لا ينكر أحد أن العملية السياسية ما بعد 2003 م هي عملية أميركية وحتى الدستور الذي يسيرون وفقه هو دستور برايمري بامتياز لذا من غير المعقول أن يرفض شخص ما الوجود الأميركي ، فلا إرادة عراقية في السلطة فالإرادة متذبذبة بين إيران وأميركا والتوافق الأميركي الأيراني هو توافق مصالح ومنافع إلا أن إيران استخدمت الجانب الديني للتغرير بالسذج وأميركا استفادات لتنمية إقتصادها وخصوصا من السلام الذي يبلغ نسبته من العالم كله 30 % .
تركت أميركا العراق 2011 م ، وصدق المغفلون أن أميركا تركت العراق لكن الحقيقة غادر الجيش النظامي وبقي الإحتلال هو احتلال الشركات الأمنية والمستشارين الذين يزداد عددهم كل يوم إلى أن جاء القرار من البنتاغون أنه من اللازم رجوع الجيش الأميركي للعراق ، وهنا تبدأ أولى حلقات التملص والمهادنة والخنوع والنكوص ، فالجانب الشرعي والمتمثل بالمرجعية الكهنوتية كانت السباقة في موقفها من الإنسحاب المظهري وحتى الفعلي من العملية السياسية واشتغل معتمدوها كناسين في مزابل كربلاء وهذه رسالة واضحة أن أميركا ستكنسكم كهذه الزبالة ومصيركم (المنهولة) .
لذا من الأقوى إننا نجد تصريحات متهرئة قبيل الإحتلال وهذه المرة ستكون بالضد من إيران في محاولة يائسة لكسب الود والرضا الأميركي ، ولأنهم مقتنعون جدا أن أميركا تمتلك في أرشيفها أدلة فساد واضطلاع في سرقات وقضايا فاحشة فلا مناص من قبول الخزي والعار لهذه الاحزاب الفاسدة وتجرع السم الذعاف من الراعي الأميركي .
وقد نبه عنها المرجع الصرخي في رمضان 2013 م عندما أشار في خطبة صلاة عيد الفطر : ” أن المنطقة ستشهد تحولات و أحداثا متسارعة ستشهد تغيرا آخر في مواقف نفس الرموز، و لذلك بدأوا بالتجرأ على الحكومة و شن الهجوم عليه للتهيؤ لإستقبال السادة الجدد! فقد أحسوا بالخطر يقترب منهم و هم يحسون الآن بأن موازين القوى ستختلف، و سأذكّركم بأنهم سيقولون أن إيران عدوة وإنهم صفويون و إنهم اجتهدوا في التخلص من تأثيرات الصفويين في العراق ” وأكد قائلا : “إن الأحداث تتسارع في المنطقة .. الأمور تتسارع .. الفتن تقترب .. الخطر بدأ يداهم .. الكفة بدأت تميل للجانب الآخر. فالآن سنسمع دعوات و صيحات ‘الوحدة’ و ‘أهل البلد’ و ‘الوطنية’ … و ‘المرجع الوطني، و ‘العراقي’ … كلهم سيكونون من ‘العراقيين’ .. كلهم سيكونون من المرجعية العربية … و سأقول لكم أكثر من هذا … الآن نحن من يحكى علينا بأننا ضد المذهب و ضد إيران و ضد الحكومة الإسلامية. و لكنني الآن أخاطب الحكومة الإسلامية.. بأن الفتاوى التي قطعت رأس صدام اقتربت بأنها ستسخَّر و تسيّر لقطع رقاب من يتصدى أو محاولة قطع رقاب من يتصدى في إيران”
فالمرجعية خيمة الجميع أول الصامتين والمنقلبين تجاه أميركا وما زال مفعول 200 مليون دولار ساري المفعول ما دام السيستاني موجودا
وعمار الحكيم وكتلته ، فهذا بعيد كل البعد أن يتجرأ ويتكلم عن أميركا فعمار الحكيم يعلم جيدا أن ملفه الفاحش بيد أميركا وهو لا ينسى ما الذي فعلوه به عام 2007 م في منفذ زرباطية .
ومقتدى الصدر فهذا المتناقض يعلم علم اليقين أن قضية عبد المجيد الخوئي تحت اليد ، وما زالت رنة (تركنا علينا العدو يبول) يتناقلها العقلاء على صفحات التواصل الإجتماعي بالإضافة إلى أن الفساد قد نخر كتلته وأتباعه لذا فهو يخاف من الفضيحة كما تقال في المصرية (فضيحة بجلاجل)
ونوري المالكي يعلم علم اليقين أن المحكمة الجنائية الدولية ملفه في أحد أدراجها وملفات فساده هي الأكبر والأضخم ، فحادثة سبايكر وسقوط الموصل ومجزرة كربلاء على أنصار المرجع الصرخي وحادثة الزركة لا تسقط بتقادم الأيام أبدا وهذا منهج القانون الجنائي الدولي .
وباقي المليشيات المنطوية تحت يافطة (الحشد الشعبي) سيحصدون حصد الزرع لم ولن نرى مثله أبدا ، وعندها ستغلق الحدود الإيرانية بوجههم وهم يعلمون ذلك فيقعون تحت نار المحتل الأميركي والقوى العربية والإسلامية المتحالفة .
ولكن الملاحظ أن الناجي الأول من هذه المعمعة هو السيستاني فالرجل عبارة عن فتوى يفتيها لهذه الجهة أو تلك في سبيل البقاء أي أن أميركا ستحصل على رضا السيستاني وإخوته المراجع الأعاجم كما حدث سابقا .
فالنتيجة المتحصلة أن العقلاء يعلمون علم اليقين مواقف المتلونين الحرباويين أن المفسدين والمغرضين والإنتهازيين يغيرون مواقفهم بكل بساطة وسلاسة دون سابق إنذار ولكن اللوم والعتب على المغرر بهم والمخدرين والغافلين هل سيعون هذه المواقف الإنتهازية ؟
وليكن راسخا في البال أن الموقف الواضح والبيّن هو موقف المرجع السيد الصرخي من الإحتلالين الأميركي والإيراني وملحقاتهم سواء المليشياوية أو العملية السياسية وما رشح منهم من قتل وانتهاكات وتخريب وتغرير بالشباب وفساد وسرقات وتخريب وتدمير العراق أرضا وشعبا .