يطالب المرصد العراقي للحريات الصحفية الحكومة العراقية ووزارة الداخلية بفتح تحقيق فوري وعاجل في مزاعم تعرض صحفيين الى الإعتقال التعسفي والحجز والتعذيب والمحاكمة في ظروف غامضة ونتيجة إجتهادات من ضباط شرطة في محافظة كربلاء، ويدعو المرصد مكتب المفتش العام في الوزارة الى إستدعاء الضباط المسؤولين عن حوادث إعتقال وتعذيب صحفيين في الأحداث التي شهدتها كربلاء مطلع تموز من العام الماضي والأخذ بنظر الإعتبار حقوق الصحفيين المعتقلين الذين يتكتم بعضهم على ظروف إحتجازهم خشية الملاحقة والعودة الى السجن ثانية.
الزميل رضا البديري مراسل قناة الحضارة الفضائية وصف للمرصد العراقي للحريات الصحفية ظروف إعتقاله وإحتجازه لمايقرب من ستة أشهر كاملة قضاها في أوضاع مزرية في سجن تسفيرات كربلاء. البديري قال للمرصد ، إنه توجه الى كربلاء لتغطية الأحداث التي شهدتها المدينة في الثاني من تموز من العام 2014 مضيفا، بعد وصولي الى مشارف المدينة وبالتحديد عند سيطرة كربلاء نجف منعت من الدخول فترجلت من السيارة، وحاولت الوصول سيرا على الأقدام. بعد بضع كيلو مترات قطعتها تم توقيفي من مفرزة مشتركة من الجيش والشرطة وسؤلت عن سبب دخولي الى كربلاء؟ فأخبرتهم إنني صحفي وقدمت لتغطية الأحداث، وأبرزت لهم كتاب تخويل صحفي وبطاقة العمل فقاموا بتمزيق التخويل والهوية وإنهالوا عليّ بالضرب المبرح، فضلا عن السب والشتم والكلام البذيء، وقالوا لي، إن الصحفيين هم من يثيرون الفتنة، وقيدت يداي للخلف، وعصبت عيناي ثم مددوني على الإسفلت لثلاث ساعات كاملة ،وكان الحر شديدا، وكنت حينها صائما وأضطررت الى طلب الماء من عناصر الشرطة لكنهم لم يعطوني منه شيئا وقاموا بشتمي وركلي وأغمي عليّ من شدة الضرب والحرارة، وأضاف البديري، بعدها وضعوني في حوض سيارة وكان ساخنا للغاية حتى لسعني وأحدث ندبات في جسدي، ثم نقلت الى تسفيرات كربلاء، ولم يبق لدي أي مستمسك يثبت عملي الصحفي بسبب تمزيق الكتب والبطاقات الرسمية. في الساعة الثانية عشر من الليل جرى التحقيق معي في نفس المكان وأنا معصوب العينين وقد أخبرتهم في إفادتي إنني صحفي وقدمت لتغطية الأحداث، ولم يجد معهم نفعا وأرغموني أن أوقع على إفادة لم أرها وأنا معصوب العينين،بعدها وضعت في قاعة ضيقة جدا الى جانب 180 معتقلا، وكنا نتناوب على النوم لأننا لا نستطيع النوم جميعا في نفس الوقت فالقاعة لم تكن تتسع لنا جميعا، وخصص لكل شخص منا متر مربع واحد.
يضيف البديري،بعد 25 يوما تم عرضي على قاض تحقيق وقد أخبرته أني صحفي وكان محامي الخاص حاضرا معي، وقد طلب القاضي من المحامي كتاب التخويل وتأييد من قبل نقابة الصحفيين العراقيين وجلب المحامي نسخة من التخويل الذي يثبت عملي الصحفي .بقيت بعد ذلك لمدة أربعة أشهر في المعتقل، ولم أعرف مصيري، وخلال هذه الفترة أضربت عن الطعام للضغط عليهم لكي يفرجوا عني لكنه لم يجد نفعا، ومن فترة لأخرى يقوم حرس السجن والضباط بإستفزازنا ومحاربتنا نفسيا وقطع الماء في أغلب الأحيان وحتى الطعام عنا.
البديري أشار للمرصد العراقي للحريات الصحفية،إن قضيته أحيلت الى محكمة الجنايات دون أن يعرف ماهي جنايته ، وبقيت قرابة الشهرين، ومن ثم سيرت الى محكمة الجنايات في 27/11/2014 وبقيت، ومعي العشرات من المعتقلين ننتتظر من السادسة صباحا حتى السادسة مساءا ونحن مقيدون وبدون أي طعام حيث قرر القاضي الإفراج عني لعدم ثبوت الأدلة، وتم ارجاعي الى تسفيرات كربلاء وبقيت 22 يوما، ومن ثم تم تسفيري الى محافظة الديوانية حيث أسكن وتم إطلاق سراحي في الحادي عشر من يناير الجاري.
المرصد العراقي للحريات الصحفية يعبر عن تضامنه مع جميع الصحفيين العراقيين الذين يتعرضون لإنتهاكات غير مبررة، ويتم إحتجازهم تعسفيا، ويطالب بالتحقيق في التجاوزات والإعتداءات التي تصدر من مختلف الجهات والمؤسسات ولأسباب ولدواع غير مقبولة أو مبررة على الإطلاق.