عندما يغيب دور الدولة في المراقبة والاشراف على شؤون المواطنين , في الحماية والدفاع عن لكل من ينتهك حريتهم وحقوقهم وكرامتهم , وقيمتهم الانسانية , وصون مصيرهم من الاخطار التي تحيق بهم , او كل من يوجه اهانة وأساءة دون حق عادل وشرعي , فان المليشيات المتشددة والمتعصبة والمتخلفة , تحل محل الدولة تقوم بدور فرض شريعتهم وناموسهم وسطوتهم , بقوة الاكراه والتهديد والوعيد , وبالاضطهاد والتعسف الظالم , ان هذه المليشيات بثقافتها السوداء وباساليبها الفاشية القمعية , تثير الرعب والخوف والفزع في نفوس المواطنين , وهي التي جلبت الشؤم والخراب والدمار , ونهج القتل وسفك الدماء , سواء كانت مليشيات سنية ام شيعية , لانهما تشكل وجودهما , خناجر مسمومة في خاصرة الدولة . لان هدفهما واحد احتلال الدولة واضطهاد وانتهاك حرية وحقوق المواطن , وفرض ثقافة الخوف والارهاب والوحشية , وانهما سرطان التخلف والجهل والتعصب والتشدد . ويستغلون ضعف الدولة , وعجز وشلل الاجهزة الامنية المصابة بامراض الفساد المالي , وبالتالي يضطر المواطن المسكين ان يدفع فاتورة الحساب , اما الخنوع بالمهانة والمذلة الى شريعتهم المتخلفة والمتعصبة , واما القتل بدم بارد , او الرحيل والنفي والهجرة والنزوح من مدينته ومنطقة سكناه , باي حجة حتى لو كانت واهية , مثل عدم ارتدى الحجاب . ان هذا السوط الارهابي القمعي الجائر , لايرحم احد من استخدام ضده العسف والتهديد , وخاصة بحق المرأة العراقية , بذريعة تطبيق شريعة الدين , والدين منهم براء , لان قيم الدين الاسلامي تدعو الى السلام والتسامح والتعايش , انهم يتاجرون زوراً وبهتاناً بقيم الدين الشريفة . لقد قادت هذه المليشيات الفاشية العراق , الى اعلى درجات الخطر الجسيم , وألحقت افدح الاضرار في سمعة الوطن والدين , وعاثت خراباً وفساداً بكل زاوية من الوطن . ان حقوق وحرية المواطن المشروعة , يكفلها القانون والدستور , ولا يمكن لاية مليشيات ارهابية , ان تنصب نفسها مقام القانون والدستور , اي انها خارج العقل والمنطق والقانون , وحتى انتهاك بحق الشريعة ومذاهب الاديان , لذلك فان هذه التصرفات الهجينة والشاذة , التي تعرضت لها الناشطة المدنية , السيدة ( هيفاء الامين ) بالتهديد بالقتل , او مغادرة مدينتها ( الناصرية ) , ان تاريخها معروف , معمق بالنضال العنيد ضد البعث الفاشي , وعانت من ارهابه ووحشيته , وقد شاركت في الانتخابات البرلمانية الاخيرة , وحصلت على 14 ألف صوت , ولكن قانون الانتخابي الغير العادل حرمها من الفوز بمقعد في البرلمان , بينما الاخرين يحصلون على بضع مئات , يفوزون بمقاعد في البرلمان . ان هذا التهديد الجائر الى السيدة ( الامين ) يشكل اكبر اهانة وأساءة الى محافظة ذي قار ( الناصرية ) مدينة الثقافة والسياسة والابداع , انهم يشوهون تاريخ المدينة العملاق في مآثره الحميدة والمجيدة , انهم يحولون ( الناصرية ) الى سجن مظلم يعود الى مغارات وكهوف العصور المظلمة , انه أساءة بالغة الى المرأة العراقية , والى كل الشرفاء والغيارى الحريصين على الوطن . ان هذه المليشيات السوداء , تحاول ترسيخ وفرض بالقوة , ثقافة الجهل والتخلف والتعصب , والتشدد في خنق الحياة العامة والخاصة , وهذا يتطلب من الحكومة المحلية ( محافظة الناصرية ) الى اتخاذ موقف صارم وحازم وصريح , بالتدخل السريع , لانه لايمكن لاحد ان يعبث بامن المواطن ويصدر التهديد والوعيد , يجب ان يطبق القانون بحقهم , ولا احد يعلو فوق القانون . ويجب ان يعلو صوت التضامن , بالدفاع عن حرية وحياة السيدة الامين , ان الدفاع عن قضيتها الخطيرة , يعني الدفاع عن المرأة العراقية