مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات:
أصدر مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات بياناً يعرب فيه عن قلقه البالغ إزاء محنة النازحين العراقيين والسوريين الذين يواجهون ظروف جوية ومناخية صعبة للغاية، وقال المركز في بيانه “إن ما تواجهه العوائل العراقية والسورية النازحة من ظروف قاسية تتمثل بالانخفاض الكبير وغير المسبوق في درجات الحرارة، لا تقل خطورة عن الأسلحة التي يستخدمها الإرهاب للفتك بحياة الأبرياء من المدنيين العزل”.
وأوضح البيان “إن آلاف العائلات النازحة تعيش خلال هذه الأيام داخل مخيمات وكرفانات لا تقيهم برد الشتاء ولا تختلف كثيراً عن العيش في العراء”، كما حمل البيان المسؤولية على لجنة إيواء وإغاثة النازحين في العراق التي استلمت ملايين الدولارات من خزينة الدولة لتوفير الظروف الملائمة للنازحين العراقيين لحين انتهاء معاناتهم واستقرار مناطقهم أمنياً.
كما انتقد البيان الموقف الدولي بإعطاء ظهره لمعاناة النازحين العراقيين والسوريين والاهتمام فقط بما جرى على الصحيفة الفرنسية بالقول “في الوقت الذي يدين فيه مركز آدم الاعتداء على أي إنسان دون وجه حق إلا أن ما وقع في فرنسا لا يبرر لدول العالم وبخاصة الغرب بتناسي معاناة الملايين من النازحين المدنيين في العراق وسوريا وهم يواجهون مصيرهم في أقسى شتاء يضرب منطقة الشرق الاوسط بعصى البرد القارص فيوجع به أجساد أطفال ونساء وشيوخ ينتظرون مد يد العون والمساعدة العاجلة من دول تدعي أنها راعية لحقوق الإنسان”.
وأضاف “إن ما شهدناه من تعاطي الدول الغربية مع محنة الملايين من النازحين العراقيين والسوريين من إهمال وعدم مبالاة وهم يعيشون تحت أقسى ظروف جوية وأمنية يمر بها العراق وبين الحشد الدولي الكبير للوقوف مع ذوي ضحيا صحفية شاولي ايبدو يمثل ازدواجية كبيرة في التعامل بين بني الإنسانية، وإن هذا السلوك يدعونا إلى مراجعة تقييمنا لهذه الدول التي طالما ادعت إنها الراعية والحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان وحفظ كرامته”.
وقد كشفت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق عن وفاة 16 طفلا نازحا بموجة البرد التي اجتاحت العراق خصوصا في الشمال. وأشارت الى ان الأعداد غير الرسمية التي وردت إلى المفوضية عن طريق ناشطين أو منظمات إنسانية هي 60 حالة. كما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وفاة 27 شخصا نتيجة البرد بينهم 16 طفلا وثلاث نساء داخل سوريا وفي مخيمات اللجوء منذ مارس/آذار 2011.
يذكر إن مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات وجه وفي أكثر من مناسبة إلى ضرورة الاهتمام بظروف النازحين وتوفير الخدمات اللازمة لهم كما خاطب ضمير المجتمع الدولي للتضامن مع الشعب العراقي والسوري الذي أضحت أرضهما ساحةً لمواجهة أكبر هجمة إرهابية تشن على الإنسانية.