بينما لجنة التحقيق البرلمانية , التي تتحرى عن  تقصي الحقائق وعن ملابسات سقوط الموصل , وتغرق في متاهات لا مخرج لها , وتدخل في دهاليز مظلمة لا تخرج منها , إلا اذا وفقها الله وحماها من شر الوسواس الخناس بعد عشرين او ثلاثين سنة بعد الآن , والى ذلك التاريخ تظل نائمة في هذه الدهاليز . في حين يعترف تنظيم داعش المجرم الى وسائل الاعلام , عن حقيقة سقوط الموصل , ويكشف النقاب لاول مرة , عن حقيقة الامور  التي ادت الى احتلال  الموصل , بهذه السهولة النادرة , التي لم تخطر حتى على بال قادة  التنظيم ( داعش )  المجرم , حيث يكشف بان كان هدفه كان  يقتصر على احتلال الجانب الايمن من الموصل , وبعد ذلك يبني خريطته التوسعية وتمدد نطاق نفوذه لاحقاً , ولكن الجانب الايسر سقط وهرب قادته العسكريين والامنيين , دون مقاومة او مجابهة عسكرية , ويعترف تنظيم داعش بان اعداد عناصره كانت  قليلة لا تتجاوز  400 عنصر ارهابي , مقابل الالاف العسكريين المدججين بالسلاح الفتاك المتطور والحديث , ويشير بشكل غير مباشر , بان هناك كانت  صفقة سارعت بتطور الاحداث وتسليم محافظة الموصل , اسرع مما كان متوقعاً . ولكن تنظيم داعش لم يحدد قيمة الصفقة والثمن , وحثيثات الخيانة العسكرية والوطنية , حفاظاً على حياة الخونة والمتخاذلين , وهذه اسرار لا يمكن الكشف والبوح عنها , وقد يستخدم خدمات هؤلاء الخونة من القيادات العسكرية والامنية لاحقاً , رغم ان اسماء المتورطين والخونة واضحة ومعروفة , لداني والقاصي , ولاتحتاج الى ذكاء , وهي موجودة في ملفات لجنة التحقيق البرلمانية , لكن غير المسموح لها بكشف الاسماء , قد يسمح لها بعد ثلاثين سنة قادمة , خوفاً من فضح القيادة السياسية والعسكرية , وحرصاً على الحرامية , وعلى العملية السياسية المتهرئة والممزقة  , ان تصاب بالسكته القلبية , او انفجار في الدماغ .  بذلك يظل تنظيم داعش نائم على وسادة الحرير , لايعير أية  اهمية الى صيحات التي تطالب بتحرير الموصل  , لانه يعتبر , هذه الصيحات بالتحرير الموصل  منذ سنة ولحد الان , ولا تتعب في ترديد المعزوفة المشروخة , بانها فقاعات هوائية , او من ( الضراط السياسي الذي عم العراق ) , وخلال مرور عام على الاحتلال الموصل ,  كانت انجازات داعش  بحق ربيعية  رائعة الجمال والبهجة والفرح العارم  , فقد شهدت محافظة الموصل , نزوح كبير غير مسبوق في تاريخ العراق , اكثر من مليون نازح ومشرد ومهجر , خوفاً من الانتقام الوحشي , في القتل والذبح  الجماعي , والاعدامات في الشوارع في ( أم الربعين ) وفي استباحة حياة الطوائف الدينية من المسيحيين والايزيديين وغيرهم من الاقليات الاخرى , ومصادرة امولهم وممتلكاتهم , ( جهد العمر يكون من نصيب الدواعش )  , هدم المقدسات الدينية لهذه الطوائف التي تمثل اهل العراق الاصليين , تطبيق شريعة الغاب في الاغتصاب والسبي وبيع مئات النساء في الاسواق العامة كبضاعة رخيصة وبالمزاد العلني , الاغتصاب الجماعي , هدم وتحطيم آثار الحضارة الاشورية ومعالمها التاريخية , مصادرة الكتب وحرقها في الساحات تحت انظار المواطنين , فرض الضرائب المالية ( خاوة )  وفرض الجزية على غير المسلمين  . مصادرة الحريات العامة والخاصة , في سبيل تحويل الموصل الى قندهار جديدة  , فرض المظاهر الدينية المتشددة  , فرض الحجاب والنقاب واطالة اللحى , وغلق محلات الحلاقة الرجالية , وفرض على المحلات النسائية بيع الزي الافغاني , وتشديد القبضة الحديدية , بتطبيق الاعدامات في الساحات العامة وبدون اي سبب , قد تكون نظرة العيون غير المريحة حسب اعتقاد الشرطة الداعشية , غلق الحياة الجامعية وتحويلها الى دروس داعشية في تطبيق التطرف الديني والارهابي . ارتكاب جرائم بحق الطفولة , في تجنيدهم وتدريبهم في معسكرات تدريبية , ليتخرجوا وحوش ومجرمين بامتياز , منع التدخين والمشروبات الكحولية , وتحريم خروج المرأة وحدها من البيت لاي سبب دون ولي امرها . وقائمة الممنوعات والمحرمات طويلة  , بمعنى فرض حالة اذلال الاهالي , وممارسة نهج التطهير العرقي والثقافي والديني , اي خلق حالات الرعب والخوف بشكل دائم في نفوس المواطنين , اهمال الخدمات البلدية , مما خلق تلال من القمامة والازبال المنتشرة في كل مكان , لتكون مرتع خصب للبعوض والحشرات والذباب , ومرتع للامراض والاوبئة الخطيرة , اضافة الى  الروائح العفنة والكريهة  التي تملء الجو , هذه جزء من العقوبات ضد السكان , وبمناسبة شهر رمضان المبارك ولاكمال البهجة الربيعية الداعشية , اصدر جملة من الفتاوى , منها منع وتحريم النساء من الخروج من  بيوتهن خلال شهر رمضان , واغلاق المحلات بكل صنوفها , قبل 10 أيام من عيد الفطر المبارك , تحريم استخدام هاتف المحمول على النساء , فرض بالقوة الختان على جميع النساء , حتى يتطهرن من رجس الشيطان , هذه بعض النعم الجميلة  من الربيع الداعشي البهيج