الدراجة الهوائية وسيلة نقل أمينة وصديقة للبيئة وهي إضافة إلى سهولة إستخدامها لا تستهلك أية طاقة فهي إقتصادية أيضاً، فضلاً عن ذلك يعد ركوب الدراجة ممارسة للرياضة وهو ما يسهم في صحة العقول والأجسام .. كون العقل السليم في الجسم السليم.. ولهذه المزايا وغيرها عمدت كثير من الدول إلى تشجيع إستخدام الدراجات الهوائية للتنقل داخل المدن وحتى للذهاب إلى الدوام في الدوائر الرسمية. حيث تخفف كثيراً من الإزدحامات التي تشهدها المدن الكبيرة عادةً . إذن نحن أمام وسيلة نقل ناجحة، ولكننا لا نستخدمها بالشكل الذي تستخدم في عدد كبير من دول العالم . ولا أعتقد أن ذلك ناتج عن غفلة بل أنها طبيعة المجتمع العراقي وتركيبته ومنظومة القيم فيه، بحيث يتردد الكثير من الناس ركوب الدراجة، وإستخدامها للذهاب إلى الدوام سواء كان الأمر بالنسبة للطلبة أم الموظفين أم سائر الناس عند الذهاب إلى أعمالهم. تصوروا منظر شوارع بغداد وهي تمتلأ بآلاف الدراجات في الصباح الباكر، كل ذاهب إلى مقصده، طلبة وموظفين وأصحاب مهن حرة، كم سيخفف ذلك من الإختناقات المرورية التي تشهدها شوارع بغداد صباحاً وبعد إنتهاء الدوام الرسمي ظهراً. وكم ستربح البيئة في مدينة بغداد، وكم سنوفر من العملات الصعبة نتيجة انخفاض إستهلاك الوقود المستورد أصلاً، وكم سنتخلص من الأمراض نتيجة ممارسة رياضة قيادة العجلات الهوائية مع إحتمال إنخفاض عدد الحوادث المرورية وعدد الضحايا بسبب ذلك. نقول ماذا لو.. قامت جهة معينة كأن تكون دائرة أو مؤسسة أو وزارة بالسماح لمنسوبيها بإستخدام الدراجات الهوائية للوصول إلى الدوام.. وماذا لو.. عمدت إحدى الجامعات العراقية إلى السماح للطلبة بإستخدام الدراجة وتهيئة الأماكن المناسبة لإيواء دراجاتهم .. إن مبادرة أية مؤسسة أو جامعة سيدفع بقية المؤسسات والجامعات إلى قبول المبادرة والعمل بها حتى تصبح حالة جديدة وظاهرة مقبولة اجتماعيا، خاصة إذا توفرت الفرصة لدعمها إعلامياً وكذلك بعض الإجراءات الحكومية التي قد تصل إلى تخصيص بعض الشوارع للدراجات حصراً، أو جعل الجانب الأيمن من الشوارع الحيوية للدراجات فقط. ويصبح الأيسر للعجلات ذهاباً وإياباً . هو مجرد مقترح قدمه أحد المواطنين إلى الحكومة العراقية للموافقة عليه والتشجيع بإتباعه .. ولكل مبادرة إيجابيات منظورة، لكن قد تكون هناك سلبيات تنعكس على التجربة وتفشلها بعد زمن قصير من إنطلاقها، لذلك إذا ما حصلت الموافقة على مقترح الموطن العراقي لابد من إحالته إلى مكتب إستشاري في إحدى الجامعات العراقية المتخصصة لإعداد دراسة تفصيلية ودقيقة بشأنه من أجل التعرف على فرص النجاح والفشل، ونقاط القوة والضعف، والبيئة المؤثرة على نجاح المبادرة أو فشلها . والسؤال الآن هو: ماذا لو.. رأينا أحد الوزراء يستخدم الدراجة الهوائية للوصول إلى مقره في الوزارة ؟ وماذا لو.. فعل ذلك عدد من أعضاء مجلس النواب العراقي؟!!.