حسن حمزة :
تشهد الساحة العراقية هذه الأيام الكثير من التقلبات السياسية تبعها تغير في مواقف الرموز الدينية التي تدعي أنها صمام الأمان للعراقيين قاطبة فهذه التقلبات في المواقف و الآراء ماهي إلا نتيجة لتغيير موازين القوى الخارجية و ظهور أمريكا اللاعب الأشرس في العراق بسبب تصريحاتها الإعلامية من جهة و التي تسعى من خلالها خلق حالة من الإرباك في سياسة إيران و استمالة القيادات السياسية العراقية لصالح كفتها من جهة أخرى بغية الحد من التمدد الفارسي و إدخاله في عنق الزجاجة عبر التدخلات العسكرية و عملياتها الاستباقية في العراق مما سيضمن لها قطع أوصال إيران حفاظاً على امن و أمان دولة بني صهيون من هذا الخطر الذي يهدد كيانها بسبب ترسانتها العسكرية التي استطاعت بنائها عبر استنزاف الأموال العراقية بفضل الدكتاتور المالكي الذي سخرها لخدمة مشاريعها التوسعية ولعل في طليعتها إعادة أمجاد إمبراطوريتها الانتهازية التي قصم ظهرها ديننا الحنيف و أزالها من الوجود وفي خضم تلك الصراعات و الأحداث الطارئة على العراق نجد أن البلد يمضي قدماً نحو المستقبل المجهول وقد يتعرض إلى انتكاسة ( لا سامح الله تعالى ) تجعله لا يستفيق منها إلا بعد أمد بعيد وهذا ما حمل المرجعية العراقية الممثلة بالمرجع الصرخي الحسني إلى إطلاق مبادرته الوطنية المتضمنة مشروع الخلاص في 8/6/2015 و الذي يُعد بحق رؤية متكاملة من جميع الجوانب وحسب إشادة العديد من وسائل الإعلام العراقي و غير العراقي سواء المسموع أو المقروء و كذلك مختلف الشرائح العراقية سواء الدينية و وعلى رأسهم مفتي الديار العراقية و الاجتماعية كشيوخ عشائرنا العربية الأصيلة في كافة أرجاء العراق و الكفاءات العلمية وفي مقدمتهم أستاذ القانوني الدولي الدكتور سفيان التكريتي كونه أعطى الحلول الناجحة التي تضمن خروج البلاد من ما حلَّ بها جراء الفشل السياسي و سوء الإدارة للسيستاني و قياداته السياسية التي تولت زمام الأمور بعد 2003 فطيلة أكثر من 14 سنة ونحن نرى بلادنا تعاني من انعطافات خطيرة تنذر بكوارث كثيرة ًفي ظل صمت السيستاني و تجاهل و فشل حكوماته الفاسدة لذلك فقد طرح المرجع الصرخي مشروعه الوطني ليكون خارطة الطريق الكفيلة بإنقاذ العراق لكل مَنْ يريد فعلاً الخلاص لبلده الجريح و شعبه المظلوم لأنه اعتمد على المهنية و نبذ الطائفية و أيضاً لم يغفل المشروع مأساة أهلنا النازحين فوضع الحلول الكفيلة بإنهاء معاناتهم بالحلول الجذرية لا الترقيعية من خلال قيام الأمم المتحدة و منظماتها الحقوقية و الإنسانية بممارسة دورها الفعلي في إقامة مخيمات لهم بالقرب من مناطق سكناهم مدعومةً بحمايتها من خطر المليشيات و الإرهاب و دعمهم بكافة مستلزمات الحياة وكما هو متفق عليه دولياً وصولاً لتشكيل حكومة وطنية مؤقتة قائمة على المهنية و بعيدة عن الو لاءات الخارجية و لا تخضع للمحاصصة الحزبية و الطائفية و كذلك فقد دعا المشروع إلى حل الحكومة و البرلمان لأنهما السبب الأول في ضياع البلاد و فقدان خيراتها و شرذمة أبنائها و حفظ امن العراق عبر بناء منظومة عسكرية و أمنية بناءاً صحيحاً لا يخضع للتحفظات المذهبية ما داموا وطنيين و ولائهم للعراق فقط فضلاً عن مطالبته بضرورة وحدة و استقلال البلاد عبر خروج المحتل الفارسي أو الأمريكي وما يرتبط بهما من مليشيات و مرجعيات تابعة لهما و تعمل وفق إرادتهما السياسية و الكف عن التدخل بمصير العراقيين .
فبعد اتضاح الرؤية الكاملة التي انفرد بها مشروع الخلاص للمرجع الصرخي و ظهروه كأفضل خريطة طريق تتكفل بانتشال البلاد من كل ما ينتظرها في المستقبل من تشرذم و تقسيم و ضياع مما سيجعلها تدخل في دوامة الإفلاس في مختلف الأصعدة و الميادين عندها بماذا سينفع النادمون ندمهم .