التجارب المريرة للاخوان المسلمين
ادهم ابراهيم
لا يؤمن تنظيم الاخوان المسلمين بالدولة الحديثة ، ولا بالديموقراطية ، بل يؤمن بالجهاد وممارسة العنف للوصول الى السلطة منذ بداية الاربعينيات من القرن الماضي ومارس عدة عمليات اغتيال سياسية .
الا انه فيما بعد بدل نهجه وظهر بمظهر الاعتدال وركب موجة الديموقراطية كاسلوب مرحلي لتنفيذ غاياته .
دعمت امريكا وعلى الاخص اوباما وكلنتون الاخوان المسلمين باعتبارهم اسلام “لايت” او الاسلام المعتدل .
ورغم ذلك فانهم وجدوا صعوبة في الوصول الى الحكم في كثير من الدول العربية .
وفي مصر استطاعوا بشعاراتهم المضللة الوصول الى السلطة ، الا ان اخفاقاتهم قد توالت ، وفشلت تجربتهم فشلا ذريعا ، وانكشف فراغهم وفكرهم الشمولي الاوتوقراطي . فانتفض الشعب المصري ضدهم بمؤازرة الجيش . فتلقوا ضربة حاسمة انهت فترة حكمهم البائسة .
وتوالت هزائمهم في كل مكان . وتلقوا ضربات موجعة في الخليج والجزيرة العربية . وكذلك الحال في تونس .
وفي المغرب واجه حزب العدالة والتنمية هزيمة فادحة عندما حصل على 13مقعدا برلمانيا مقارنة بـ 125 مقعدا في الانتخابات التشريعية السابقة. كما فشل أمينه العام ورئيس الحكومة، في تأمين مقعد نيابي له.
وابتعدت عنهم المملكة المتحدة “حاضنتهم” على امتداد قرن من الزمان .
وانشقت قيادة الاخوان في مصر التي كانت معقلهم على مدى سنين طويلة .
اخذت فلول الاخوان كالذئاب المنفردة تبث سمومها هنا وهناك في وسائل التواصل الاجتماعي . مستغلين ايمان الناس بالخالق الاعظم ونبيه المصطفى ، وهم يتخبطون خبط عشواء يمينا ويسارا عسى ان تسنح لهم الفرصة للانقضاض ثانية على احدى الدول العربية باسم الدين والتدين .
ولكنهم لن يعودوا الى السلطة في اي دولة عربية بعد كشف ادعائاتهم المضللة ، وافتقارهم لمشروع الدولة الحديثة .
ولم يستطع الاخوان الاستمرار في التضليل والترويج باعتدالهم ، فكشروا عن انيابهم وولغوا في الدم العربي في كل مكان .
وقد استغلوا الدين من أجل الوصول إلى السلطة بشتى الوسائل ، مستندين الى الفكر الميكافيلي وخاصة مبدأ الغاية تبرر الوسيلة .
ومن خلال فكر الاخوان ومنهجهم التكفيري ، واطروحاتهم الخادعة دخلت القاعدة وتنظيم الدولة “داعش” الى عقر دارنا فهجرت النساء واغتيل الرجال وتشرد الأطفال . كما انتشرت الميليشيات التابعة للولي الفقيه المستند على فكر الاخوان . وتشتت العرب وخربت بلدانهم وغزاهم الاجنبي من كل حدب وصوب.
فكانت تجارب مريرة عانت منها الدول العربية ، ومازالت الامرين .
وليس امام شعوب المنطقة بعد كل هذه الكوارث والمصائب الا ابعاد الدين القائم على الأخلاق والفضائل
عن السياسة والاعيبها ، والتمسك بمشروع الدولة الوطنية المستقلة التي تقف على مسافة واحدة من كل الاديان والطوائف والقوميات . وتثبيت الدساتير على قواعد التعددية وحكم القانون ودولة المؤسسات ، وتداول السلطة التي هي اساس الدولة الحديثة .
ادهم ابراهيم
Sent from my Galaxy