من جديد، ومع بداية شهر رمضان المبارك، تعود الخفافيش التي تعمل في الظلام، وبقلب أسود، لمحاولاتها اليائسة في إضلال المؤمنين، وتخريب دين الناس البسطاء. وبعد أن يئسوا من مسائل التقليد والهلال وغيرها… ها هم يعاودون احتراف مهنة معلّمهم، في فبركة المقاطع المصورة، وتقطيعها، وإرسالها للناس على أنّها آراء السيد فضل الله العقائدية. وهذا ما حصل في إعادة توزيع مقاطع لشريط فيديو مفبرك من مقابلة مصوّرة لمعمّمَين مع السيد في الشام منذ عقدين من الزمن، حين قام أحدهما بتزويرها وفبركتها ونشرها، إلا أن السيد بعدها قام بنشر الفيديو الأصلي كاملًا، وهو موجود على الفضاء الافتراضي، وسنضع رابطه في نهاية المقال.
واللّافت هذا العام أن هذه المقاطع تُرسَل لأناس ليسوا ملتزمين كلياً بالدين، إنّما مؤمنون ومؤمنات بالفطرة، ولا اطّلاع لديهم على العقائد وما شابه من هذه الأمور. فتقوم هذه الخفافيش بتزوير ترجمة كلمات السيد التي ينطق بها بغير ما هي. ولا أدري مثلاً، هل يعرف هؤلاء المؤمنون البسطاء ما الفارق بين مسألة تنصيب النبي للإمام علي يوم الغدير، هل هو تعيين من الله أو ترشيح من النبي، مع أن رأي السيد واضح وهو أن النبي نصب عليًّا بأمر الله إمامًا يوم الغدير. وما الذي يغيّر في إيمان هؤلاء الناس البسطاء؟! هل هناك من هدف لديهم غير تشويه صورة السيد فضل الله وإسقاطه من أعين الناس!! وبالتالي إسقاط منهجه وفكره، وبإذن الله لن يسقط، ويأبى الله له السقوط. والحديث واضح في هذا، عن الإمام الصادق: من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروته ليسقط من أعين الناس أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان.
واللافت أيضًا هو ضحالة فكر هؤلاء، فهم ينقلون دون تدقيق، أو ينفّذون أوامر دون مراجعة، ففي هذه المقاطع يقول السيد فضل الله إنّ عقائدي هي عقائد الشيعة كلهم في العصمة والإمامة وغيرها، ولا تختلف عن آراء العلماء، ولكن لأنّي أنا محمد حسين فضل الله أقول بهذه العقائد، فهو الضلال عندهم، أي الضلال أن أقول بعصمة علي والزهراء، والضلال أن أقول إن النبي نصب عليًّا بأمر الله يوم الغدير.. لأن هذه آرائي فهي ضلال!!
أيَّ عربية يفهم هؤلاء؟! أم طبع الله على قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم غشاوة! فأبسط البسطاء يفهم ويدرك المعنى، أمّا إن كان هذا مستوى فهمهم وفهم من خلفهم، فلا حرج ولا تعليق!!
ثم، فليقل لنا هؤلاء وبصراحة ماذا يريدون، ما هدفهم بوضوح؟ فمن يقوم بهذه الحملات معروفون هم ومن خلفهم، فعبثًا يحاولون. ففي كل مرة كنا نظن أنّ فكر السيد وعلمه يتلاشيان، يأتي هؤلاء ليؤكدوا أن فكرًا كهذا لا يموت، والله لا يتخلى عنه، فهو فكر الإسلام وفكر الحياة. ولا يزال يقض مضاجعهم ويؤرّقهم، وينغص عليهم مشاريعهم، ويعطينا زخمًا جديدًا للاستمرار، ويحمّلنا مسؤولية أكبر في العمل. لا لأجل شخص، فهذا الشخص طواه الموت منذ زمن، ولكن فكره حيّ، وأقل ما يلزمنا تجاه الناس توضيح هذه الأمور، ورفع هذه الظلامة. وإن كان الأعم الأغلب منا مقصّرًا في هذا، وقد لا يعنيه ولا تهمّه، لا من قريب أو بعيد، أو إنّه يخاف الخوض فيه لأنّه مُكلف، ولكن هذا لن يُضعف عزيمتنا في الاستمرار ما دام في العمر بقية.
رابط الفيديو كاملًا: https://youtu.be/UbANGVqoiig
رابط توضيح السيد فضل الله: https://www.youtube.com/watch?v=9kQPXGsg-TI

محمد خليل طرّاف
مدير التحرير في المركز الإسلامي الثقافي