الحزب الإسلامي العراقي مستشيط غيظاً وغضباً مما جرى في مصر.. لكن ليس الدم المصري المسفوك في الشوارع والساحات من غير ذنب، وليس الدمار الناجم عن أعمال العنف الممتدة من الاسكندرية الى الصعيد، هو ما يثير حمية الاخوان المسلمين في العراق (الحزب الاسلامي هو فرع الاخوان) ويؤرقهم، وانما السلطة التي أضاعها اخوان مصر بعد سنة من توليهم اياها.
في بيانه الموزع أمس وصف الحزب ما حدث في 30 حزيران الماضي بانه “انقلاب صارخ على الديمقراطية، وعودة إلى الوراء ، ومحاولة لإجهاض ثورة مصر المباركة”.
الحزب الاسلامي العراقي يتباكى على “الديمقراطية” المضاعة في مصر، وهو الذي كان ولم يزل أحد أركان اللاديمقراطية القائمة في العراق على مدى عشر سنوات. فالحزب الاسلامي، الى جانب سائر الاحزاب والحركات الاسلامية السنية والشيعية، كان ممن أسسوا لنظام الطائفية السياسية في بلادنا، خلافاً لمباديء الدستور الدائم الذي ساهم الحزب في صياغته والتصويت له، وانتهاكاً صارخاً لأحكامه ولارادة الشعب.
وفي بيانه وصف الحزب ما حصل في مصر بانه “نتاج عمل متواصل من تعزيز الكراهية، وتشويه الصورة التي ساهمت فيه قنوات فضائية ومنابر إعلامية مارست دوراً سلبياً للأسف وتنكرت لرسالة الإعلام النبيلة”، متغافلا عن انه هو الى جانب سائر الاحزاب الاسلامية، الشيعية والسنية، كان ممن فتحوا أبواب جهنم الطائفية في بلادنا وأوقدوا نيران الكراهية بين ابنائها.
بيان حزب الاخوان المسلمين في العراق تحدث عن “أخطاء وقعت هنا وهناك” ارتكبها رئيس الاخوان في مصر محمد مرسي الذي سعى في الواقع الى اقامة دكتاتورية بغيضة في بلد نزل ناسه الى الشوارع والساحات لاسقاط دكتاتورية مبارك ولم يلتحق بهم الاخوان الا في الساعة الأخيرة قبل أن يذعن مبارك لارادة الشعب بخلاف ما فعله مرسي.
يفعل الحزب الاسلامي العراقي خيراً إن هو اهتم بشؤون بلاده وناسها، فهنا توجد الف قضية وقضية تستحق الاكتراث .. هنا يموت يوميا العشرات ويصاب المئات بجروح وتتدمر أملاك عامة وخاصة بملايين الدولارات في خضم الصراع السياسي – الطائفي على السلطة والنفوذ والمال بين القوى المتسلطة على أقدار الناس، والحزب الاسلامي واحد منها وليس في وسعه النأي بنفسه عنها.
أكرم للحزب الاسلامي أن يُصدر البيانات والتصريحات وأن يستغل وجوده في البرلمان والحكومة للتنديد بممارسات الدولة العراقية والقوى السياسية المتنفذة فيها، وهو واحد منها، المنتهكة لمباديء الدستور واحكامه وللحقوق والحريات العامة .. أكرم له ان يعمل لمكافحة نهب المال العام وتوفير الخدمات العامة والحد من البطالة والفقر والأمية في بلادنا، أو أن يُمسك لسانه ويترك شؤون مصر للمصريين الذين هم أعرف بها منا.