في ظل هذه الظروف العصيبة والحرجة , التي يمر بها العراق , والتي تهدد كيانه ومصيره وتقوده نحو المجهول . كانت الامال متطلعة بصبر نافذ , نحو البرلمان الجديد . بان يتفهم حجم لهيب الازمة الحارقة , ويدرك ان العراق يمر بالخطر الحقيقي , قد تقوده الى شفا الهاوية , والحريق المدمر , بان يقلب المعادلة السياسية السيئة الصيت , الذي تعود عليها ساسة العراق الجدد , ويتخذ طريق آخر بترك كل الخلافات والنزاعات السياسية ,
ويتجه صوب الوطن الجريح , في انقاذه من الخراب القادم , والذي سيكون خسارة ومصيبة فادحة , التي ستقع على رؤوس الجميع بدون استثناء , ان يترك الماضي البغيض , وينقذ الوطن , في ابدأ روح التعاون والتضحية , بخروج الجلسة الاولى من حياة البرلمان الجديد , بما يرضي تطلعات الشعب , بنزع فتيل الازمة والخلافات الحادة , ويتفق بما يتطلب منه الواجب الوطني , في الاتفاق على الرئاسات الثلاث ( رئيس البرلمان , رئيس الحكومة , ورئيس الجمهورية ) بروح ديموقراطية , تصب في الحفاظ على الوطن وصيانته , من عبث العابثين , وعدم دفعه الى الطريق المجهول , وان يكون البرلمان الجديد , وجه العراق المشرق , في التخلص من شرنقة الطائفية , ويتجه نحو الهوية العراقية , وان يساهم بقسط كبير , في انفراج الازمة التي عصفت بالعراق , لهذا تكتسب الجلسة الاولى , كأنها فاتحة خير وبركة , من هذا المنطلق تكتسب دفع معنوي كبير للعراق وهو يخوض معركة شرسة مع مجرمي ( داعش ) واخواتها , وكان الامل المعقود على اعضاء البرلمان الجدد , بانهم سيرسمون خارطة التفاهم والتوافق , ويفتحوا جسور الحوار , الذي يخدم الشعب والوطن , ويحفظ مصالحه العليا , وينهي حالات الانقسام والتشرذم والشحن الطائفي , لكن الذي حدث كان العكس تماما , فقد حطم ومزق الامال , واصاب الجميع في خيبة امل كبيرة , فبعد انتهاء اداء القسم واليمين الدستوري , حتى انفجرت المعارك الكلامية والمشادات الحادة , بالانفعال والهستيريا , وتحولت جلسة البرلمان الجديد الاولى , الى صخب والفوضى , بكيل سيل من الاتهامات والتخوين المتبادل , فقد انفجرت الحساسيات والنزعات الطائفية , وبدأت لغة التهديد والانتقام وسحق الرؤوس , والوعيد بفتح باب جهنم الغاضبة , التي ستحرق البشر والشجر والحجر , بالعداء الطائفي الشوفيني الاعمى , وضمن هذه معمعة الفوضى , تأجلت الجلسة الى الاسبوع القادم في تاريخ 8 – 7 – 2014 , وحتى كان لم يتوصلوا الى انتخاب رئيس البرلمان ونائبه الاول والثاني …… هكذا احبطت الامال بهذه الخيبة المريرة , واحتل التشاؤم الجدي , بهذا التساؤل , اذا كانت الجلسة الاولى انتهت بهذه النهاية المخجلة والمحزنة , والتي جلبت السخرية والتهكم والمسخرة لهم , ماذا سيكون مصير الجلسات القادمة ؟؟!! , واذا فشلوا في الجلسة الاولى , فكيف تكون دورتهم الحالية لاربع سنوات القادمة ؟! , وهل سيعيدون النسخة القديمة السيئة الصيت لاعضاء البرلمان الذي انتهت صلاحيته ؟! وهل سيكونوا غربان الشؤم كأسلافهم ؟! , وهل يبرروا الثقة للذين انتخبوهم , ووضعوهم في قبة البرلمان ؟! ام سيكونوا اسطوانة مشروخة كالقديمة ؟! وكيف ستحل الازمة الحالية , وينزع عنها فتيل نيرانها الحارق . وهل سيتمسكون بالعقلية الطائفية القديمة , التي دفعت العراق الى عين العاصفة المدمرة , وجلبت الخراب والدمار . ان العمل الذي قام به اعضاء البرلمان الجديد , يصب في حنث القسم واليمين الدستوري , وتمزيق ثقة المواطن الذي انتخبهم , ومن حق المواطن ان يحتج على تصرفاتهم غير المسؤولة , وان يعبر عن روح السخط والغضب , بكل الوسائل السلمية , بالتظاهر السلمي , حتى يؤكد بانه ليس مغفل مطية للخداع