محرقة المسيحيين ..فاجعة “عرس بغديدا ” من تخطيط وتنفيذ الحكومة العراقية والميليشيات الإيرانية المجرمة في العراق
بِقلم: وسام موميكا – المانيا
بداية نعزي أنفسنا وأهلنا وأبناء شعبنا العراقي عامة والمسيحيين في العالم بِهذه الفاجعةالأليمة والعمل الإرهابي الجبان الذي طال أَناسٌ مسالمين في حفل زفاف بِبلدة بغديدا السريانية في محافظة نينوى ، ونطلب من الرب أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته ويُلهمنا جميعاً الصبر والسلوان ، والشفاء العاجل للمصابين والجرحى بقوة الرب .
( ܐܠܗܐ ܡܢܙܚܠܐ ܓܘ ܢܘܗܪܐ ܘܦܪܕܙܚܐ )
بتاريخ 26-09-2023 يوم أسود في تاريخ بغديدا حيث وقعت فاجعة “عرس بغديدا ” الذي لبس فيه الحزن والسواد أهل بغديدا والمسيحيين وجميع الشرفاء في العالم ، في هذا العرس لم يكون الحاضريين من المدعويين يعلمون ما ينتظرهم داخل القاعة مع أجواء الفرح والمحبة والسعادة التي جمعتهم مع العرسان لبداية حياتهم الجديدة في عراقٍ يسيطر عليه ثِلة من العصابات المجرمة والقتلة الذين لايعلمون ولا يقدرون معنى الحياة والإنسانية . في هذا العرس كانت أيادي الشر تنتظر إشعال الشرارة الأولى للنار حتى كبرت هذه الشرارة بسرعة البرق وتحولت الى كتلةكبيرة من اللهب لتلتهم الناس الأبرياء ، كما شاهدنا جميعاً من خلال فيديوهات كثيرة انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي كما وأننا نشاهد فيلم آكشن !!.. حتى أنني أرسلت عدة مقاطع من هذه الفيديوهات لأصدقائي الألمان لِيشاهدوا ويعرفوا كيف أن الحكومة العراقية وميليشيات ايران تستهتر بأرواح الناس الأبرياء وتتفنن بِقتل المسيحيين حرقاً في العراق ، وهذا واجبي البسيط والأخلاقي تجاه شعبي أن أقوم بإيصال معاناته الى الأوروبيين لكي يعلموا أيضاً لماذا تركنا بلادنا الأصلية وجئنا الى بلدانهم هرباً من بطشهم وإرهابهم .
إنها فاجعة كبرى ومحزنة ألمت بنا كمسيحيين جميعاً والشرفاء من العراقيين ، لقد شاهدنا جميعاً المحرقة الجماعية التي تعرض لها المسيحيون في فاجعة “عرس الحمدانية” التي كانت بِفعل فاعل وقد تم حرق البشر الأبرياء وهم أحياء وبِتخطيط مسبق وكما هو ممنهج ومخطط له ضمن سلسلة الإستهدافات الكثيرة التي تطال المسيحيين سكان العراق الأصليين بهدف بث الرعب والخوف في قلوبهم لدفعهم نحو الهجرة الى خارج وترك بلدهم العراق ، وهذا ما سبقه من أفعال إجرامية أُخرى وكثيرة تطالهم بين الحين والآخر , ففي عام 2010 إستهدفوا جموع من المؤمنين المصلين في كنيسة “سيدة النجاة ” للسريان الكاثوليك في العاصمة بغداد وحيث تعرض طلبتنا المسيحيين ومعظمهم كانوا من بغديدا الى عمل إرهابي بإستهداف الحافلات التي كانت تنقلهم من بلدة بغديدا الى مدينة الموصل مما أوقع ذلك العمل الإرهابي عدد من الشهداء والجرحى ولا يزال جرحهم باقياً في قلوبنا ، وثم تلتها الصفحة السوداء من غَزوة “تنظيم الدولة الإسلامية ” داعش لِمناطقنا المسيحية في سهل الموصل وتهجير شعبنا الى مناطق مختلفة من بِقاع العالم ، الى أن وقعت الحادثة الإرهابية المدبرة من حكومة العراق والأذرع الميليشياوية لإيران بِحق الرجال والنساء والشيوخ والأطفال المسالمين الذين قضوا حرقاً على أيديكم يا مجرمين ، ماذَنب هؤلاء المساكين والأبرياء سوى أنهم كانوا مدعويين الى حفل عرس كان يسوده جو من الفرح والمحبة ، ولكن قلبتموها رأساً على عقب بِعقولكم المريضة التي تكره الحياة وتعشق الموت . للأسف لقد جَعلتم من ضحايا الفاجعة حَطباً لِتحقيق غاياتكم ومآربكم السياسيةالدنيئة ، لقد قلتها سابقاً وأعيد تكرارها الآن بأن بغديدا لن تكون لقمة سائِغةوسهلة كما يَتصورها البَعض ، فَمهما طال الزمن وتكالبت علينا الشعوب والأُمم ستبقى بغديدا السريانية تعيش فينا ونحن نعيش فيها وسَنفديها بدماءنا وأروحنا وبِكل ما نَملك ، أقولها لبعض السياسيين الخونة والعملاء من الذيول المحسوبين على شعبنا المسيحي أنه مهما طال ظلمكم بحق المسيحيين سوف لن يُزيدنا إلا اصراراً وعزيمة ، ودماء شهداءنا لن تذهب هدراً وسنبقى نطالب بِتحقيق دولي لكشف وفَضح المتورطين بهذهِ الجريمة البشعة والجرائم الأُخرى التي طالت شعبنا المسيحي في العراق حتى ظهار الصورة الحقيقية لحكومات العراق السابقة والحالية وميليشيات إيران المجرمة أمام المجتمع الدولي .
أما بخصوص مسرحية إعلان نتائج التحقيقات لِفاجعة “عرس الحمدانية ” التي أعلنتها الحكومة العراقية نرفضها جملة وتفصيلا و لا يمكن تصديقها بتاتاً ، حيث لا يمكن للقاتل والمجرم أن يكون يكون الحكم في هذه القضية ، ومن هنا نؤكد على مطلبنا الأساسي ونَشد على أيديكم يا سادتنا وآباءنا البطاركة والمطارنة والكهنة الأجلاء بالمطالبة بِتحقيق دولي في القضية حتى لا تضيع هباءاً دماء الشهداء والجرحى والمصابين ، كما أجدد وأشدد للمطالبة بإقليم خاص بالمسيحيين في سهل الموصل ليحفظ لهم كرامتهم وحقهم في العيش بأمن وأمان وسلام دائم بعيداً عن الهجمات الإرهابية التي يتعرض لها على مر العصور والأزمان .
في الختام لا بد من توجيه كلمة حق بالشكر والإمتنان والتقدير الى كل من وقفوا معنا وساندنا من جميع أطياف الشعب العراقي العزيز في مِحنتنا الصعبة هذهِ التي واجهت أهلنا وشعبنا في بلدة بغديدا السريانية ، لقد أثبتوا العراقيون مُجدداً أننا شعبٌ واحد ووطنيتنا فوق كل شيء رغم أنوف الحاقدين … شكراً جزيلاً على جهودكم .