نأمل من حكومة وبرلمان إقليم كوردستان ، بإنصاف السريان “الآراميين” والعمل على إدراج إسمهم منفصلاً عن الآخرين في دستور إقليم كوردستان .

بِقلم : وسام موميكا-ألمانيا
في البداية أود أن أتطرق قليلاً الى تعريف الدستور …

*تعريف الدستور :
للدُّستور تعريفات كثيرة تختلف عن بعضها البعض، وذلك وفقاً لطبيعة النّظام الدُّستوريّ ، وظروف الدّولة السياسيّة والاقتصاديّة ، حيث يَنقسم تعريف الدُّستور إلى مِعيارين أساسيين وهما: {*المعيار الشّكلي، و*المعيار الموضوعيّ} ، ويعتمد المعيار الشّكلي على وجود وثيقة دُستوريّة تحتوي على مجموعة من القواعد والأحكام دون النّظر إلى طبيعتها ، أمّا المعيار الموضوعي فَهو يعتمد على مضمون القواعد الدُّستوريّة سواء كانت مَكتوبة في الوثيقة أو غير مكتوبة ، ويُفرّق المعيار الموضوعي بين القاعدة الدّستوريّة والقاعدة القانونيّة ، فَهو يأخذ بِعين الإعتبار مُحتوى النّص وليس مَكانه .

إذاً فالدُّستور هو عبارة عن مجموعة قواعد مَكتوبة وغير مكتوبة ، تحمل المبادئ والقيم المُنظّمة للمُجتمع ، وتُحدّد صلاحيّات وحُدود السُّلطة السياسيّة ، كما تُنظّم السُّلطات وعلاقاتها ببعضها البعض ، مع الحِفاظ على حُقوق وواجبات الأفراد ، ويُنظّم الدُّستور الأمور الداخليّةوالخارجيّة للدّولة ، كما يُحدّد شكل الدّولة وحكومتها ، وهو الذي يُمثّل قُوّة المُجتمع ، وأي وثيقة أُخرى تَتعارض مع الأَحكام الواردة فيه تُعد باطلة.

وبالتالي فإن الدُّستور هو مجموعة من القواعد التي تصدُر عن مُشرّع دُستوري ، وهي تُنظّم عمل السُّلطات العامّة في الدّولة، وتُراعي حقوق وحُريّات المُواطن وتحميها .كما وأن الدستور يحتوي على كافة الحقوق، والواجبات المرتبطة بمجتمع كل دولة، ومن المهم تطبيق كافة بنودهِ بطريقة قانونية ، وصحيحة.

وأيضاً يُعرَّف الدستور بأنَّه مجموعة من المذاهب والممارسات التي تعمل على تشكيل المبادئ الأساسية التي تُنظم الدولة سياسياً، وتمتلك كل دولة دستوراً مختلفاً عَن الأُخرى .

وبناءاً على ماورد وتم إقراره في دستور إقليم كوردستان -العراق في مقدمته وبِمبادئهِ الأساسية ، وخاصة بعد التحركات الحالية التي تقوم بها بعض القوى السياسية الكوردستانية والحكومية والبرلمانية لإكمال تعديل وصياغة دستور الإقليم لِيضمن حقوق جميع القوميات والأقليات والأديان والمذاهب المتواجدة تاريخياً ضمن حدود الإقليم وخصوصاً في مناطق الصراع السياسي على النفوذ والسلطة لإدارة “سهل الموصل ” او كما أطلق عليه سياسياً منذ عام ٢٠٠٣ بالمناطق (المتنازع عليها ) ، أما قومياً وتاريخياً نعرفها ب “سهل الموصل ” و التي يتعايش ضمن هذه الرقعة الجغرافية و التاريخية قوميات وأديان ومذاهب عديدة كالعرب والكورد واليزيديةوالشبك والكاكائية والمسيحيون ومنهم السريان (الآراميين ) .
وبلا أدنى شك فإن الأحزاب القومية والسياسية الكوردستانية بالإضافة الى حكومة وبرلمان الإقليم يعون جيداً أهمية “سهل الموصل ” التاريخي الذي تتواجد فيه أهم مدن وبلدات الشعب السرياني الآرامي الأصيل ، ومن هذهِ البلدات (بغديدا وبرطلة ) وهناك ايضاً تواجد لأبناء شعبنا في قرى ونواحي أخرى مثل “بعشيقة وبحزاني وميركي ” ..وهذا في ظل التمنيات والتطلعات والطموح الذي طال أمده من جانب الأقليم لمحاولات ضَم “سهل الموصل” إدارياً الى الإقليم وأيضاً في ظل تطلعات سكان هذه المدن والقرى والبلدات التاريخية للعيش بِحرية وكرامة وحياة آمنة “حرة وكريمة ” ، تضمن لهم العيش بِحرية وسلام مع الإحترام المتبادل بين جميع القوميات والأديان والمذاهب كما كان ولايزال قائماً في الأقليم حتى هذه اللحظة ..وهذا بالطبع ما إفتقدته سكان هذهِ المناطق منذ عام ٢٠٠٣ إلى يومنا هذا في ظل الحكومات العراقية السابقة والحالية ..وقد شعروا السريان “الآراميون ” بالصدمة أكثر حينما تعرضوا للمؤامرة التي قادها السيد “يونادم كنا ” وحركته العنصرية الشوفينية المشبوهة في عام ٢٠٠٥ عندما قاموا بإلغاء وإقصاء الإسم القومي والتاريخي للسريان من الدستور العراقي “الطائفي ” مما أدى هذا الفعل الجبان والغادر الى هضم ومصادرة إرادة وحقوق شعبنا السياسية و القومية والتاريخية ، وكما نعلم جميعاً بأن الدستور العراقي “الطائفي ” الحالي قد كُتب وصيغَ على أساس عرقي ومذهبي وطائفي مقيت لتشتيت أبناء الشعب العراقي وتقسيمه ومن ثم ادى ذلك الى تدمير البلد ..

ولهذا نأمل ونَتطلع كسريان “آراميون” من حكومة وبرلمان إقليم كوردستان أن يعملوا بِجدية لإنصاف شعبنا الأصيل المُهمش من دستور العراق “الطائفي ” وذلك من خلال العمل الحثيث بإدراج اسم السريان في دستور الإقليم منفصلاً عن النساطرة “الكلدان والآشوريون ” ليتحقق شعار المحبة والسلام والتآخي بين المكونات الدينية والقومية والمذهبية المتعايشة في الإقليم ، وبعد أن تعرضنا إلى الغُبن والتهميش والإقصاء من دستور العراق “الطائفي” ..

وكما هو معروف عن الأحزاب الكوردستانية وحكومة وبرلمان الإقليم بالحكمة والعدل في احقاق الحق ومنح كل مكون اصيل حقهِ وخاصة المكون السرياني “الآرامي ” الأصيل مَثلما تم الإعتراف باللغة السريانية “الآرامية ” كلغة أصيلة وعريقة وتثبيتها في دستور الإقليم ، وهذهِ كانت الخطوة الأولى وبادرة طيبة وجيدة من جانب حكومة وبرلمان الإقليم للإعتراف بِشعبنا السرياني “الآرامي ” الأصيل ، ونحن بإنتظار الخطوات القادمة لإستكمال مابدأه الإخوة الكورد في الإقليم نحو إدراج إسم السريان “الآراميين ” وبِشكل مُستقل عن التسميات الكنسية الأُخرى وعدم ربط الإسم القومي للسريان “الآراميين ” بالكلدان والآشوريين “النساطرة” ، إما بِفصل إسم السريان “الآراميين ” عن الآخرين بالواو كالصيغة المقترحة سابقاً من قِبل البطريرك “لويس ساكو ” والتي تم رفعها إلى لجنة صياغة الدستور في الإقليم ، بالإضافة إلى أنه الصيغة التاريخية والصحيحة والمقبولة من الجميع هي كالآتي : (آراميين من الكلدان والآشوريين والسريان ) وإليكم رابط وتفاصيل المُقترح للإطلاع عليه :

‏http://saint-adday.com/?p=8321

وهناك بحوث ودراسات ومقترحات أخرى بِخصوص المحافظة وإحترام حقوق الأقليات القومية والدينية والمذهبية في دستور الإقليم ، وهذا ما ورد في تقرير إحدى المنظمات المدنية الغير حكومية في الإقليم والتي تذكر إسم السريان بِشكل منفصل ومُستقل عن الآخرين من خلال فصلهِ بالحرف “واو ” وهذا هو الصحيح والأنسب لإحترام حقوق وإرادة الشعب السرياني “الآرامي” في العراق والإقليم وفي جميع بلدان العالم التي لِشعبنا تواجدٌ فيها .

*رابط للبحث (PDF ) بعنوان :

حماية حقوق الأقليات في إقليم كوردستان (نموذج بِتفصال محلي )

عن موسسة الشرق الأوسط للبحوث (ميري)

دلاور علاء الدين
رئيس مؤسس الشرق الأوسط للبحوث ..
http://www.meri-k.org/wp-content/uploads/2015/10/Arabic-Minorities-Report-1.pdf
ولابد هنا من الإشارة لِرفضنا القاطع للتسمية السياسية المُركبة (كلداني -سرياني -آشوري ) والتي إبتدعتها الأحزاب والمؤسسات السياسية الآشورية الزائفة ، لذا فإن هذه التسمية السياسية الزائفة لاتمثلنا وهي ليست التسمية التاريخية الصحيحة والمُعبرة عن حقيقة وتطلعات الشعب السرياني ” الآرامي ” الأصيل والعريق بحضارتهِ وتاريخهِ في بلاد بيث نهرين (آرام النهرين ) ، وهذا مايعلمه جيداً جميع العلماء والباحثين الشرفاء والأحرار البعيدين عن التسييس الذي تمارسه جهات كنسية وحزبية وسياسية محسوبة على النساطرة من القومچية (المتكلدنون والمتأشورون ) الجُدد وذلك لِتحقيق المصالح وتحقيق أجندات الجهات الحزبية والسياسية الداعية للأشورة المقيتة …وهذا ما يجب التنويه له حتى يَنتبه له جميع الإخوة الموقرين والقائمين على لجنة صياغة وتعديل دستور إقليم كوردستان -العراق .

وفي الختام ومن خلال المَقال أحث جميع رجال الدين السريان “الآراميين ” (الكاثوليك والأرذوكس) لِتحمل مسؤولياتهم الكنسية والقومية والتحرك نحو الموضوع من أجل تثبيت إسم السريان “الآراميين ” في دستور الإقليم منفصلاً ومستقلاً عن النساطرة “الكلدان والآشوريون ” الجدد ، ولكي لاينتهزوا “الذئاب الخاطفة ” من بعض رجال الكنائس وساسة واحزاب النساطرة (المتكلدنون والمتأشورون ) ويستغلون الفرص للغدر وطعن السريان “الآراميون” للمرة الثانية مثلما حصل في دستور الحكومة العراقية ..وكما أسلفنا فإن أملنا وثقتنا كبيرة بالأحزاب الكوردستانية المناضلة وأيضاً بحكومة وبرلمان الإقليم بإنصاف شعبنا السرياني “الآرامي ” وكما حصل بإدراج وتثبيت إسم اللغة السريانية “الآرامية ” في دستور الإقليم ، وهذا مايزيدنا ثقة وإصرار نحو إقرار وتثبيت كامل حقوقنا القومية في دستور إقليم كوردستان -العراق .