يتحدث عن ماتحقق من نبؤاته ويتباهى بذلك. قال ، ستكون كارثة طيران في العراق ! لم تحدث تلك الكارثة في 2013 ، وسيقول في ليلة رأس السنة ، لقد تحقق ذلك وسقطت طائرة هليكوبتر في منطقة بيجي شمال بغداد ،وبالطبع فإن ذلك لايكون بمستوى الكارثة لأن المعتاد في حال الكوارث أن تسقط طائرة تقل مسافرين وعلى متنها العشرات ، أو حين تسقط طائرة مقاتلة، أو طائرة نقل على حي سكني فتقتل جمعا من الناس وتدمر البيوت ، وليس منطقيا أن نضع الحوادث البسيطة وهبوط الطائرات ،أو سقوطها نتيجة خلل فني في منزلة الكارثة ولابد من القول بحقيقة الحدث لاتضخيمه وتحويله الى مصيبة عالمية .
إنهيار أبراج لامثيل له في العالم ، ومقتل الآلاف في حوادث غرق ، وسقوط طائرات مدنية ، ومقتل زعماء في دول عدة ، وهزات أرضية في أكثر من بلد .لم تسقط الأبراج لافي دبي ولاغيرها ، ولم يقتل هذا الملك ولاذاك الرئيس، لكن الناس تعشق الإثارة ، وتموت في الخوف والهلع وتتناقل الأخبار حتى المكذوبة بوصفها من الحقائق المسلم بها ،وتتشارك القنوات الفضائية ومواقع الأنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي والإذاعات ووكالات الأخبار في النقل والتهويل والتضخيم ، وتجعل الحدث البسيط كارثة من العيار الثقيل ، فإذا قلت لأحدهم ، إن نبوءتك لم تتحق ؟ قال لك ، بل هي محققة لكن الزعيم الفلاني تنبه لنفسه بعد أن تحدثت عن خطر محدق به ، ومارس طرق حماية غير تقليدية !
تستخدم بعض وسائل الإعلام أصنافا من المنجمين ليتحدثوا بنبوءات قد لايتحقق منها الكثير لكنها تجيد فن الدفاع عن هولاء فهي لاتريد الخسارة طالما أن عددا كبيرا من الناس يفضلون الإستغفال الذي يبعدهم عن القلق والتفكير بماقد يحدث .الناس متدينون بطبعهم لكنهم يمارسون الكفر على مدى 24 ساعة .