بتراتيل العرش وحمَلَته، بتسابيحالملائكة والانبياء والرسل والاولياءوالصديقين والشهداء، بترانيم الجبالوالبحار والاشجار وماضمته وما حوته،بتغاريد الطيور وهديلها وزقزقتهاوصداحها، بتكبير الانهار والجداولوالشلالات، بتهليل الرياح والشموسوالاقمار والكواكب، بترحيب الرعدوالبرق وامطار المواسم، استقبلت مبشراونذيرا وخاتما، واستقبلناك منقذا…ونستقبلك في كل ربيع عربي بكركراتاطفالنا الحلوين وزغاريد امهاتناالحنونات واخواتنا الطيبات وزوجاتناالمخلصات وبناتنا الحبيبات، نستقبلكبسعفات النخيل وأواني الحناء وصحونالحلوى والآس والبخور، بزهور النرجسوالياسمين واللوتس والقداح والورود،بشموع المسك والعنبر.. بالثرياتوالفوانيس والقناديل.استقبلناك بكل ما تجيش به النفوس منمشاعر الغبطة والفرح والرجاء والاملوالسرور: بشارة.. وهاديا.. وقائدا..ودليلا.. وناصرا وشفيعا مشفعا.وبثقل اعباء الرسالة السمحاء التي انرتبها دياجير صحراء الجزيرة العربية وشعسناها ليغمر العالم فيوضات خير وعدلوسلام وامان، وبحجم اذى طواغيت قريشورعاعها، ومنافقي المدينة وجهالها.بثقل تلك الاعباء وبحجم ذلك الاذى كانلجاجنا وجدالنا وترددنا، وعصيانناوابتعادنا احيانا وانقلابنا علىاعقابنا احيانا اخرى، ورياؤناومتاجرتنا بطقوس وتعاليم وعبادات تجشمتعناء تبليغها طيلة ثلاثة وعشرين عاما.وبدل ان تطهر نفوسنا من أوضار الجاهليةوظلامها، وتغسل قلوبنا من خبائثهاوادرانها، بدل ان تشيع المودة والالفةوالصفاء، بدل ان نفاخر الامم بما افضتعلينا من انوار، بدل ان نكون للرسالةالعظيمة دعاة صامتين، بمكارم اخلاقتممتها وبصدق وامانة تبرأت من كل مفرطبها، وبسماحة اكدت عليها، وبالتزامدعوت اليه:- بعثت لاتمم مكارم الاخلاق.- من غشنا ليس منا.- لاتخونوا الله ورسوله وتخونوااماناتكم.- انا عرضنا الامانة على السموات والارضوالجبال ان يحملنها وحملها الانسان انهكان ظلوما جهولا.- اد الامانة الى من ائتمنك ولا تخن منخانك.- قد يكون المؤمن بخيلا، وقد يكون جبانا،فاذا كذب خرج من ايمانه.- لااكراه في الدين .- لكم دينكم ولي ديني.- يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود.- الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق.- كلكم لآدم وآدم من تراب.- لاتكن على الناس سبعا ضاريا. “الخطابموجه لولاة الامور المسؤولين”.بدل كل هذه القيم والمثل النبيلة وغيرهااضعافا مضاعفة -التي قبل ان تكون منثوابت العقيدة ودعائم الدين كانت شعاراللانسانية، ومدعاة فخر واعتزازا لكلانسان حر شريف رفعته انسانيته ومروءتهعن مخزيات الرذائل- بدل كل ذلك سعى البعضباسمها الى استباحت دماء واعراض واموالالاخرين المختلفين، وسعى بعض اخر الىالتسلط على رقاب الناس ظلما وطغياناوعدوانا، وسعى وحقق اخرون منافع ومآربومفاسد فاقت التصورات والخيال، حتىصارت الشعوب تنظر الى الاسلام نظرة خوفوشك وارتباب.حتى تجرأ البعض على النيل من شخصكومقامك العظيم وكتاب الله الكريم. وامامهذه السلوكيات المنحرفة المدانة هلهناك عذر لمعتدز وقبول لمحتفل يا منوهبتنا كلك فقابلناك بالجحود والانكاروالنفاق ياسيدي يا حبيب الله صلوات اللهوسلامه عليك والك الطيبين وصحبكالمنتجبين؟!.

بقلم: حميد الموسوي