فتحي زعاف : يكتب
تعاني المدن الجزائرية من نقص الحدائق العمومية, وكذا تقلص المساحات الخضراء جراء الزحف العمراني غير المدروس والتهام الاسمنت البعض منها فيما يبقى بعضها الآخر عرضة للإهمال ووكرا للمنحرفين والمدمنين على المخدرات والمشروبات الكحولية في ظل غياب المراقبة الدورية وضعف تطبيق القوانين البيئية وبقاء عمل ونشاط الهيئات المعنية بالبيئة محدودا في التظاهرات والأنشطة التي تنظم بمناسبة اليوم العالمي للبيئة وعيد الشجرة وبعض حملات التنظيف والتحسيس عبر الإعلام الرسمي, كما لم تفض الملتقيات والاجتماعات والأبواب المفتوحة ولا المساعدات المالية التي تمنحها الدولة في إطار برامج التنمية المستدامة إلى تجسيد مدن نظيفة تراعي حرمة الأخضر وتضمن للأجيال القادمة حقهم في الموارد الطبيعية, بل يذهب بعض المواطنين إلى حد القول بأن آخر ما يفكر فيه المسؤول التنفيذي والمنتخب هو الاعتناء بالبيئة والاهتمام بالمساحات الخضراء مستدلين بالأوساخ والنفايات المنتشرة عبر شوارع وأحياء المدن الحزائرية وزحف الأبنية والفيلات المشيدة بالاسمنت المسلح على الفضاءات الخضراء واكتساح أسواق الشيفون عدد منها, علما أن الوزارة الوصية خصصت في السنوات الماضية جوائز معتبرة في مسابقات خاصة بالمساحات الخضراء والعناية بالمجال البيئ , وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن المسؤولين بإمكانهم تعزيز المقومات الجمالية الحضرية ودعم مجهود الدولة بالمحافظة على الغطاء النباتي والتقليص من حدة مظاهر التلوث مع فرض احترام تشريعات أحكام العناية بالمساحات الخضراء، فحسب مصدر مطلع فان الجزائر تتوفر على المئات من المساحات الخضراء, معظمها بحاجة إلى الصيانة والتهيئة. ويحمل السكان على مستوى البلديات المنتخبين المحليين مسؤولية سوء تسييرها وإهمالها.في حين تؤكد بعض الجمعيات المحلية أن الأضرار التي لحقت بالحدائق والمساحات الخضراء تسبب فيها المواطن وبدرجة أقل المسؤولين الذين تعاقبوا على البلديات. وفي ذات الصدد, يشتكي السكان من تحول عشرات المساحات الخضراء الى مزابل فوضوية جراء انتشار القمامات ومخلفات البناء والحلاقة وقارورات النبيذ, كما تحولت العديد من المساحات الخضراء الغير محصية بأحياء المدن والقرى إلى فضاءات لرمي بقايا البناء في حين تم تسييج أخرى بدون ترخيص من السلطات المحلية