تفجيرات الكرادة تلك الفاجعة التي لا يزال جرحها لم يندمل إلى الآن فعلى مدار ثلاثة عشرة سنة فلا يكاد يوم يمرعلى العاصمة الحبيبة بغداد دون أن ترى سيلاً من الدماء النازفة بجرائم يشيب لها الطفل الضغير ولعل في تلك تفجيرات الاخيرة وما شهدته من سقوط المئات بين قتيل و جريح ما يجعل العراقيين أمام تساؤلات و استفهامات كثيرة في مقدمتها لماذا لا تقف هذه الجرائم اللانسانية عند حدٍ معين ؟؟ فهل غابت الحلول الناجعة لدى حكومة العبادي و اجهزتها الامنية أم أن هذه التفجيرات تقف وراءها ايادي خفية باتت تلك الحكومة عاجزة تماماً في ردعها و الحد من مهاتراتها الطائفية و التي لا تريد الامن و الامان للمواطن العراقي حتى غدت تلك الجرائم البشعة و نظائرها تجارةً تعتاش عليها لتجني من ورائها ملايين الدولارات مقابل سقوط مئات العراقيين ضحية لمؤامراتهم الدنيئة وصفقاتهم السياسية المقيتة التي تُعْقَدُ خلف الكواليس خدمة لمصالحهم الشخصية الفئوية وهذا ما يجعل مستقبل العراق يشوبه الغموض بعد داعش فهل سنرى الاستقرار الامني أم الفوضى السياسية بين اروقة السياسيين و بروزالمليشيات و قياداتها المتعددة على خط المواجهة عندها سنرى مشهداً جديداً بسبب تصاعد وتيرة الصراعات السياسية و بالتالي ستفتح الباب على مصراعيها لهيمنة شبح المليشيات الاجرامية و قياداتها مطايا الارهاب و الاحتلال وكأن مجزرة الكرادة مفتعلة أصلاً لتكون مقدمة لتلك المخططات الدنيئة ولعل ما يثبت لنا صدق تكهناتنا هو تعالي الاصوات المليشياوية النشاز وخاصة في مسرح الجريمة النكراء ولعل ابرزها ما صرح به المدعوان هادي العامري و قيس الخزعلي قادة مليشيات بدر و عصائب اهل الحق و مطالبتهم بحتمية مشاركة الحشد الطائفي في إدارة الملف الامني ببغداد وهذا ما سيمنح للحشد و قياداته المجرمة الفرصة الذهبية بادارة البلاد وكما يحلو لهم من دون حسيب او رقيب وهذه بمثابة طامة كبرى و وصمة عار في جبين حكومة العبادي وهذا ما سعى إليه السيستاني منذ أن صدرت فتوى الجهاد الطائفي و التي كانت من اهم نتائجها تحديد ملامح مستقبل العراق بعد زوال ما يسمى بتنظيم الدولة (داعش) و تربع المليشيات المجرمة و قياداتها الفاسدة على كرسي الحكم مما يضمن لها عودة الدكتاتورية من جديد و ابرزهم السفاح المالكي وبذلك يضمن السيستاني بقاء مرجعيته لمئات السنين رُغمَ ما عرف عنها من فراغ العلمي فكانت بحق مرجعية فضائية فارغة تفتقر لأبسط مقومات البديهيات العلمية وهذا ما كشف عنه المرجع الصرخي في محاضرته الخامسة في 1/7/2016 قائلاً : ((مرجعيّة فراغيه مرجعية فضائيه مرجعية خرافية وبدأت تبني مجد هذه المرجعية الشخصي أموال تضخ وأقلام وأفواه وضمائر تشترى ويكتب الجميع، والرشا تعطى، والجهل هو السائد )) .

وبهذا يمكننا القول أن مجزرة الكرادة و أمثالها ماضياً و مستقبلاً كانت بسبب مصالح سياسية دنيئة ومكاسب سيستانية مقيتة تصب في الاخير لصالح اجندات الاحتلال بشتى اشكاله في العراق  .

https://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=445972