مهجريّات – علي جابر الفتلاوي
(مهجريّات) عنوان مقتبس من العلّامة المرحوم السيد محمد حسين فضل الله. (1) يتحدث العنوان عن ظاهرة الهجرة تأريخيا وفي عصرنا الراهن، إيجابيات وسلبيات الهجرة من الوطن.
ظاهرة الهجرة تمتد من عصر النبوة حتى عصرنا الحاضر. هجرات المسلمين الأولى في عصر النبوة كانت لحماية الدين والمسلمين، كذلك الهجرات اللاحقة خاصة في العصرين الأموي والعباسي، كهجرة الإمام علي والإمام الحسين عليهما السلام إلى العراق، واستشهادهما في الكوفة وكربلاء. استمرت الهجرة في العصرالعباسي كهجرة الإمام الرضا (ع) الى خراسان، وما بعد ذلك استمرت هجرة العلماء والقادة والمجاهدين إلى يومنا هذا، حفاظا على العقيدة ولسلامة الإنسان من الأذى أو القتل، وأحيانا بحثا عن لقمة العيش.
هذه الهجرات نطلق عليها هجرات إيجابية وقد تكون الهجرة سلبية، بناء على نيّة المهاجر، في عصرنا الحديث هناك هجرات إيجابية حققت نتائج مهمة لصالح الإسلام والمسلمين، مثل هجرة الإمام الخميني (رض) إلى العراق، ومن ثم إلى فرنسا، فهجرته كانت جزءا من ستراتيجية الصراع بين الحق والباطل، والظالم والمظلوم. وأوّل هجرة إيجابية في تأريخ الإسلام هي هجرة الحبشة، لعدد من المسلمين الذين خروجوا لحماية دينهم الجديد، بعد أن اشتد إيذاء كفار قريش لهم فهربوا بدينهم امتثالا لأمر النبي (ص). ذكر السيد محمد حسين فضل الله: ((قال لهم رسول – فيما ترويه السّيرة – تفرقوا في الأرض، فقالوا: أين نذهب يا رسول الله .. قال: ههنا، وأشار إلى الحبشة فهاجر ناس ذوو عدد من المسلمين منهم من هاجر بأهله، ومنهم من هاجر بنفسه حتى قدموا أرض الحبشة . . وخرجت قريش في آثارهم حتّى جاؤوا البحر حين ركبوا فلم يدركوا منهم واحدا، وقالوا: وقدمنا أرض الحبشة فجاورنا بها خير جار، أمّنّا على ديننا وعبدنا الله لا نُؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه .. لما توفي أبو طالب تناولت قريش من الرسول (ص) واجترأوا عليه فخرج إلى الطائف ومعه زيد بن حارثة، فأقام بالطائف عشرة أيام لا يدع أحدا من اشرافهم إلّا جاءه وكلّمه، فلم يجيبوه وخافوا على أحداثهم، فقالوا يا محمد اخرج من بلدنا والحق بمجابك من الأرض وأغروا به سفهاءهم فجعلوا يرمونه بالحجارة، حتى أن رجلي رسول الله (ص) لتدميان وزيد بن حارثة يقيه بنفسه. فانصرف رسول الله (ص) من الطائف راجعا إلى مكة وهو محزون، لم يستجب له رجل واحد ولا امرأة فقال له زيد بن حارثة: كيف – يعني قريشا – وهم أخرجوك .. فقال: يا زيد إن الله جاعل لما ترى فرجا ومخرجا، وإن الله ناصر دينه ومظهر نبيه)).(2)
معاناة الرسول (ص) وصبره على الأذى، يتعلم المسلمون الرساليون منها الصبر والثبات على دين الله تعالى، والتضحية من أجله، بعد عودته إلى مكة بدأ الرسول (ص) بنشاط جديد، أخذ يتصل بالقادمين من سكان المدينة الى مكة لغرض الحج. نجحت محاولات النبي محمد (ص) في جولته على جماعات الحجاج .. فكان اللقاء الأول بجماعة صغيرة من هذا البلد التقاهم بمنى، وعددهم ثمانية نفر، فعرض عليهم الاسلام فأسلموا، فقال لهم رسول الله (ص) تمنعون لي ظهري حتى أبلّغ رسالة ربي.. .. ثم قدموا إلى المدينة فدعوا قومهم إلى الاسلام، فاسلم من أسلم، ولم يبق دار من دور الانصار إلّا فيها ذكر من رسول الله .. (3)
استمر الرسول في مواسم الحج بالاتصال بالحجيج من الأوس والخزرج حتى تكاثر عدد المسلمين من الانصار، ونستفيد دروسا كثيرة من صبر الرسول على الأذى من أجل الرسالة والمبدأ، أخذ المسلمون يقتدون به في صراعهم مع قوى الكفر والشرك. بعد أن ازداد عدد الانصار في المدينة قرر الرسول (ص) أن يهاجر إليها مع المسلمين الذي معه، فاستقبلهم سكان المدينة بالترحاب، وفرحوا بمقدمهم فآخى رسول الله بين المهاجرين والانصار.
السيد محمد حسين فضل الله له رؤى عن الهجرة، يقول في جوابه على سؤال عن الدلالات الحركية للهجرة : إن القضية في مسألة الهجرة هي أنها كانت انطلاق المستضعفين لمواجهة المستكبرين دون ان تكون هناك حالة ضعف، الهجرة لم تكن حالة خوف أو حالة ضعف، ولكنها كانت نتيجة خطة وصلت نهايتها وجاءت التحديات لتمنحها ظروفها الطبيعية، وهكذا انطلق المسلمون من أجل أن يحاربوا قريشا، فالمستكبرون عندما يقفون من أجل الضغط على المستضعفين تحقيقا لأهدافهم وغاياتهم على المستضعفين التصدي لهم دفاعا عن دينهم ومبادئهم.(4)
هجرة الحبشة وهجرة المدينة المنورة، تمّتا في صدر الاسلام وفي عهد الرسول (ص)، لكن الهجرتين لم تكونا الأخيرتين في خط بناء الاسلام والرسالة، بل أعقبها هجرات مهمة رسخت مبادئ الاسلام الأصيل، وحافظت عليه من الانحراف. المهاجرون في هذا الخط يجعلون من رسول الله المثال الذي يقتدى به في التضحية وتحمل الصعوبات من أجل الاسلام، من الهجرات الايجابية في هذا الخط هجرة الامام الحسين (ع) في ثورته ضد انحراف الامويين عن خط الاسلام الاصيل، إذ هاجر من مكة الى العراق رغم محاولة بعض الصحابة من منعه، لكنه وجد أن خط الاسلام الأصيل في خطر، وإذا لم يقم بثورة تعدل مسار الإسلام الذي انحرف على يد الأموين، ستبقى الأمة في غفوة وسيعكس السلطان الأموي الإسلام بغير صورته التي أرادها الله تعالى، وجد الإمام الحسين (ع) نفسه وهو إمام العصر المسؤول أمام الله عن تعديل المسار حتى لو تطلب الأمر الاستشهاد كونه الإمام المسؤول عن الاسلام والأمة في عصره، الشهادة في هذا الخط الرسالي هي وجه من وجوه المحافظة على الرسالة السماوية ومبادئها ، الشهادة ليست غريبة عليه فهذا هو خط الإئمة المعصومين (ع)، يقتدون برسول الله (ص) في بيع نفوسهم لله طائعين فمضى مهاجرا إلى العراق، هاجر ومعه أهله واصحابه، وفي الطريق بعد أن سمع باستشهاد رسله إلى الكوفة، وهم مسلم بن عقيل، وهانئ بن عروة، وعبد الله بن يقطر، جمع أصحابه والقادمين معه من الأعراب ليلا في مكان يسمى (زُبالة)(5) وطلب منهم أن يتركوه لوحده لأنه هو المطلوب، فانصرف عنه الأعراب إلا أصحابه الذين رافقوه من مكة، إذ أصروا على الاستشهاد معه.
هجرة الإمام الحسين (ع) واستشهاده، حمت الإسلام من الإنحراف، وكانت حافزا لأصحاب المبادئ للمحافظة على مبادئهم حتى لو تطلب الأمر الاستشهاد، هذه الهجرات أعطت النموذج للهجرة من أجل الدين القويم، هجرة الحبشة، وهجرة المدينة المنورة، وهجرة الإمام علي (ع)، وهجرة الإمام الحسين (ع) هجرات إيجابية حمت الدين وساهمت في المحافظة على روح الرسالة السماوية.
من الهجرات الإيجابية في خط الاسلام الأصيل في العصر الحديث، هجرة السيد الخميني (رض)، رغم أنه رفض أن يخرج من إيران طوعا، لأن السيد الخميني رحمه الله تعالى، كان يفضّل البقاء في إيران قريبا من الجماهير، وهذا كان أيضا شعور السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رض) أيام نظام صدام حسين، الذي كان لا يختلف عن شاه ايران في الظلم ومعاداة الشعب، لكن صدام قرر التخلّص من السيد الشهيد محمد باقر الصدر بقتله، فاستشهد رحمة الله تعالى عليه، لكن الشاه رؤيته نفي السيد الخميني من ايران وليس قتله، هاجر الإمام الخميني إلى تركيا ثمّ العراق بعدها إلى فرنسا فأشعل لهيب الثورة أكثر للتخلص من حكم الشاه، اشتدت الثورة ضد الشاه وحكومته، وفعلا انتصرت ثورة الشعب الايراني وعاد السيد الخميني (رض) إلى وطنه منتصرا بتأريخ (1 / 2 / 1979 )، فجعل الله تعالى هجرته هجرة خير للشعب الإيراني فتحقق النصر، فهي من الهجرات الاسلامية الايجابية. ليس كل هجرة إيجابية، بل هناك هجرات سلبية، تكون فردية او جماعية، وتكون سلبية من خلال نيّة المهاجر، إذ يهاجر بعض الشباب من أجل الشهوات الذاتية وقد تكون الهجرة سببا لأن يبيع المهاجر دينه من أجل مصالح شخصية، نرى البعض يهاجر بدافع كسب العيش والرزق لكن الثمن أن يضعف دين المهاجر في الموطن الجديد، لذا قسّم بعض الفقهاء الهجرة إلى شرعية وغير شرعية والشرعية تكون لله تعالى، أما غير الشرعية سمّاها السيد محمد حسين فضل الله (التعرّب). فهو يفرّق بين الهجرة والتعرّب، وقوله يعدّ فتوى مجتهد، يقول: ((بالنسبة للتعرب بعد الهجرة هو أن يسافر الإنسان إلى بلاد الكفر أو بلاد الضلال أو إلى أي بلاد يضعف فيها دينه أو دين أهله، هذا هو التعرّب بعد الهجرة، فالهجرة كناية عن الموقع الذي يزداد فيه إيمانا، والتعرّب هو الموقع الذي يبتعد فيه الإنسان عن خط الإيمان، لذلك على الذين يهاجرون إلى غير بلاد المسلمين أن يدرسوا إمكانية أن يحفظوا إيمانهم هناك، فإذا كانوا لا يستطيعون أن يحفظوا إيمانهم وإيمان أولادهم فلا يجوز لهم الهجرة، أما إذا استطاعوا ذلك بأية وسيلة فتجوز لهم الهجرة))(6)
للشيخ محمد جواد مغنية بحث عن الهجرة نقتطف فقرات منه فيما يتعلق بجواز الهجرة أو عدم الجواز إلّا بشروط يقول: استدلّ الفقهاء بالآية: ((قالوا كنّا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها))(7) على أنّ المسلم لا يجوز له أن يقيم في بلد الكفر إذا تعذر عليه إقامة الدين فيه، حتى ولو كان وطنه، وله فيه أملاك ومصالح، وأضاف: ولا موضوع اليوم لهذا الحكم، لأنّ لكلّ إنسان في كلّ بلد أنْ يعبد الله بالشكل الذي يريد فإذا تُرِك فهو وحده المسؤول. إذا علم أنّ إقامته في بلد غير مسلم تؤدي به إلى ترك الفريضة.. لا لأن أحدا يمنعه عنها، بل لضعف الدافع عليها ووجود الصارف عنها، كالملاهي ونحوها، فهل تجوز الإقامة في هذا البلد؟ يجيب على التساؤل: إلى أي مكان كان بلدا أو مجلسا أو سوقا يوقعه حتما في ترك الواجب، أو فعل الحرام وجب عليه الاحجام عنه، وإذا كان مقيما فيه وجب الرحيل عنه، لأن السبب التام الذي يستلزم حتما الحرام حرام.. قال الله تعالى: ((فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين)) .(8) وقال الإمام علي (ع): ((والهجرة قائمة على حدها الأول)) أي لم يزل حكمها الوجوب على من يتعذر عليه القيام بأحكام دينه إلّا في بلد مسلم، أمّا قول النبي (ص):((لا هجرة بعد الفتح)) فإنّ المراد به الهجرة من مكة، وتدلّ عليه لفظة الفتح.(9)
ماذا نستوحي من عرض آراء العلماء؟ أن الهجرة الإيجابية هي التي تحفظ فيها دينك، والهجرة السلبية هي التي تفعل فيها الحرام، وتترك الواجب الشرعي.
الشيخ محمد جواد مغنية يقارب بين هجرة النبي (ص) وهجرة الشعب الفلسطيني من وطنه فلسطين بالإكراه، يقول: هاجر النبي (ص) من مكة لاعتداء المشركين عليه وعلى اصحابه، وهاجر الفلسطينيون من الأرض المقدسة لاعتداء الصهاينة والاستعمار عليهم وعلى نسائهم وأطفالهم. وكانت هجرة المسلمين آنذاك ابتعادا عن الوقوع في التهلكة، وانسحابا من ميدان المعركة لتجميع القوى، والاستعداد للضربة القاضية على العدو. ويجب أن يكون خروج الفلسطينيين من ديارهم بهذا القصد والروح، ولهذه الغايات بالذات، لا بقصد إخلاء البيت للصوص يسرحون فيه ويمرحون. وبدأ النبي (ص) هجرته بالتآخي بين أصحابه .. وعلى قادة العرب والمسلمين أن يبدأوا بالتآخي والتصافي بين القلوب، وأن يوحدوا كلمتهم لمجابهة العدو، تماما كما فعل النبي (ص) قبل أن يجابه المشركين. ومن حاد عن هذا السبيل فقد التقى مع اسرائيل، وحقق امنيتها من حيث يريد أولا يريد.(10)
ندعو للشيخ محمد جواد مغنية برضا الله تعالى، وأن يسكنه فسيح جناته، ويؤسفنا أن نقول أن قادة العرب اليوم، قد باعوا المقدسات وفلسطين، وانتقلوا في علاقاتهم مع اسرائيل من التطبيع السّري إلى التطبيع العلني، باعوا فلسطين والقدس والشعب الفلسطيني، القادة الأعراب اليوم أعداء للشعب الفلسطيني، وأعداء لكل مَنْ يدعم هذا الشعب المظلوم، الحكّام الأعراب اليوم أصدقاء بل خدّام أمريكا وإسرائيل، الإسلام أوجب على المسلمين الدفاع عن الوطن والمقدسات، وأوجب على المسلمين دعم المظلوم ضدّ الظالم، الشعب الفلسطيني حمل السلاح لاسترجاع وطنه ومقدساته وعلى المسلمين الآخرين دعم الشعب الفلسطيني المظلوم، لأن الجهاد وتقديم الدعم دفاعا عن الوطن والمقدسات من الواجبات الدينية، ومن يُقتل في هذا الميدان فهو شهيد، بفتوى جميع علماء المسلمين السائرين بخط الإسلام الأصيل.نحن نعيش اليوم الظلم الواسع للشعوب المسلمة من قبل الحكّام الأعراب الذين باعوا أنفسهم لأعداء الإسلام من أجل البقاء والمحافظة على كرسي الحكم، سلّموا إرادتهم وثروات شعوبهم لأعداء الدين والوطن، فكانت النتيجة العدوان على الشعوب المسلمة لتحطيم إرادتها، كي تعيش إسرائيل بأمن وسلام.
نرى اليوم العدوان على فلسطين وسوريا والعراق واليمن وليبيا ومناطق أخرى من العالم العربي والإسلامي، مما دفع الآلاف من أبناء هذه الشعوب للهجرة من أجل البقاء على قيد الحياة، وهذا هو التهجير الجماعي القسري، وهذه هي الهجرة السلبية التي لا تكون بإرادة المهاجر، هنا يأتي دور العلماء الواعين لتبنّي مطالب هؤلاء المظلومين لتحشيد الجهود والقوى لتحوّل هجراتهم من هجرات سلبية إلى هجرات إيجابية من خلال توعيتهم للجهاد والمقاومة اقتداء بمهاجري الإسلام الأوائل.الهجرة لا تعني الاستسلام، بل الجهاد والمقاومة، وعلى العلماء الأفاضل المتفهمين لرسالة الإسلام أن لا يلجأوا إلى الحكّام الأعراب الذين باعوا فلسطين والمقدسات والشعب الفسطيني إرضاء لسيّدهم الأمريكي والصهيوني، على العلماء التوجّه للشعوب العربية والمسلمة، لتوعيتهم وتحفيزهم للجهاد ضد الصهاينة والأمريكان وفضح مخططات الحكّام الذين باعوا أنفسهم للمحتل الأمريكي والصهيوني، لابدّ أنْ يقوم العلماء والقادة الوطنيون بدورهم لتعبئة الجماهير لدعم المقاومة ضد الحكّام الذين خانوا وتخاذلوا، للقيام بثورة حقيقية ضد الغزاة الصهاينة، وعلى العلماء التعاون مع الحكومات التي تدعم الشعب الفلسطيني لاسترجاع وطنه السليب فلسطين، والقدس الشريف، موقف العلماء الملتزمين بخط الإسلام الأصيل من قضية فلسطين والقدس الشريف واضح وجليّ، سيما وأنّ الشعب الفلسطيني تعرّض للتهجير القسري، وفي كل يوم يتعرض الفلسطينيون للإعتداء والقتل إلى غير ذلك من الوسائل الصهيونية الإجرامية، تحت نظر وموافقة الحكّام الأعراب الذين يهرولون للتطبيع مع العدو الصهيوني، رغم إرادة الشعوب المغلوبة على أمرها والتي تهتف: لا للتطبيع مع العدو الصهيوني، تعاليم الإسلام الحنيف تحثّ المسلمين على دعم الشعب الفلسطيني ودعم المقاومة بكل الوسائل الممكنة، كي تسترجع فلسطين والقدس الشريف، ويعود الشعب الفلسطيني المظلوم إلى وطنه السليب.
من مبادئ الإسلام الأصيل احترام الأقليات الدينية من أي ديانة كانت، فمن حق الأقليات الدينية ممارسة طقوسها بحرية واحترام، يجب أن يكون التعامل مع الاقليات وفق المبادئ والقيم الإسلامية الإنسانية الأصيلة، هذه القيم والمبادئ يجسّدها اليوم العلماء الأعلام، وخير من عبّر عنها أخيرا المرجع السّيد علي السيستاني أثناء زيارة البابا فرنسيس إلى سماحته في بيته في النجف الاشرف بتاريخ 6/3/2021م، وقد خرج البابا مسرورا من الزيارة. للأسف نجد اليوم من يدّعي نفسه عالما وهو من وعاظ السلاطين، نجدهم يهرولون مع حكّامهم لبيع فلسطين للصهاية خلافا لمبادئ الإسلام الحنيف، لكن الانتصار سيكون للشعوب المظلومة بتسديد من الله تعالى، وبموقف العلماء المجاهدين في ميدانهم.
المصادر
1 – محمد حسين فضل الله، الندوة، ج1، إعداد، عادل القاضي، ص631.
2 – محمد حسين فضل الله، في رحاب أهل البيت (ع)، ج1، ص77- 80.
3 – المصدر نفسه، ج1، ص93.
4 – المصدر نفسه، ج1، ص138 – 139 .
5 – زُبالة: موقع بين الحجاز والكوفة داخل الحجاز، سمع فيه الحسين (ع) باستشهاد رسله إلى الكوفة. عن موقع ويكي شيعة، زُبالة، www.ar.wikishia.net .
6 – محمد حسين فضل الله، الندوة، ج1، ص631 .
7 – النساء: 97 .
8 – الأنعام: 68 .
9 – محمد جواد مغنية، التفسير الكاشف، م2، ص419 – 420 .
10 – المصدرنفسه، م2، 421 – 422 .