يقول مفكر أيطالي ..
نحن نخدم الدولة لأنها ضرورية, لكننا لا نحب الدولة ولا يمكن أن نحبها ,لايمكن أن نحب أِلا الوطن الذي يُعد رمز القيم الأخلاقية والدينية التي تتجاوز الدولة .!؟
وهناك مقولة لتولستوي -أن الشر لايقتل الشر, كما النار لاتطفئ النار.!؟ –
فالتعريف البسيط للسياسة,أنها طرق قيادة جماعة بشرية وأساليب تدبيرشؤونها لما يعتقد أنه لمنفعتها وخيرها؟
أما التعريف المبسط للأخلاق, فهي تمثل مجموعة القيم و المُثل الموجهة للسلوك البشري نحو ما يعتقد أيضاً,أنه لمنفعة وخير الجماعة,كالوفاء والشجاعة والشهامة والصدق , فالأخلاق لا تبدو في ميدان السياسة على أنها حرفة القيم المعروفة النظيفة لبناء نمط معين من المبادئ والعلاقات الأنسانية.
في رأي كثير من المفكرين يتعارضان و يفترقان ,فمنهم يغّلب السياسة على الأخلاق في أستعمال الوسائل لتحقيق الغايات السياسية,عندما يبرز السلوك كما في السلوك الميكافيلي الذي يتنكر صراحة لجميع الفضائل الأخلاقية .!؟فلا يجد تعارضاً بين أوامر السياسة و أوامر الأخلاق, كلاهما في نظره ينبع من الطبيعة الأنسانية وضروراتها,وبالتالي لايمكن
أن نعتبر القانون السياسي قانوناً أساسياً, والقانون الأخلاقي تكميلياً.؟
فيما يشكو الآخرين ,لقد داس السياسيون على كل القيم والمثُل ,عندما يتحول فوضى العيب الى عادة طبيعية, متناسين سلوك رواد النضال السلمي الأخلاقي في العالم ,مانديلا, ولوثر كنك, وغاندي,الذين نجحوا في أيقاظ ضمائر الناس عبر الوسائل السلمية الأخلاقية المدنية؟
قضية الصلة بين السياسة الدنيوية وهي المُلك, وواجهة الأرض ضمن المجال الثقافي
التأريخي, وبين الأخلاق المرتبطة بالدين كواجهة الى السماء في بهاءها وصفاءها ونقاءها…ينتهى غالباً أن لاصلة بينهما.؟
سوى الأعتراض والنقد لتصويب الهدف والنصح بتجنب الأستبداد والظلم والتكبر.! وأبداءالمعاملة الحسنة والعدل وأحترام الحريات والحقوق-
.- كما جاء في قوله تعالى -لِمنْ المُلك اليوم- أو – تلكَ الأيام نداولها بين الناس-
ولا تمشِ في الأرضِ مرحاً أن الله لايحب كل مختال فخور-
سنة التبديل التي تنبه اليها أبن خلدون ,جسدها أبو بكر العربي-ت 543هج-حيث أشار في أحكامه الى الأنقسام الأجتماعي و ظهور مجال سياسي جديد,أِلا أنه مع حلول القرن الرابع الهجري صار الأمراء فريقاً,والعلماء فريقاً آخر, وصار الجنود فريقاً,والعامة فريقاً آخر.؟
في حين تجسدت صورة أخرى لدى الرؤيا المسيحية للعالم بعد القرن السابع عشر م –
دعْ ما لقيصرْ لقيصرْ.. وما لله لله .!
لممارسة سيطرة الأخلاق على السياسة,لاحظ أرسطو واضع المذهب الأخلاقي المستند الى فكرة السعادة,أنه من الضروري أن يعاد تشكيل الأنسان الجيد,ليكون مواطناً جيداً,في مجتمع جيد وفي ظل قوانينه,فوجود الدولة ضروري وضرورتها مرتبطة بالحياة الأخلاقية نفسها,لأن الدولة والمجتمع هما القاعدة التي يقوم عليها النشاط الحرّ والفعلي للأخلاق.؟ وهما اللذان يخلقان للفرد هوية ومن دون مجتمع أو دولة لايكون للفرد وجود.!. .
كتاب الأمير لميكافيلي الذي كان يحتفظ به هتلر ليراجعه بين الحين والآخر,وصيته العظمى -الغاية تبرر الوسيلة-كما أستخدمها موسليني وستالين وفرانكو..وغيرهم من حكام العرب أيضاً بقصد الأستيلاء على السلطة والأحتفاظ بها وتوريثها لأبناءهم,أستخدام القمع لترسيخ غاياتهم وأهدافهم,وضعوها فوق مصلحة الشعب وأستباحة حقوقه رغماً عنه.
يقول الجنرال السياسي الفرنسي ديكول-بما أن رجل السياسة لايُصدق مايقوله, فأنه
يدهش حقاً,عندما يُصَدقه الآخرون-
فالسياسة وأن كانت مرتكزة على ضمائر فردية لها بعد جماعي ,فالقانون السياسي يخضع لقاعدة مفروضة عليه من طرف قوة عليا عامه-سلطة أو برلمان -فهي نظام مفروض من الخارج على مجموع الأفراد,ومصدر الأخلاق مختلف فالقانون الأخلاقي مستقل نخضع فيه لألزام وضعناه نحن أنفسنا عن طريق الأحساس.
الأختلاف يراه -ماكس فيبر-بين أخلاق الأقتناع وأخلاق المسؤولية,أذ أن الصدق والوفاء والكرم يمكن أن تفسد الأهداف السياسية .؟
قمة النقد الذاتي عند الغرب جسده الزعيم السياسي ونستون تشرشل , حين قرأ ذات يوم على شاهدة قبر أحدهم – هنا رقدَ الزعيم السياسي الصادق ..كذا ..كذا..؟ صُدِمَ تشرشل وقال لمرافقيه,أقبل أن يكون سياسياً, ولكن أن تجتمع السياسة مع الصدق ,هذان متناقضان لا يجتمعان أبداً.؟