عودة سيناريو العنف الطائفي من جديد أجج مشاعر العراقيين وأعاد للأذهان صورة القتل التي ما لبثت حتى عادت لتعيد بهم ذاكرة الأيام السوداء المقيتة التي كانت الفاجعة فيها تطرق ابوابهم دون أستاذان ، لقد اثبتت الأيام ان قوى الإسلام السياسي في العراق تعشعش فيه النعرة الطائفية والمذهبية المتعصبة مما انعكس سلبا على حكم البلاد والعباد كون الاسلامويين ليسوا مهيئين لحكم بلاد متعدد القوميات والمذاهب والديانات والاتجاهات السياسية والفكرية ، لأنها تشكو من علة الطائفية السياسية والكراهية المتبادلة والحقد الطائفي الاعمى المهووس بعلة الـ “أنا” ذات الهوية الطائفية السامة التي لا تسمح قبول الطرف الاخر والاعتراف به واحترام شعائره بل تعمل جاهدة على اقصائه واستئصاله من الوجود او المجتمع ، كل هذه الأفعال المشينة جعلت العراق يغرق في بحر من الدماء مما جعل وشن الموت يبدو شبه عادي عندهم ، وان لغة ذرف الدموع أصبحت معتادة لدى الناس ، لانهم على يقين ان ساستهم يسرقونهم ان اتفقوا ويقتلونهم ان اختلفوا . ان عاصمة الرشيد لم تسقط من ذاتها بل أسقطتها جمهرة من الساديين المارقين القتلة ممن أصيبوا بلوثة عقلية ، وأغرقتها في بحر من دماء الأبرياء. أما العقلاء من الناس, فهم الذين يقتل منهم يومياً العشرات وأحياناً المئات, من أبناء جلدتهم وهم بحسرتهم صامتون كصمت أبي الهول, صابرون كصبر أيوب عليه السلام ان الاتهامات والتهديدات المتبادلة بين الطائفيين السياسيين, لم يتوقف سياسياً وعسكرياً. كل يهدد بقدراته على تأديب الآخر ويملك ما يساعده على ذلك, في حين تبدو الحكومة عاجزة عن استخدام السياسة والقوات المسلحة في حفظ الامن وإيقاف نزيف الدم المتواصل منذ عشر سنوات. وخير مثال ما حصل في شوارع الاعظمية قبل أيام من قيام فئة ضالة ومأجورة تحمل مكبرات الصوت تلعن سيدنا الفاروق وسيدتنا عائشة عليهما السلام امام مرأى ومسمع أجهزة الدولة الأمنية ، سيدنا عمر التوأم الروحي لسيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ، وام المؤمنين سيدتنا عائشة زوجة اشرف خلق الله تعالى ” رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” هل يعقل ان يخرج هؤلاء الدخلاء في هذا الوقت بالذات ويختاروا مكانا كالأعظمية يجوبون طرقاتها دون ان تكون النية مبيته لها، ولست هنا بموقف الدفاع عن هذه الرموز الإسلامية لأنني وغيري من أصحاب الغيرة على رسول الله واصحابه نعلم علم اليقين ان عظمتهم ومكانتهم هي التي تدافع عنهم بعد دفاع الله عنهم . اذا كان ثائر الدراجي وثله من المرتزقة المارقين والمأجورين يمثلون تحديا للقانون بأفعالهم الشنيعة ، فمن الأولى بأجهزة الحكومة ان تطهر الشوارع منهم ،لانهم وباء يهدد المجتمع ، وان كان هؤلاء ممن يحملون اجندات غيرهم من اسيادهم السياسيين الذين ارتموا في أحضان الأجنبي واصبحوا سلعة رخيصة تباع وتشترى فعلى الجميع ان يقفوا وقفة رجل واحد ويطلبوا القصاص منهم ومن اخرجهم لانهم فتنة على المجتمع، والفتنة نائمة لعن الله من ايقظها .