم بكثير, بينما لم تكن سوى عضوة في مجلس النّهاب العراقي!؟

 فكيف حال الوزراء و رؤساء الكتل و الائتلافات و المؤسسات و المراجع الذين نبحتْ أصواتهم كما نبحتْ صوت مها الدوري من كُثر ما إدّعتْ الجهاد و الوطنية و نصرة الأنسان الفقير و الأخلاص و الثقافة و الدّين و العفة؟

و لذلك أوجّه لكم أنتم الشعوب – كل شعوب العالم – لأنكم أنتم المسؤولين أولاً – و بعدكم السياسيّون و آلمراجع “الكرام”؛ هذا النداء ألأخير بعد عشرات بل مئات المقالات و البيانات الألهيّة الصريحة و بكلّ إخلاص و تواضع و إصرار في نفس الوقت, و لا أطلب منكم شيئاً و لا أفكر بمنصب و لا رئاسة و لا مال .. بل تركتها جميعأً يوم لم يكن أحداً من هؤلاء مسؤولاً أو رئيساً أو يعرف الدين الحقّ:

عليكم – أعني المراجع و السياسيين و باقي الشعوب – أن تتذكّروا بأنّ الكفن ليس له جيوب ..  و إنّ الموت مُلاقيكم و مساحة قبوركم لا تزيد عن أشبار معدودة .. فلا تظلموا الناس و لا تُزايدوا و لا تُحوّروا أحكام الأسلام و تُفسّروا الآيات و الأحاديث و أنتم تبحثون من خلال فقهكم المتحجر البليد و بشكل مُميت عن مخرج شرعيّ و قانونيّ يُناسب هواكم و مصالحكم و مناهجكم البالية لإدامة فسادكم و كنزكم لأموال الفقراء و المساكين في بنوك اليهود الشرقية و الغربية و التي أصبحت ولايتكم الحقيقية العملية من دون ولاية الله!

و إعلموا بأن الإرث الذي تتركونه بعد قبركم لن ينفعكم و لن ينقذكم من نار جهنم حتى و لو صام و صلى لكم كلّ عباد الله المستأجرين(صلاة و صوم الأستجارة)!؟

لأنّها حقوق النّاس الفقراء , و ليس لأحدٍ حتى الله تعالى الحقّ في التلاعب بحقوق الناس, لأنّه تعالى هو الذي حثنا و عهد حتى على نفسه بآلعدل و الأحسان و التواضع مع كل الناس و تقديم مصالح الآخرين على المصالح الخاصة!

لنجاتكم يا ناس و يا أيها العراقيون ألمغبونيين .. لا سبيل إلا سبيل واحد .. هو ترك الأسلام ألغامض؛ المُشوّه؛ ألمُحرّف, ألطقوسي, ألمتُحجّر ألذي كرّسه بجهل و غباء مراجعكم و سياسييكم و الطبقة التي تدعي الثقافة لأستغلالكم و درّ جيوبكم و ضمّكم بدعوى تمثيل و نصرة أهل البيت(ع)!

و لو أردتم النّجاة حقّاً؛ فعليكم كخطوة أولى و أساسية؛ ترك مناهج السياسيين و المراجع التقليدينن و المعتقدات العشائرية الجوفاء الشكلية و الشعائر الطقوسية الشبيه بآلكنسية ألتي آمنتم بها بسبب أنظمة الحكم المتعاقبة حتى سببوا لكم كلّ هذا الظلم و المعاناة و الفقر و المقابر الجماعية, و عليكم بآلمقابل أيضاً إتّباع ولاية الله المتمثلة بولاية الفقيه ألتي أثبتت جدارتها و قدرتها بسبب تأييدها و مباركتها الواضحة من قبل الله تعالى في القرآن و صاحب الزمان (ع)!

فسارعوا إلى التوبة و مغفرة من الله من قبل أن تصبحوا و أحفادكم الأبرياء بسبب ذلك الدِّين الفاسد و آلسّاسة و المراجع العملاء ألأذلاء و آلثقافة العنيفة الهوجاء؛ عبيداً للغربيين و حتى للهنود الحمر, بعد ما رهنوا العراق(بلد الفوضى و الدجل) كلّه و لأجيال و أجيال بسبب العقود و القروض و  الدِّيون و الصّفقات المالية الآجلة ألتي أبرمتها الحكومة و الوزراء و التي على أبنائكم المساكين الذين لم يلدوا بعد .. تسديدها و دفع فوائدها التي لا تنتهي حتى إنتهاء البشرية!

و لكن من أين يُسدّدون, و آلنفط و الغاز و الماء وقتها يكون قد نضب لآخرة!؟

حيث لم يكتفي مراجعكم ألمغفليين و ساستكم الفاسدين بسرقة أموالكم و حقوقكم فقط .. بل تعدّى الأمر لأنْ يستقرضوا المليارات من البنوك و  الشركات ألأجنبية الغربية و البنك الدولي ليرهنوا العراق و على حساب جيوب الأجيال البريئة التي لم تلد و لا ذنب لها أبداً, و إنّ النفع الأكبر من هذا الظلم و  الفساد يعود لمصلحة و جيوب أصحاب (المنظمة الاقتصادية العالمية), مقابل بقائهم – أيّ السياسييون و المراجع – في آلرأس و السّلطة و بسببكم أنتم المغبونيين الذين إنتشر الجهل و التقليد الأعمى بينكم بلا عقل و تدبر و قلب واعي لهذا أصبحتم كقطيع يقودكم هؤلاء المنافقين!

و يا ليتكم تعرفوا حقيقة تلك (المنظمة الإقتصادية العالمية) التي تمتلك كلّ مال و مصادر الطاقة و الأقتصاد في العالم و تَدْعم و تُسيّر كلّ الحكومات التي تعادي آلجمهورية الأسلامية(ولاية الفقيه), لأنها لا تُريد الدِّين الحقيقيّ أن يحكم العراق أو غيره من بلدان العالم, و لذلك و في المقابل يفرحون و يدعمون كل مرجع تقليدي طقوسي و حاكم منافق جاهل يرفض حكومة الأسلام (ولاية الفقيه) خصوصا الشيرازيين الفاسدين و أقرانهم الوهابية الذين باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم وهم أتعس و أشقى خلق الله و أجهلهم في الأرض!؟